يُتوج الإحساس بالجوع و زيادة الإقبال على تناول أكبر قدر ممكن من المأكولات و المشروبات خلال فصل الشتاء، و يعود السبب إلى قلة الحركة والمكوث لفترات طويلة أمام المدفأة أو التلفاز، حيث سيبدأ العقل الباطن بالبحث عما يشغل وقت الفراغ، فيبدأ ببث الشعور بالجوع في النفس، للبدء بتناول وجبات الطعام واحدة تلو الأخرى، مما يؤدي إلى زيادة الوزن.
ولاحظ العلماء أن غياب الشمس، الذي يحدث كثيراً في فصل الشتاء، يتسبب في خلل كيميائي بالمخ إذ ينخفض معدل الموصل العصبي المسمى السيروتونين، وهذا الانخفاض ينتج عنه اكتئاب يرتبط دائماً بفصلي الخريف والشتاء، كما ينتج عن هذا الانخفاض زيادة الشهية والشعور بالجوع.
ويوّضح أخصائيو التغذية أن فصل الشتاء يعتبر مدمر للحميات الغذائية ، و يعود ذلك إلى زيادة الإقبال على الأكل بشكل غير معتاد،وأن أسباب الجوع في فصل الشتاء تكمن في إدراك حقيقة انخفاض درجة حرارة الجسم، إذ يبدأ الفرد بتعويض هذا النقص بالأطعمة ذات السعرات الحرارية الزائدة ليشعر بالدفء، كما أن الطبيعة البشرية تميل إلى الخمول والكسل والبقاء في المنزل لفترات طويلة في فصل الشتاء لتجنب الأجواء الباردة، فتجد أغلب الناس يميلون إلى قلة الحركة والجلوس لأكبر وقت ممكن بجانب المدفأة بحثاً عن الدفء.
ويضيف الاخصائيون أن المشكلة تنشأ عندما تقوم هذه الوجبات و الأطعمة بخفض مفاجئ في مستويات سكر الدم، ما يجعل الإنسان يهفو إلى الطعام،وبذلك يخزن الجسم السعرات الحرارية الزائدة في شكل دهون ،كما إن نقص فيتامين D يقلل من تكسير مخزون الطاقة في الجسم، فتظل السعرات التي تدخله مخزنة في شكل خلايا دهنيه، بدلاً من تحويلها إلى طاقة يستفيد منها الجسم.
ويؤكدون على أهمية محاربة هذا الشعور و الحرص على التعرض لأشعة الشمس بقدر الإمكان على الأقل 10 دقائق يومياً إذا أمكن، و تناول البروتينات القليلة الدهون واللينة خاصةً الأسماك الغنية بأحماض أوميجا 3 الدهنيه مثل: السلمون والتونة والسردين،لأن الأوميجا تساعد بشكل كبير على تحسين المزاج ومحاربة الاكتئاب.
وأشاروا إلى كيفية القضاء على أسباب الجوع في فصل الشتاء التي تبدأ من تغيير بعض العادات الخاصة بالشخص، و التعرض لأشعة الشمس، وممارسة بعض التمارين الرياضية وخاصةً رياضة الجري التي تبث الدفء والطاقة إلى كل أجزاء الجسم،و قراءة الكتب بدلاً من تناول المأكولات والمشروبات، أو لعب الألعاب المسلية كالشطرنج مثلاً.
[email protected]