اقدم عدد من المتطرفين اليهود يوم امس الاول على عمل استفزازي عنصري اقصائي يدل على عنصريتهم وحقدهم وعدم احترامهم للاديان الاخرى الموجودة في مدينة القدس .
فلدى احتفال الاطفال المقدسيين بإضاءة شجرة عيد الميلاد في باحة جمعية الشبان المسيحية في القدس حيث اقيم احتفال ميلادي خاص للاطفال اقدم هؤلاء المتطرفون على التظاهر قبالة باحة جمعية الشبان المسيحية ورفعوا شعارات عنصرية حاقدة فيها تطاول على الديانة المسيحية والرموز الدينية المسيحية واعترضوا بشكل عنصري على اقامة احتفال ميلادي للاطفال بالقدس ، كما رفعوا شعارات وهتفوا " فليذهب المسيحيين الى اوروبا فهذه ليست بلدهم وليرحلوا من هذه الديار " كما سمعت الكثير من الشتائم والكلمات البذيئة المسمومة بحق المحتفلين بإضاءة شجرة عيد الميلاد .
وتعقيبا على هذا الحادث اصدر سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس ما يلي:
اولا : اننا نرفض بشدة هذا التطاول التحريضي العنصري الاقصائي على مناسبة دينية مسيحية ترتبط ارتباطا وثيقا بهذه الارض المقدسة لا سيما ان ميلاد السيد المسيح هو حدث يحتفي به العالم المسيحي شرقا وغربا ولكن المحتفى بميلاده ولد في بلادنا وتحديدا في مدينة بيت لحم .
ثانيا : يحق للمسيحيين كما ولأصحاب الديانات التوحيدية الاخرى ان يحتفلوا بأعيادهم الدينية دون اعتراض من احد ودون تطاول وممارسات عنصرية حاقدة .ان هذه المظاهرة العنصرية التي شارك بها عدد من اليهود المتطرفين انما تدل على عنصرية وحقد هذه المجموعة التي لا تؤمن بقيم التعايش والاخوة بين الناس ويظنون ان هذه الارض لهم وليست لسواهم ، فيستعملون كلمات الاساءة والتحريض والتطاول على الاخرين ، دون اي وازع انساني او حضاري .
ثالثا : اننا نرفض ظاهرة التطرف الديني التي تسيء للاديان ولرسالتها السمحة ، فلا يجوز استغلال الدين للتحريض والتطاول على الاخرين ، ونحن في الوقت الذي فيه نرفض التطرف الديني التي تمارسه هذه المجموعات اليهودية العنصرية ، فإننا نرفض ايضا اي نوع اخر من انواع العنصرية ، وهي مظاهر خطيرة يجب ان نتصدى لها بالوعي والحكمة والمسؤولية لأن نتائجها هدامة وكارثية على مجتمعنا .
ان اساءة هؤلاء المتطرفين اليهود للديانة المسيحية وشتائمهم والفاظهم البذيئة لن تنقص من مكانة الديانة المسيحية السامية ، فمهما شتموا السيد المسيح وامه العذراء البتول سيبقى المسيح فاديا ومخلصا ومعلما وملكا للسلام وستبقى امه العذراء سيدتنا اجمعين رمزا من رموز العفة والقداسة والطهارة .
رابعا :اننا نقابل هذه الاساءة بما قاله السيد المسيح وهو معلق على خشبة الصليب " يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعرفون ماذا يفعلون " ، ونحن بدورنا نصلي من اجل هؤلاء المتطرفين الحاقدين ومن اجل ان ينير الرب قلوبهم ويرشدهم الى الطريق المستقيم لكي يدركوا بأن ما يقوموا به لا علاقة له بأي دين او انسانية او اية قيم روحية .
خامسا : لقد دعى هؤلاء المتطرفين الذين شاركوا في المظاهرة المسيحيين للمغادرة الى اوروبا ونحن نقول لهم بدورنا بأننا لن نغادر بلادنا وارضنا المقدسة لا الى اوروبا ولا الى غيرها من الاماكن ، فنحن لا نعرف الا فلسطين وطنا لنا ، والقدس عاصمة روحية ووطنية ، وفلسطين التي هي وطن المسيح من حيث ميلاده وتجسده هي ايضا وطننا ولن نتنازل عن انتماءنا لهذه الارض وتعلقنا بكل حبة تراب من ثراها المقدس.
سادسا : نود ان نقول لهؤلاء المحرضين المتطرفين اليهود ولكافة المتعصبين المتطرفين بكافة اشكالهم ومسمياتهم بأننا لن نرحل عن ارضنا المقدسة ، ولن نتنازل عن انتماءنا الروحي والوطني وسنبقى ثابتين صامدين في وطننا مدافعين عن مقدساتنا ناشرين قيم المحبة والاخوة والسلام التي نادى بها من ولد في مغارة بيت لحم لكي ينقل البشرية من عصر الظلمة والقهر والموت الى عصر المحبة والاخوة والسلام .
سابعا : المسيحيون الفلسطينيون هم جزء اساسي من مكونات شعبنا الفلسطيني ، وقد تميزت مدينتنا المقدسة بهذا التعايش والاخوة بين ابناء الشعب الفلسطيني الواحد مسيحيين ومسلمين ، وفي احتفال اضاءة شجرة عيد الميلاد التقى المسيحيون والمسلمون معا في هذه المناسبة ، ولعل هذا من الاسباب التي جعلت هؤلاء المتطرفين يتطاولون على هذا الاحتفال الذي تجلت فيه الوحدة الوطنية بأبهي صورها ، ولكننا بالرغم من كل ذلك لن نخاف ولن نتراجع ولن نتنازل عن حقنا في ان نحتفي بأعيادنا في القدس ، وان نعبر عن محبتنا واخوتنا لبعضنا البعض كشعب فلسطيني واحد.
ثامنا : اننا نرفض مظاهر التطرف التي تستهدف مقدساتنا واعيادنا وثباتنا ووجودنا في هذه الديار ، وبالرغم من كل ذلك سنبقى في وطننا شاء من شاء وآبى من آبى ، فنحن لسنا غرباء في هذه الارض ولسنا بضاعة مستوردة من هنا او من هناك ، المسيحيون الفلسطينيون اصيلون في انتماءهم وتشبثهم بهذه الارض المقدسة.
[email protected]