في بداية كلّ علاقة عاطفيّة جديّة بين أي شريكين، يشعر الإثنان بفرحٍ كبير يغمرهما ينتج عن الإعجاب الكبير والحب الأكبر بينهما وعن حسن سير الأمور بينهما.
فيقضيان أوقاتًا طويلة يتحادثان عبر الهاتف ويلتقيان مرارًا وتكرارًا، ويتشاركان مع الوقت كلّ شيء.
ولكنّ الكارثة تكون عندما ينهي الشّريكان علاقتهما لأيّ سببٍ من الأسباب ويفترقان ليتنهي بذلك حبّهما.
لأنّه قد يكون من الصّعب على أحدهما تقبّل هذا الواقع الجديد بعد كلّ ما عاشاهما معًا، فنرى الشّريك يتّجه إلى ممارسات عادات سيئة تضر بصحته والشّريكة تنهال عليه بالرّسائل النصيّة بعد فراقهما.
وقد يكون سبب هذه التصرّفات "الغريبة" غير واضح بالنّسبة للكثيرين.
لهذا، وبهدف معرفة السّبب الحقيقي وراءها، راقب باحثون من جامعة "روتجرز" في نيويورك دماغ العشّاق بعد انتهاء العلاقة بينهم عبر التّصوير بالرنين المغنطيسي.
وأظهرت مراقبتهم تلك أنّ الإكتئاب الذي يعانيه الفرد في هذه المرحلة يسبّب إفراز هورمونات مرتبطة بالإجهاد كالكورتيزول أو الأدرينالين، ما قد يسبّب الغثيان أو النّقص في الأوكسيجين أو تباطؤ نبضات القلب.
كما تبيّن لهم أيضًا أنّ كريزة الحبّ شبيهة بكريزة الإدمان في حال عدم توفّر مادة الكوكايين مثلاً.
وهذا لأنّ الدّماغ يطلب دائمًا الأكثر، ما يفسّر الشّعور بالنّقص أو الهوس في أوّل قصة الحبّ كأن يرفض أحد الشّريكين إقفال الخطّ قبل أن يقفله شريكه الآخر.
ولهذه المرحلة فترة معيّنة أيضًا، لأنّ الدماغ يبدأ بالإعتياد عليها.
وعند الإنفصال، تبدأ مرحلة من حبّ الهوس ولكن بطريقة عكسيّة، فيشعر الفرد بالنّقص. وهنا، يبدأ الدّماغ بالبحث عن مصدر آخر للّذّة أو السّعادة لإفراز "الدوبامين"، ويحتاج عادةً لثلاثة أشهر تقريبًا للتّعافي من هذه الحالة.
[email protected]