( من قصائدي المقاوِمَة أهديها" للشاعر" سامي مهنا مباركا له إصداره كتاب "مختارات من شعر المقاومة الفلسطينية في الداخل 48 )
كلبُ نيرون ما زالَ حيًّا
يتقمَّصْ
يزرعُ الذعرَ ويعوي
ويرتادُ الصُّخورْ ،
نيرونُ ماتَ وكلبُهُ المَسعورُ حيٌّ لم يمُتْ
ما زالَ ينبحْ
يمرحُ في كل الأزقة
وينهشُ في عظمِ أجداثِ القبورْ ،
نيرونُ يا نيرون ، من أيِّ داهيةٍ وُلِدْتَ ؟
أمومسًا كانتْ
أمْ عانسًاٍ رضخَتْ لأشرسِ أنواعِ النسورْ !
نحنُ نعرفُ عنكَ الكثيرْ
نعرفُ أنكَ طاغيةٌ قدير
أحرقتَ روما فوقَ أجسادِ الضَّحايا
نعرفُ كيفَ أغرتكَ ببايا
فقتلتَ أمك
وقتلتَ ببايا
وذاكَ ليسَ غريبًا
فأسلافُ الطغاةِ من بعدِكَ
يحرقونَ وجهَ الشَّمس
عبرَ دفَّاتِ الزَّمَنْ …
وَرُوَيدًا رُوَيدًا يدلهِمُّ وجهَ الأرضِ
فوقَ أمواجِ المِحَنْ …
رُوَيدًا رُوَيدًا يسبحُ الإنسانُ في بحر الغضَبْ
ترتخي يداهُ فيغرقُ بينَ قضبانِ القصَبْ …
يا صديقي ... لا تسلني من أينَ هذا الصَّوتُ وكيفَ جاءْ
فالشِّعرُ وليدُ هزَّاتِ الزَّمَنْ
يرفعُ اليدَ اليُسرى
حينَ تضيقُ باليُمنى آياتُ الرَّجَاءْ !!!
)ملاحظة القصيدة نشرت في مجلة الأفق ، عدد 3 شباط 1988 وفي باكورة مجموعاتي الشعرية ال14 " حديث الجرمق " 2006)
[email protected]