كثيراً ما تبنى العلاقات العاطفية على السراب. يكون الارتباط هشّاً لدرجة أن يفكّر البعض بالدخول في اكثر من علاقةٍ واحدة في آن. هذا المؤشر لا يعني دائماً أن الشاب دخل صراحةً غمار العلاقة، لكن الواقع يختلف بالنسبة الى الفتاة التي تصدّق أنها واقعةٌ في الحب وأن علاقتها ستتكلّل بالنجاح. يطرح هذا السجال ضرورة تمييز المراهقات بين الشاب الجدي الذي يبحث عن فتاة أحلامه حقّاً وذاك الذي يستخدم العاطفة للتسلية والمشاكسة وتنفيذ مآرب وغايات سيئة. والاشكالية التي تطرح في هذا السياق تسلّط الضوء صراحةً على الاسباب التي تدفع الرجل الى الدخول في علاقتين عاطفيتين أو أكثر في آن واحد. لماذا يتّخذ هذا القرار المجنون ولا ينفك عن المضي فيه حتى بعض افشاء سرّ تملّقه.
• التفاخر بمفاهيم مغلوطة سائدة في المجتمع قد يكون هدف الشاب من خطوة الاقدام على التقرب من اكثر من فتاة واحدة الاستعراض لا اكثر. وهذا الامر لا يعني صراحةً ان باستطاعته توثيق التزاماته الاخلاقية والشخصية تجاههما. هو لا يفكّر في شيء سوى التفاخر امام أصدقائه وفق مفاهيم مغلوطة تكرّس عظمة الرجل وسلطته على حساب المرأة. لكن المقاربة المجتمعية لهذا الموضوع باتت مختلفة اليوم وهي تنعكس سلباً على شخص من يتبنى هذه الأفكار، خصوصاً ان الصورة الخارجية للانسان باتت اكثر حساسية في مواقع التواصل الاجتماعي الذي قرّب المسافات وفنّد الخطوط العريضة.
• عدم الاستقرار النفسي والعاطفي في هذه الحالة يعاني الفرد مشاكل تعتري نظرته العامة الى الحياة. وهو غالباً ما يكون بعيداً كل البعد من الاستقرار العاطفي الذي لم يسبق له ان اختبره أو ربما عايشه. وهو بالتالي يفقد السيطرة على زمام الأمور ويهزم لا ايرادياً بعد ان يرى نفسه داخلاً في مفترقات أكبر منه ومن امكانيته على الخروج منها. في هذه الحالة يكون الشاب هو المتضرر الاول من خداعه ومكره لأن افعاله تشي بأنه قد يعاني ايضاً من ترسبات نرجسيّة وحبّ للذات يتخطى حدود المعقول.
• محاولة اثبات الذات والهروب من حقيقة الفشل قد تكون هذه المسألة مجرّد عمليّة تعويضيّة ساذجة يلجأ اليها الشاب في عمر المراهقة خصوصاً، حين لا يجد نفسه قادراً على النجاح واثبات نفسه في أي مجال من المجالات الحياتية المتاحة أمامه. فيسلّم للخيار الأخير القائم على تحقيق شعبية معنوية له تساعده في دحر الفراغ الذي يعتري تفاصيل حياته. وهو بالتالي يتحوّل الى مجرّد متسكّع يقضي يومياته في التعرف على اناس جدد واللجوء الى الخيار العاطفي لتعويضه الحرمان المعنوي الذي يعيشه نتيجة فشله اجتماعيّاً ومهنيّاً. وهو قد ينجح في تملّقه خصوصاً في حال كان على قدرٍ معيّن من الجمال الخارجي وادعاء الرومانسيّة.
[email protected]