حذرت منظمة الصحة العالمية من أنه بحلول عام 2030، سيتسبب تغير المناخ في الحد الأدنى بـ 250 ألف حالة وفاة إضافية سنويا في جميع أنحاء العالم.
واضافت الصحة في تقريرها الذي اصدرته في الوقت الذي يجتمع فيه زعماء العالم في باريس لاعتماد وثيقة طال انتظارها في مؤتمر المناخ COP 21 ان الاضطرابات المناخية يمكن أن تضر بالأمن الصحي خاصة من خلال الظواهر الجوية المتطرفة وتفشي الأمراض المعدية.
ويزيد تلوث الهواء من عبء الأمراض. أمر أكده الدكتور ديارميد كامبل لندرم، العالم ورئيس فريق تغير المناخ في قسم الصحة العامة والبيئة والمحددات الاجتماعية بمنظمة الصحة العالمية ويضيف: "الصحة هي أساسية في اتفاق تغير المناخ. كانت واحدا من الدوافع الرئيسية الثلاثة لكتابة المعاهدة الأصلية في عام 1992. والسبب في أننا قلقون جدا حول آثار تغير المناخ على الصحة يعود إلى أن أكبر المشاكل المرضية التي نواجهها هي حساسة للغاية تجاه الظروف المناخية. وتشمل هذه الأمراض الملاريا ونقص التغذية والأمراض التي تنقلها المياه والإسهال وأمراض أخرى تنقلها المياه. لذلك كلما يتقدم تغير المناخ، كلما هدد بجعل كل هذه المشاكل أسوأ."
وقال الدكتور لندرم، تتوقع منظمة الصحة زيادة في الأمراض المنقولة بالنواقل، وفي الأمراض التي تنقلها المياه، وفي سوء التغذية، وفي الإجهاد الحراري وهلمَّ جرا.
وأشار الدكتور لندرم إلى أن زيادة التركيز على تدابير الصحة العامة الوقائية يمكنها أن تخفف الضغط على الخدمات الصحية وتوفر بيئة أكثر دعما لتحقيق التغطية الصحية الشاملة. وأوضح قائلا بحسب اذاعة الامم المتحدة: "واحد من أهم الأشياء التي يمكن للبلدان أن تقوم به، هو تعزيز النظم الصحية، لحماية السكان من مخاطر الأمراض الحساسة تجاه المناخ. لدينا بالفعل تدخلات فعالة ضد الملاريا على سبيل المثال، لدينا تدخلات فعالة لحماية شبكات المياه والصرف الصحي، وحماية الأطفال من أمراض الإسهال. ما يتعين علينا القيام به هو تعزيز تلك النظم ولا سيما الأخذ في الاعتبار مخاطر المناخ لجميع تلك الأمراض."
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أنه بحلول عام 2030 سيسبب تغير المناخ في الحد الأدنى ب 250 ألف حالة وفاة إضافية سنويا في جميع أنحاء العالم. وإذا واصل العالم استخدام أنظمة طاقة عالية التلوث، فإما ستقع سبعة ملايين حالة وفاة كل عام نتيجة تلوث الهواء، أو سيزداد هذا العدد.
وفي هذا الإطار تنصح الدكتورة فلافيا بوستريو ، مساعدة المديرة العامة ورئيسة قسم الأسرة وصحة النساء والأطفال بمنظمة الصحة العالمية، بالاستثمار في سياسات تعود بالنفع على الصحة والمناخ في آن معا: "من المهم للغاية بالنسبة للبلدان الاستثمار في السياسات التي يمكن في الواقع في نفس الوقت، أن تحسن الصحة وتقلل الانبعاثات. واسمحوا لي أن أعطيكم مثالا واحدا فقط. شيء واحد مهم هو على سبيل المثال في مجال النقل، للنظر في سبل النقل التي تعزز الأنشطة البدنية، لأننا نعرف أن هناك فوائد للصحة، ولكن أيضا نعرف أننا بذلك نحد من الانبعاثات."
ومنذ عام 2008 أظهرت منظمة الصحة العالمية روح القيادة في رفع مستوى الوعي حيال التهديدات التي يشكلها تغير المناخ على الصحة. وعلى وجه التحديد، قدمت منظمة الصحة العالمية دليلا وتوجيها فنيا ونهجا تجريبية لحماية الصحة من مخاطر المناخ.
[email protected]