أفاد المركز الإعلامي لشؤون القدس والأقصى "كيوبرس" أن نحو 1013 يهودياً اقتحموا المسجد الأقصى خلال عيد الفصح العبري الحالي، حيث شهد اليوم الخميس العدد الأكبر من المقتحمين، ووصل إلى 271 مقتحما (198 في الفترة الصباحية و 74 مقتحما ما بعد الظهر).
وتمت الاقتحامات خلال الفصح العبري الحالي على مدار خمسة أيام من الاحد حتى الخميس (24-28 نيسان)، فيما رصدت أكثر من 35 محاولة لتأدية طقوس تلمودية وصلوات يهودية في أنحاء متفرقة من الأقصى، وشهد المسجد الأقصى خلال الفترة المذكورة حالات توتر شديد إثر هذه الاقتحامات والتصدي لها من قبل حراس المسجد الأقصى والمصلين ممن استطاعوا دخوله.
وقد تحول المسجد الأقصى خلال الفصح العبري إلى ثكنة عسكرية لقوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث احتشد مئات من جنود وعناصر الاحتلال في أزقة القدس القديمة والشوارع المؤدية إلى الأقصى، ونصب الحواجز العسكرية عند بوابته، كما احتجز الاحتلال طيلة الأسبوع البطاقات الشخصية للمصلين من الرجال والنساء، عند دخولهم للأقصى، فيما حددت الأجيال المسموح لها بالدخول بين 25-30 عاماً خاصة الشباب ومن أهل الداخل الفلسطيني، عدة مرات خلال الأسبوع.
كما نشر الاحتلال الإسرائيلي عشرات العناصر من القوات الخاصة في جميع أنحاء المسجد الأقصى، منذ ساعات الصباح الباكر يومياً، وحاصر المصلين الذين تجمعوا بالعشرات يوميا من الرجال والنساء في منطقة الجامع القبلي المسقوف، وعند مصاطبه، ناهيك عن انتشار عشرات عناصر المخابرات بلباس مدني في الأقصى وعند بواباته.
هذا وأمّن الاحتلال الإسرائيلي يومياً اقتحامات الجماعات اليهودية والمستوطنين بالعشرات من قواته، حيث نظمت اقتحامات يومية من الساعة 7:30-11:00 في الفترة الصباحية، ومن الساعة 13:30-14:30 بعد الظهر، على مجموعات عددها 25 في كل مجموعة، كل 45 دقيقة تقريبا.
وبحسب "كيبوبرس" فقد وصل مجمل المقتحمين خلال الخمسة الأيام السابقة نحو 1013 مستوطن على النحو التالي: الاحد 158 مقتحما، الاثنين 204 مقتحما، الثلاثاء 169 مقتحما، الأربعاء 211 مقتحما، الخميس 271 مقتحما. وبحسب مقارنة سريعة مع السنوات الماضية فإن هذا العدد من المقتحمين هو الأكبر منذ سنوات خلال عيد الفصح العبري.
فيما تصدى عشرات المصلين لهذه الاقتحامات بالتكبير وملاحقة المستوطنين والتصدي لاقتحاماتهم واستفزازاتهم، كما حاول عشرات المستوطنين خلال فترة عيد الفصح العبري إقامة طقوس تلمودية وصلوات يهودية في أنحاء متفرقة من الأقصى، خاصة في المنطقة الشرقية عند باب الرحمة، ومنطقة باب السلسلة عند سبيل قايتباي، في الناحية الغربية من الأقصى، وتصدى حراس الأقصى لهذه المحاولات ومنعوا أغلبها.
الأيام الخمسة شهدت في المجمل حالة توتر مستمرة، وأدت إلى وقوع تدافع واشتباك بالأيدي، بين قوات الاحتلال والمستوطنين من جهة، وبين حراس الأقصى من جهة أخرى، وسببت وقوع بعض الإصابات الطفيفة، كما تمت عمليات اعتقال وإبعاد لعدد من المصلين وحراس الأقصى خلال الفترة المذكورة.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد سبق الفصح العبري بنحو شهر بحملة متتالية ومتكررة من الاعتقالات والإبعادات عن المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة، كما شن حملة اعتقالات خلال أيام وليالي الفصح خاصة في القدس القديمة، وذلك كتهيئة لتفريغ المسجد الأقصى ومحيطه من المصلين والمرابطين، والذين عادة ما كانوا يشكلون درعا وحماية للمسجد الأقصى من الاقتحامات والاعتداءات اليهودية.
[email protected]