اجريت في المركز الطبي للجليل – نهاريا مؤخرا، اول عملية جراحية في العالم لشاب عربي يبلغ من العمر 39 عاما كان مصابا في مرض التلاسيميا منذ ولادته، والتي ادت الى حدوث تشوهات خلقية كثيرة في وجهه خاصة في منطقة الفم والانف.
وكان الشاب علي (الاسم الكامل في ملف التحرير) البالغ من العمر 39 عاما من سكان احدى قرى الجليل الغربي، كان قد ولد مصابا بمرض التلاسيميا، وهو واحد من عشرات الحالات التي تم تشخيصها في البلاد، وكانت قد بدأت التشوهات تزيد في وجهه مع كبر سنه وبسبب التشوهات في منطقة الفم والفك والانف لم يتمكن من تناول الطعام بشكل طبيعي مما ادى الى خسارته للوزن بشكل كبير وقد وصلت به المرحلة الى ان احتاج الى مساعدة دائمة لمرافق يساعده على ابسط امور الحياة، اضافةه الى ان التشوهات منعته من الاختلاط في المجتمع.
المركز الطبي للجليل وكجزء من تطور عمله المهني في السنوات الاخيرة افتتح قسم "الفم والفك" والذي يديره الخبير العالمي في المجال البروفيسور سامر سروجي الذي رافق علي وعائلته، واصر على ايجاد حل طبي لمرض "ثلاسيميا" رغم انه كان معقدا ومركبا جدا لينقذ حياته ويعيده لمزاولته حالته الاجتماعية كالمعتاد علما ان العملية اجريت بتكلفة مالية باهظة كان علي وعائلته قد جمعوا تبرعات ليتم اجراء العملية.
علي، خضع لعملية جراحية جديدة ومتطورة ومعقدة لعدة ساعات متواصلة ولم تتم من قبل في أي مركز طبي اخر في العالم، حيث تم تركيب جهاز طُبع بمطبعة ثلاثية الابعاد من مادة التيتانوم وبالتلائم مع متطلبات عمليته الجراحية وحجم الفك، وكان شارك في العملية الجراحية كبار الاطباء والاخصائيين في المجال منهم البروفيسور سامر سروجي، الدكتور امير كوبرمان مدير وحدة "أمراض الدم" لدى الأطفال والدكتور ايغال جرنوت مختص في امراض الفم، والدكتور شمعون عبري مدير قسم التخدير والانتعاش والدكتور ايال سيلع مدير قسم الانف والاذن والحنجرة وعمليات جراحة الراس والعنق.
المعالج والمشرف على العملية البروفيسور سروجي، اعرب عن سعادته وسروره لنجاح العملية التي تطلب عدة اشهر من المراجعات واللقاءات والتنسيق مع المريض ومع مدراء الاقسام المختلفة بهدف دراسة العملية وعرض كافة المخاطر والتعقيدات التي يمكن ان تواجه الطاقم الطبي خلال العملية وكيفية التغلب عليها. واكثر الصعوبات التي تخوف منها الطاقم الطبي هو كيفية التعامل مع العظام الكبيرة المصابة التي لن تسمح للاطباء بزرع الجهاز بالطريقة المعتمد عليها. لذلك تم استخدام التقنية الحديثة التي من خلالها قام الاطباء باجراء العملية بشكل محوسب بهدف تجربة التأقلم مع التعقيدات وقت العملية.
اتخذ الطاقم الطبي الخطوات اللازمة من اجل التحضير لهذه العملية فان المرض ادى لضرر كبير في الفم والفك مما استوجب زراعة الجهاز الذي سيتم غرز الاسنان الاصطناعية به بشكل مميز، فلقد تم اعارة الكثير من الاهتمام لعدم اصابة مركزي الاعصاب الاساسيين في الفك الذي يسنح الفرصة لاحقا لعلي بالشعور بشفاهه، الامر الذي يصعب انجازه في مثل هذه الحالة.
الدكتور مسعد برهوم، مدير المركز الطبي للجليل قال "الشكر والتقدير للطاقم الطبي على ما قاموا بهم من عمل انساني ودؤوب. وافتتاح قسم الفم والفك في المركز الطبي للجليل هي بشرى سارة حيث يضم طاقم القسم الاطباء المهنيين والمختصين في هذا المجال والذين يعملون على مدار الساعة من اجل خدمة مواطني منطقة الجليل وبهذه الخطوة التي تم اتخاذها من اجل اتمام العملية الاولى من نوعها في العالم فهذا يعزز مكانة ومهنية الطاقم ومن شأنه تحسين حياة الشاب علي والمرضى الاخرين".
[email protected]