بعد إنتهاء عطلة السبت اليهودي، قام رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي "نتنياهو" بزيارة موقع العملية في تل أبيب التي قتل فيها مستوطنان واصيب 8 آخرون.
خلال الزيارة القى خطاباً هاجم فيه الفلسطينيون، قائلاً إنه "لن نقبل بدولة داخل دولة، ومن يريد أن يكون إسرائيلياً عليه أن يكون إسرائيلياً حتى النهاية، لا أن يكون إسرائيلياً في الحقوق وفلسطينياً في الواجبات"، معلناً في نهاية خطابه إنه سيطبق القانون ويجمع السلاح غير المرخص بين الفلسطينيين في فلسطين المحتلة 1948.
وقال المحلل السياسي في هآرتس “يوسي فرتر”: "ما بعد الصدمة، شارع ديزنكوف ليس غريباً على نتنياهو الذي اعاد له ذكريات كثيرة، حيث شهد هذا الشارع عدة عمليات فدائية والذي يعتبر اهم الشوارع بالنسبة للاسرائيليين .
فقد شهد هذا الشارع أول هجوم فدائي فلسطيني ففي التاسع عشر من شهر تشرين أول 1994، نفذ "صالح صوي" (نزال) وهو من مدينة قلقيلية وأحد نشطاء حماس، عملية فدائية عن طريق حزام ناسف يزن 20 كيلو غراما، في حافلة بجانبها حافلة أخرى، عند موقف للحافلات (5) شمال ساحة ديزنغوف، ما أدى إلى مقتل 23 إسرائيليا وإصابة 104 آخرين، وإحداث أضرار كبيرة بالمنطقة، لتعتبر من أكبر العمليات التي شهدتها (إسرائيل).
كما وقعت عملية أخرى في الرابع من آذار 1996، نفذها رامز عبيد، وهو من قطاع غزة وأحد نشطاء الجهاد الإسلامي، إذ فجر شحنة تزن 20 كجم، في منطقة عبور للمشاة بديزنغوف بعد أن منعه حارس أمن من دخول تقاطع مزدحم بالإسرائيليين، ما أدى لمقتل 13 وإصابة 125 آخرين.
هذا ووقعت عملية تفجيرية أخرى قرب شارع ديزنغوف، وقعت في زاوية شارع بن غوريون في الحادي والعشرين من آذار 1997، وأدت لمقتل 3 إسرائيليات وإصابة 48 آخرين.
ويقول احد المواقع الاسرائيلية: "شهدت (تل أبيب) هجمات خطيرة على مر السنين، خاصةً تلك التي وقعت في ملهى الدولفين على شاطئ البحر في الأول من حزيران 2001، حين فجر سعيد الحوتري من نشطاء حماس نفسه في الملهى الذي كان يعج بالمهاجرين من الاتحاد السوفيتي كانوا ينتظرون الدخول، ما أدى وقتها إلى مقتل 21 إسرائيليا وإصابة 120 آخرين".
لسان حال المحلل السياسي لصحيفة هآرتس يقول، بأن التاريخ يعيد نفسه في موضوع عمليات المقاومة مع نتنياهو ولكن هذه المرة وهو في منصب رئيس الحكومة، ولكن لازال يتصرف بنفس العقلية ونفس السياسية عندما كان رئيساً للمعارضة، ولا حلول لديه إلا مهاجمة الفلسطينيين بدلاً من الاعتراف بفشله في إيجاد حل لعمليات المقاومة الفلسطينية والمستمرة موجتها الأخيرة من أكثر من ثلاثة شهور.
وفي اول رد فعل على العملة فقط هاجم وزير الخارجية السابق وزعيم حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، الحكومة الإسرائيلية، واعتبر أن سياساتها هي التي تسبب العمليات ضد الإسرائيليين والتي وصلت إلى مركز تل أبيب، واتهمها باختراع مصطلح العمليات الفردية.
وقال ليبرمان لموقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية امس السبت، إن "ضعف الحكومة الإسرائيلية هو ما يشجع ويسمح لتنفيذ العمليات ويسمع بارتفاع وتيرتها، الحكومة لا تنتهج أي سياسة للتعامل مع الوضع القائم".
كما اتهم ليبرمان السلطة الوطنية الفلسطينية حيث قال: "مخ منفذ العملية غسل بسبب تحريض السلطة التي يحول لها نتنياهو الأموال".
والد منفذ العملية تل أبيب الاخيرة
وذكرت صحيفة معاريف العبرية ان والد الشاب منفذ عملية اطلاق النار في تل أبيب و التي ادت الى مقتل مستوطنين و اصابة 8 اخرين قال: " تحدثت مع معارفي في القرى المجاورة من أجل المساعدة في القاء القبض عليه، وأنا أريد أن أساله من دفعه للقيام بهذه العملية".
واكدت الصحيفة ذاتها ان والد المنفذ هو الذي تعرف عليه خلال عرض صوره على شريط فيديو واتصل بالشرطه يوم العمليه.
واوضحت القناة العاشرة الاسرائيلية ان والد المنفذ هو متطوع لأكثر من 30 عاماً في شرطة الاحتلال الإسرائيلي، لديه قطعتي سلاح مرخصة، حيث أخذ ابنه المنفذ احدى هاتين القطعتين وقام باستخدامها في تنفيذ العملية.
هذا واعتقلت شرطة الاحتلال شقيق المنفذ جودت ملحم بتهمة مساعدة أخيه في تنفيذ العملية، ومددت توقيفه لستة أيام مع عدم السماح له بلقاء محامي.
قلق وخوف في تل أبيب
وفي ظل أجواء القلق والخوف، قال العديد من سكان تل أبيب إنهم يخشون من إرسال أولادهم إلى المدارس ورياض الأطفال، الأمر الذي دفع رئيس البلدية، رون خولدائي، إلى الإعلان مساء أمس، أن من يشعر بالخوف والقلق بإمكانه ألا يرسل أولاده إلى المدارس. وبالفعل، أكثر من نصف الطلاب لم يحضروا اليوم إلى المدارس.
ونقلت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي عن إحدى المواطنات قولها 'إنني أخشى من أن القاتل يختبئ في مكان ما ويعتزم القيام بعمل ما'.
وقال خولدائي إن المؤسسات التعليمية في تل أبيب ستفتح أبوابها كالمعتاد اليوم وأنه سيتم تكثيف الحراسة ودوريات الشرطة والشرطة البلدية حول هذه المؤسسات.
ويشتبه نشأت ملحم (29 عاما) من قرية عارة في المثلث الشمالي بتنفيذ عملية إطلاق نار على رواد حانة في شارع ديزنغوف في قلب تل أبيب، بعد ظهر يوم الجمعة الماضي، أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة عشرة آخرين بجروح. كذلك تعتقد الشرطة أن هناك علاقة لملحم بمقتل سائق سيارة أجرة عربي، يدعى أمين مطاوع القريناوي، من اللد، بعد وقت قصير من عملية إطلاق النار.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أن شوارع ومقاهي وحانات تل أبيب كانت شبه خالية خلال عطلة نهاية الأسبوع وفي أعقاب عملية إطلاق النار. ويسهم في هذا الوضع عدم تمكن قوات الأمن من القبض على ملحم.
لكن قسما آخر من السكان أعلنوا أنهم سيرسلون أولادهم إلى المدارس 'رغم القلق' الذي يساورهم وذلك لأنهم مضطرين للذهاب إلى أعمالهم. وقالت مواطنة إنه 'لأسفي لا خيار أمامنا لأني وزوجي مضطران للذهاب إلى العمل. وتوجد مخاوف كثيرة بالطبع بعد حدث كهذا'.
كذلك يسود قلق وارتباك بين المعلمين الذي تلقوا تعليمات عبر بريدهم الالكتروني بشأن كيفية التصرف والجهات التي ينبغي أن يتوجهوا إليها في حال حدوث أي طارئ. وقالت إحدى المعلمات إنها لا تعرف كيف ستتصرف وماذا ستقول لتلاميذها.
كما يسود تخوف وقلق مشابه في المدن القريبة من تل أبيب، مثل رمات غان.
عمليات بحث متواصلة
عمليات البحث عن منفذ عملية إطلاق النار في تل أبيب، نشأت ملحم، التي تجريها شرطة الاحتلال الإسرائيلية والشاباك لم تسفر عن أية نتيجة حتى صباح اليوم الأحد، لكن تسود مدينة تل أبيب أجواء من القلق والخوف بعد تردد تقديرات بأن ملحم قد يقدم على اختطاف مواطنين.
وركزت قوات كبيرة من الشرطة عمليات البحث في منطقة شمال تل أبيب، وهي منطقة كان يعمل ملحم فيها ويبدو أنه يعرفها جيدا.
يشا ر الى ان المنفذ اطلق النار على مجموعة من المستوطنين في شارع ديزينغوف في تل أبيب مما ادى الى مقتل مستوطنين و اصابة 8 اخرين.
حيث فر المنفذ من مكان العملية، حيث وصفته شخصيات اسرائيلية بأنه كان ذكيا بما فيه الكفاية، فلم يكن يحمل معه هاتفه النقال حتى لا تتمكن الشرطة الاسرائيلية من تتبع خطواته عبره، كما انه ترك خلف حقيبته التي كانت تحتوي على القرآن الكريم، كما اتهمته شرطة الاحتلال بأنه ينتمي الى تنظيم الدولة الاسلامية "داعش".
[email protected]