احتشاء القلب الحاد، أو ما يُعرف بالنوبة القلبية او الجلطة القلبية، هو من أخطر الأمراض التي تصيب القلب، وقد تؤدي الى الوفاة أو الى ضرر شديد للقلب. من المهم الذكر أن احتشاء القلب الحاد يحدث اثر عدة عوامل خطورة متراكمة، وغالباً ما يصيب الرجال كبار السن واللذين يعانون من ضغط الدم المرتفع، السكري، السمنة والوزن الزائد، ارتفاع الدهنيات في الدم، المدخنين، أصحاب التاريخ العائلي وعوامل أخرى.
في معظم الحالات فان المريض المصاب بالنوبة القلبية يشكو من ألم حاد في الصدر بالاضافة الى التعرق البارد، ضيق النفس والقيء، كما يشعر المريض بضعف شديد، وقد يُغمى عليه. من المهم الذكر أن الأعراض التقليدية قد لا تظهر وأحياناً قد لا يشعر المريض بأعراض النوبة القلبية الشديدة. يقلق معظم الناس من النوبة القلبية بسبب مضاعفاتها وأخطرها اضطراب نظم القلب وفشل القلب سواء الحاد أو المزمن. غالباً ما يتم علاج مرضى النوبة القلبية بالأدوية وفي حالات معينة تُجرى القسطرة.
ما هي أهمية الوقاية من النوبة القلبية؟
يشدد الأطباء على الوقاية من النوبة القلبية، نظراً لخطورة الحالة. حيث أن النوبة القلبية تسبب الوفاة لدى ثلث المرضى خلال شهر من الزمن، في حال عدم تلقي العلاج. رغم تقدم الطب الحديث، الأدوية واجراء القسطرة، لا تزال الوفاة عقب النوبة القلبية ممكنة. كما أن المضاعفات الفورية والمزمنة كفشل القلب، الصدمة القلبية أو اضطراب نظم القلب، قد تشكل خطراً على حياة المريض أو على مستوى حياته. نتيجةً لخطورة الحالة الكامنة في الأمور المذكورة أعلاه، فان جميع الدراسات وجميع الأطباء يوصون بالوقاية من حدوث النوبة القلبية.
لكن يبقى السؤال المركزي، كيف يُمكن الوقاية من حدوث النوبة القلبية؟
تتمحور طرق الوقاية من النوبة القلبية بازالة، أو تخفيف، عوامل الخطورة التي قد تجر النوبة القلبية. وتشمل الوقاية الأمور التالية:
الامتناع عن الافراط في الملح في التغذية: يلعب الملح دوراً مهماً في ارتفاع ضغط الدم. كما أن الملح يضر بمرضى فشل القلب الاحتقاني (وهو أحد مضاعفات احتشاء القلب الحاد). لذا فان الافراط في الملح في التغذية يزيد من خطورة ارتفاع ضغط الدم، وهو أمر غير محبذ. من هنا ينصح الأطباء بعدم الافراط في الملح.
الحفاظ على الوزن: رغم أن الأمر قد يبدو بديهياً للبعض، الا أن العديد من الأمراض- وخاصةً أمراض القلب- تُسببها السمنة والوزن الزائد (وغالباً ما تكون مصحوبة بعوامل خطورة أخرى). العديد من مرضى احتشاء القلب الحاد يعانون من السمنة والوزن الزائد. على هؤلاء الأشخاص التوجه للطبيب والعمل على التقليل من الوزن الزائد. هناك طرق عديدة لتقليل الوزن الزائد، لكن تذكر/ي أن حجر الأساس هو الحفاظ على حمية غذائية سليمة، والقيام بالنشاط البدني يومياً.
الاقلاع عن التدخين: التدخين هو أحد عوامل الخطورة التي ستؤدي لاحتشاء القلب الحاد (النوبة القلبية)، وسيؤدي التدخين لتدهور الحالة الصحية ولأمراض القلب، الرئة، الدماغ، السرطان، الجلد وأخرى عديدة، مما يؤدي لتفاقم احتشاء القلب الحاد. يستصعب المدخنين الحفاظ على ضغط الدم في المدى الطبيعي. ان مسألة الاقلاع عن التدخين ليست بالسهلة، ولكنها من أهم التعليمات التي يجب اتباعها للوقاية من عدة الأمراض، وخاصةً النوبة القلبية.
ممارسة النشاط البدني اليومي: يجب استشارة طبيب مُختص لمعرفة درجة الجهد الملائمة للمريض، فدرجة الجهد تختلف من شخص الى اخر. بعض المرضى بحاجة الى اعادة التأهيل القلبي بعد حدوث النوبة القلبية. يجب الانتباه أن الجهد والنشاط البدني الزائد قد يضر المريض، لذا يجب الامتناع عن الافراط فيه، واستشارة الطبيب في جميع الأحوال. يساعد النشاط البدني على خفض ضغط الدم، السكر والدهنيات.
التحكم بضغط الدم: يمكن التحكم بضغط الدم من خلال تغيير نمط الحياة أو بواسطة الأدوية لعلاج ضغط الدم المرتفع. يمكنك الاطلاع على المقال " النصائح السبع لعلاج ضغط الدم المرتفع ".
علاج مرض السكري: يستصعب الكثير من مرضى السكري علاج المرض. يتطلب علاج مرض السكري تغيير نمط الحياة تماماً، حيث يجب اتباع حمية غذائية خالية من السكر، والقيام بالنشاط البدني اليومي. بالاضافة الى ذلك فان العديد من مرضى السكري يتناولون أدوية لعلاج السكري أو حقن الانسولين.
خفض الدهنيات والكولسترول في الدم: وعادةً ما تكون هناك حاجة للأدوية (مثل الستاتين) لفعل ذلك.
تناول الأسبيرين: يُعتبر الأسبيرين أحد الأدوية البارزة في علاج النوبة القلبية وأمراض القلب الأخرى، كما يساعد على الوقاية من أنواع سرطان عديدة. أثبتت الدراسات أن تناول الأسبيرين بعد سن الخامسة والخمسين للنساء أو الخامسة والأربعين للرجال، يقلل من خطورة الاصابة بالنوبة القلبية. الا أن الدراسات لم تثبت أن الأسبيرين يطيل من عمر الشخص الذي يتناوله. لذا على الراغبين بتناول الأسبيرين استشارة الطبيب المعالج قبل البدء بذلك.
اجراء اختبارات التحري: اختبارات التحري هي اختبارات هدفها اكتشاف عوامل الخطورة قبل أن تسبب الأعراض، وبذلك يُمكن البدء في علاج عوامل خطورة احتشاء القلب الحاد في المراحل المبكرة. ان علاج عوامل الخطورة في المراحل المبكرة كفيل بخفض حالات النوبة القلبية. من المهم اجراء اختبارات التحري التالية، بعد استشارة طبيب العائلة:
قياس ضغط الدم.
اختبار نسبة السكر في الدم.
اختبار نسبة الدهنيات والكولسترول في الدم.
قياس الوزن.
للمرضى اللذين أصيبو باحتشاء القلب الحاد، من المهم تناول الأدوية التي يصفها الأطباء واتباع التعليمات للوقاية من تكرار النوبة القلبية. للمزيد من التفاصيل عليك استشارة طبيبك الخاص.
قد تبدو الأمور أعلاه سهلة التحقيق والمنال، الا أن العديد من الدراسات والأبحاث تشير الى أن النوبة القلبية تحدث نظراً لعدم الوقاية منها جيداً. حيث يستصعب العديد من المرضى اتباع تعليمات الوقاية. يبقى على المريض اتباع التعليمات المذكورة أعلاه، وذلك بالتنسيق مع الطبيب. لا تكفل التعليمات أعلاه للمريض الوقاية التامة من النوبة القلبية، الا أنها كفيلة بالتقليل من الاصابة به بما فيه الكفاية لاتباع التعليمات.
[email protected]