طالب سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس الجهات الفلسطينية التي اعلنت عن الغاء احتفالات عيد الميلاد واختصارها على الشعائر الدينية طالبهم سيادته بإعادة النظر في قرارهم .
لا يجوز الغاء الطابع الاحتفالي بعيد الميلاد في ارض الميلاد فهذا ما تريده اسرائيل التي تسعى وبكل الوسائل لمنع الشعب الفلسطيني من الاحتفال بأعياده مسيحية كانت ام اسلاميه .
ان عيد الميلاد في فلسطين هو عيد وطني بإمتياز لأن الذي نحتفي بميلاده ولد في بلادنا ولا يجوز الاعلان عن اختصار العيد على الطقوس الدينية لأن عيد الميلاد هو عيد نعبر فيه عن انتماءنا وارتباطنا بأرضنا وافتخارنا بهويتنا العربية الفلسطينية .
فليكن العيد مصدر امل ورجاء لشعبنا ، والاحتفال بالعيد وتحدي سلطات الاحتلال هو نوع من انواع المقاومة لهذا الاحتلال العنصري .
ان عيد الميلاد هو عيد يذكرنا ويؤكد للقاصي والداني بأن فلسطين هي ارض مقدسة وهي مهد الديانات ومنها انطلقت الرسالات السماوية الى كافة ارجاء العالم .
ادعو من اتخذ قرار الغاء الاحتفالات بإعادة النظر في قراره .
ان الاحتلال الذي يحاصر بيت لحم ويحاصر القدس ويمنع الفلسطينيين من الوصول الى مقدساتهم لا يريد لشعبنا ان يشعر بفرحة وبهجة العيد ، وعلينا ان نقاوم الاجراءات الاسرائيلية العنصرية بأن يبقى الطابع الاحتفالي للعيد وان نستذكر شهدائنا في هذه المناسبة واسرانا ومعتقلينا في سجون الاحتلال ، وان نرسل رسالة الى العالم بأسره بأن المسيحيين الفلسطينيين في عيد ميلادهم ومع اضاءة انوار اشجارهم انما يؤكدون عشقهم وانتماءهم لكل حبة تراب من ثرى فلسطين المقدسة .
نعتقد بأن الاعلان على اختصار العيد على الشعائر الدينية بأنه اعلان خاطىء ويجب ان يتم تصحيحه بأسرع ما يمكن ، فشعبنا يريد في عيد الميلاد كما في كل اعيادنا الاسلامية والمسيحية ان يؤكد للعالم بأسره انه شعب يحب الحياة ، واذا ما أراد الاحتلال ان يقتل الامل والرجاء في قلوبنا ، فأعيادنا هي التي تبقي فينا هذا الامل والرجاء ، لن ننسى شهداءنا الابرار واسرانا ومعتقلينا في سجون الاحتلال وفي عيد الميلاد نذكرهم كما في كل مناسبة وطنية وروحية .
فلنتحدى الاحتلال وعنصريته بأن نبقي احتفالاتنا قائمة لكي نقول بأننا لن نتنازل عن حقنا في الحياة وعن حقنا بأن نحتفي بأعيادنا رغما عن كل الاجراءات الاحتلالية الظالمة .
من قال بأن عيد الميلاد يختزل فقط بشعائر دينية ومن قال ان عيد الميلاد هو طقوس تقام بين جدران مغلقة، انه عيد انفتاح على العالم ، انه عيد محبة واخوة وسلام ، وبالنسبة الينا كفلسطينيين هو عيد نؤكد فيه بأننا لن نتنازل فيه عن فلسطينيتنا وعن عروبتنا وعن انتماءنا لإيماننا ، فلتكن رسالة العيد في هذا العام رسالة تضامن مع شعبنا المظلوم ورسالة وحدة وطنية اسلامية مسيحية لكل الذي يتاجرون بالدين ويروجون للفتن ويسعون لتفكيك مجتمعاتنا وتدمير اوطاننا .
في عيد الميلاد نؤكد ان فلسطين هي بوصلتنا والقدس عاصمتنا ومغارة بيت لحم هي المكان الذي تجسدت فيه محبة الله للإنسان .
ستبقى فلسطين ارضا مقدسة لشعب يناضل من اجل الحرية والكرامة وسنبقى نحتفل بأعيادنا ونرتل لميلادنا وقيامتنا وستبقى اجراس كنائسنا تتعانق مع اصوات اذان مساجدنا معبرة عن وحدة هذا الشعب وصموده وثباته ومقاومته للاحتلال وتمسكه بحقه في الحياة .
وقد جاءت كلمة سيادة المطران عطا الله حنا هذه لدى استقباله مساء يوم امس وفدا من ممثلي المؤسسات المسيحية في القدس .
[email protected]