اظهرت دراسة اسرائيلية جديدة اعتمدت جمع معطيات احصائية من جميع المستشفيات الاسرائيلية ان 10% من مجموع الاسرائيليين الذين تعرضوا للإصابة بالنوبات قلبية توفوا خلال عام من تاريخ النوبة .
وشرع الباحثون الذين اقلقتهم هذه النتيجة المخيفة في البحث عن اسبابها ومعرفة سبب هذه النسبة المرتفعة من الوفيات وفقا لموقع "يديعوت احرونوت" الالكتروني الناطق بالعبرية الذي نشر اليوم الخميس نتائج الدراسة .
وقامت نقابة اطباء القلب في اسرائيل بجمع المعلومات والتي شملت حوالي 14 الف مريض من جميع الفئات العمرية ممن اصيبوا بنوبة قلبية من جميع وحدات العلاج المكثف في المستشفيات الاسرائيلية كافة ضمن الفترة الزمنية الواقعة ما بين 2000-2013 .
ووفقا للدراسة توفي 45 من المصابين خلال الشهر الاول بعد خروجهم من المستشفى لأسباب تتعلق بعضلة القلب لكن هذه النسبة قفزت خلال عام الى 11% ما يعني ان الشهر الاول الذي يلي الخروج من المستشفى يسجل نسبة وفيات مضاعفة او اكثر من ضعفي ما تسجله بقية الاشهر .
"هذا امر يثير القلق الشديد وخاصة وان هذه النتيجة لم تتغير على مدى السنوات العشرة الماضية ونحن لا نفهم ولا نعرف ماذا يحدث للمرضى بعد خروجهم من المستشفى" قال الدكتور زازا يعقوبشويلي مدير خدمات الطوارئ لأمراض القلب وعيادة وحدة امراض القلب في مستشفى "بلنسون".
وأضاف "ليس من المعروف فيما اذا كانت مشاكل قلبية هي سبب الوفيات ام مشاكل اخرى وإذا كان السبب هو القلب فان الحديث يدور عن فشل وإخفاق كبير وهذا يعني اننا نقوم بشيء ما غير صحيح وسنضطر الى تغير التعليمات وربما لا يحصل المرضى على العلاج المناسب او الكاف او انهم لا يلتزمون بالتعليمات الخاصة بمرحلة ما بعد مغادرتهم للمستشفى ولا يواظبون على العلاج الدوائي والخاص بإعادة التأهيل ".
"نحن نوصي المرضى بضرورة متابعة حالتهم لدى طبيب مختص بامراض القلب لمدة 3 اشهر من تاريخ خروجهم من المستشفى ومراقبة دائمة لضغط الدم وإجراء فحصا لنسبة الدهون في الدم كل ثلاثة اشهر للتأكد ان هذه النسبة تلاءم المريض حسب كل حالة اضافة لضرورة الحفاظ على مستوى طبيعي لنسبة السكر في الدم والحفاظ على نمط حياة صحي يشمل تغذية متوازنة التوقف عن التدخين والنشاطات الجسدية " قال الدكتور " زازا ".
الانتباه للإشارات التي تسبق الاصابة بالنوبة القلبية :
يصاب حوالي 10 الف اسرائيلي بنوبات قلبية كل عام اضافة الى 3000 حالة يرفض اصحابها الخضوع للفحص والعلاج رغم الاعراض الاولية والإشارات التي تؤشر الى اصابتهم وبالتالي يموتون داخل منازلهم وفقا للمعطيات التي كشفتها الدراسة .
ووفقا للدراسة 60% فقط من المصابين بالنوبات القلبية يصلون الى المستشفيات في اقل من 6 ساعات من لحظة شعورهم بأوجاع في الصدر وهذه الفترة الزمنية هي التي يمكن فيها اعادة فتح الشريان المسدود عبر عملية قسطرة سريعة او بواسطة ادوية تذيب التجلطات الدموية التي تسد وتغلق الشريان وبالتالي انقاذ عضلة القلب ومنع تضررها .
ان اهم اسباب النوبات القلبية تكمن في خليط من العوامل الجينية وتناول الاغذية الغنية بالدهون والامتناع عن القيام بنشاطات جسدية والتدخين والسكر لذلك فان الابتعاد عن مصادر الخطر تخفض فرص الاصابة بالنوبات القلبية او الدماغية بنسبة كبيرة .
حتى تتمكن من تشخيص النوبة القلبية هناك حاجة لتوفر عاملين اساسيين الاول توفر اعراض اولية تدل على الاصابة من قبيل "غير الاوجاع والضغوط الصدرية " معطيات تخطيط القلب وفحص الانزيمات في الدم ما يمنح الاطباء فرصة قياس نسبة الانزيمات التي تنطلق عبر الدم اثناء اصابة عضلة القلب بجرح كما يحدث في النوبة القلبية وفي هذه الحالة تجري للمريض عملية قسطرة مستعجلة حيث يتم ادخال " المنظار " عبر رسغ اليد وفي بعض الاحيان عن طريق اعلى الفخذ ما يسمح للأطباء بقياس قطر الاوعية الدموية الرئيسية التي تغذي عضلة القلب وتوسيع الشريان المغلق .
توصيات وقائية وعلاجية:
1- نوصي الاصحاء بإجراء فحص "سي جي القلب" تخطيط القلب حين تجاوزهم الاربعين من العمر مرة كل 5 سنوات على الاقل الى جانب فحص دم يشمل مستوى الدهون والكولسترول.
2- نوصي بشراء جهاز بيتي لقياس ضغط الدم وإجراء فحص ضغط الدم بعد دقائق من الراحة وفي جو هادئ مرة في الشهر على الاقل.
3- في لحظة الحقيق: في كل وضع او حالة يشعر فيها الشخص بسوء ويلاحظ وجود واحدا من الاعراض سابقة الذكر عليه استدعاء سيارة الاسعاف فورا .
4- الى حين وصول سيارة الاسعاف ينصح المريض بالجلوس او الاستلقاء وفقا للوضع الذي يشعره بالراحة وعدم بذل أي جهد حتى يمنع ذهابه للحمام "المرحاض" اوبذل أي جهد مهما كان بسيطا لان مثل هذا الجهد قد يلحق الضرر في القلب واذا فقد المريض وعيه يجب الشروع بإجراءات "الاحياء" .
[email protected]