عقدت مدرسة "الجليل" الثنائية اللغة والتي تشرف عليها جمعية يدًا بيد الأسبوع الماضي حفلا تربويا جمع بين الطلاب والأهالي ومختصين في مجال التربية. جاء هذا الحفل في أعقاب إنهاء الفصل الدراسي الأول للمدرسة، ونشأ عنه العديد من العروض، الفعاليات والانجازات التي قام طلاب المدرسة بإعدادها.
"التعليم ليس في ما يفعله المعلم، وإنما في ما يجعل طلابه يفعلون"، كان هذا أحد الشعارات التي رفعتها المدرسة عندما عرضت الأساليب التربوية الخاصة بها ضمن الحفل التربوي، يلخص التغيير الكبير الذي طرأ على المنهاج التربوي في المدرسة، وذلك من حيث الأساليب الحديثة والمبتكرة. فقد تبنت المدرسة فكرة التعليم التي تعتمد على المشاريع، والمستوحاة من شبكة مدارس الهايتك في سان دييغو، والتي تعتبر من أنجح المدارس في العالم.
فيرتكز أسلوب التعليم فيها على الأبحاث التي يقوم الطلاب بإجرائها خلال الحصص المختلفة في كل موضوع. كما وتعتمد فكرة التعليم بالأساس على الانجازات الملموسة للطلاب مثل "إعداد الكتب، الأفلام، النماذج، الصور وغيرها". بالإضافة تعتمد سيرورة التعليم في المدرسة على الانجازات التي يعدها الطلاب ضمن المشاريع التربوية، وهي طريقة تشجع الطلاب على العمل ضمن مجموعات مختلفة.
وبالتالي شملت قاعة الاستقبال في المدرسة خلال الحفل التربوي معرضا للكتب، قام به طلاب الصف الخامس والسادس بحيث نشروا الكتب التي تمت أعدوها باللغتين العربية والعبرية، وما يميز كتب الأطفال هذه أنها كتبت على يد الأطفال بالإضافة إلى الرسوم التوضيحية التي رسمت للتعبير عن الفحوى. من الجدير ذكره أن هذا المشروع كشف عن العديد من المواهب التي يملكها هؤلاء الطلاب، وأيضا فإن هذه الكتب قدمت إلى طلاب الصفوف الأولى في نهاية الحفل، ليتم استعمالها خلال تعليم القراءة والكتابة في المدرسة، وتلك تعتبر بمثابة قيمة إضافية تميز هذا النهج التعليمي.
أما طلاب الصف الثالث والرابع فقد قاموا بالإجابة على السؤال التالي: "هل يمكن لأي شخص أن يصبح بطلا؟" وذلك ضمن مشروع "أبطال من الأفلام"، واختار كل طالب شخصية البطل التي تعجبه، وتحدث عن نقاط القوة والتشابه بينهم. وفي النهاية قام الطلاب بإعداد فيلم قصير عن المشروع، وتم عرضه في المدرسة تحت شعار "جليل بلانت"، بحيث تحولت الصفوف إلى صالات عرض حقيقية، وبيعت فيها التذاكر والبوبكورن وشعر المشاركون بأنهم متواجدون في مهرجان للأفلام.
بالنسبة لغرفة الفنون فقد تحولت إلى صالة لعرض النماذج الهندسية، فعرضت فيها المثلثات والقبة الجيوديسيكية التي تعتبر من أهم ما صنعه الطلاب خلال الفصل الدراسي ضمن دروس الرياضيات والهندسة.
وكذلك الأمر بالنسبة لحصص العلوم، فلم تكن حصص عادية ومملة بل كانت مفيدة أكثر مما تتوقعون. بحيث تطرق الطلاب خلال مشروعهم التعليمي إلى عالم الصحة والقي الضوء على التغذية الصحية، فتم إعداد ورشات للطبخ الصحي، وعرضت لائحة طعام صحية على المشتركين. والأهم أنه قاموا بإعداد لوائح طعام تحتوي على الأطباق الصحية لمعالجة بعض الأمراض مثل مرض الاضطرابات الهضمية، مرض السكري، ضغط الدم، الكولسترول والعديد غيرها.
ايتاي دينر مدير مدرسة الجليل عبر عن انفعاله الكبير من روح القيادة والمسؤولية التي برزت لدى الطلاب، من خلال اندماجهم في طريق التعليم المرتكزة على المشاريع، ومن خلال فهمهم للمغزى العميق حول كل ما يقومون بفعله. كما وبرزت هذه القيم عندما قام الطلاب بتقديم العروض أمام المشاركين في الحفل التربوي وأمام الأهالي وأشرفوا على تفسير ما قاموا بتأديته خلال الفصل الدراسي الذي أنهوه، وهذا أمر تفتخر به المدرسة.
[email protected]