تبين من التحقيقات ان موظفين من رئاسة الجمهورية حضرا إلى مطار شرم الشيخ وقدما بطاقتهما إلى الأمن وأن لديهم حقيبة مرسلة من الرئاسة المصرية إلى موسكو لعنوان الرئاسة الروسية وعندها نفذ الامن وفق التعليمات ووضعا الحقيبة في الطائرة دون تفتيش واهتما بالموضوع إلى أكثر الحدود.
بعد سقوط الطائرة الروسية والتحقيقات تم رؤية وجهي الموظفين اللذين إدعوا أنهم من حرس الرئاسة وتم إيقافهما والتحقيق معهما وتبين لاحقاً أنهما ضابطين في الرئاسة يعملان في قصر رئاسة الجمهورية في شرم الشيخ منذ أيام حسني مبارك وأنهما عملا مع الرئيس مرسي وأنهما من الاخوان المسلمين التابعين لداعش ويعملون مع داعش وعلم نائب وزير الدفاع الروسي بالامر بأن حقيبة هامة يجب أن ينتظرها في المطار لأنها من الرئيس السيسي إلى الرئيس بوتين فلم يتخذ أي إجراء و الثلاثاء قرر الرئيس بوتين تسريحه من الخدمة وطرده من وظيفته لأنه لم يتخذ الاجراءات المناسبة لمعرفة حقيقة الحقيبة المرسلة واما الموظفان تم توقيفهما واعترفوا بأنهم من الاخوان المسلمين التابعين لداعش وبايعوا الخلافة الاسلامية وعلى الاثر اعلن الكرملين لأول مرة متفجرات إنفجرت بالطائرة ويجري تحقيق داخلي في مصر لحرس الرئاسة في شرم الشيخ كذلك روسيا قطعت رحلات كل الطائرات المصرية إليها والطائرات الروسية إلى مصر ولم يرحم بوتين أحد من المسؤولين لعدم الانتباه.
وان تعلن روسيا عن مبلغ بقيمة 50 مليون دولار مكافأة لمن يعطيها معلومات عن الطائرة الروسية المنكوبة في سيناء فمعنى ذلك انها لن تتوصل الى شيء من المعلومات وان التحقيق المصري والروسي لم يصل الى أي نتيجة، ومعنى ذلك ان الامن الروسي يدور في حلقة مفرغة وهو في حاجة للخروج منها لهذا قرر بوتين تقديم 50 مليون دولار وهو اعلى رقم يقدم من اجل إعطاء معلومة مثلا عن الطائرة الروسية المنكوبة.
واضح ان الطائرة تم اسقاطها بواسطة متفجرات، وكانت روسيا حتى الامس لا تعترف بذلك وتقول انتظر وأريد ان اتأكد ان هناك مواد متفجرة في الطائرة، والثلاثاء صباحا أعلنت روسيا انها وجدت مواد متفجرة على جسم الطائرة وحولها، وبالتالي اكدت وجود قنبلة كانت موجودة في الطائرة انفجرت على ارتفاع معين، او على توقيت معين، لكن الأرجح على ارتفاع معين، لان الطائرة أحيانا تتأخر او تغير مسارها او تلغي رحلتها، لذلك فالارتفاع اضمن بالنسبة الى قنبلة تنفجر في طائرة.
وبات أكيدا ان روسيا تم الانتقام منها من قبل داعش بواسطة هذه القنبلة التي تم زرعها في الطائرة من خلال مطار شرم الشيخ حيث تأكدت روسيا وجدول كثيرة في العالم ان مطار شرم الشيخ ليس محميا كفاية وان الامن فيه ضعيف وان التفتيش فيه ليس جدي وبالتالي أوقفت كثيرا من رحلاتها الى مطار شرم الشيخ حتى ان روسيا أوقفت رحلاتها لكل طائراتها الى مصر ومنعت الطائرات المصرية من المجيء الى روسيا، ورغم العلاقة الودية بين مصر وروسيا رفض الرئيس بوتين العدول عن قراره والسماح للطائرات المصرية بالذهاب الى روسيا
او مجيء طائرات روسية الى مصر، معتبرا ان الامن هو أولوية وانه غير مرتاح للامن المصري في المطارات.
ورغم ان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هاتف الرئيس بوتين هاتفيا وابلغه انه وضع قوات الصاعقة وقوات خاصة مسؤولة عن تفتيش الحقائق في المطارات وان كل حقيبة يتم تفتيشها الا ان بوتين ما زال على رفضه للقبول بمجيء الطائرات الى روسيا وذهاب الطائرات الروسية الى مصر، انه يعني فقدان الثقة الروسية بالامن المصري كليا، وانه يعني ان الرئيس بوتين غاضب جدا من اقتراب داعش لمطار شرم الشيخ ووضع الحقيبة المتفجرة، واسقاط الطائرة الروسية، وبالتالي بوتين يريد الانتقام، وهو متأكد أيضا من ان داعش تعاونت مع مسؤولين او موظفين مصريين، واليوم أعلنت مصر عن توقيف موظفين في مطار شرم الشيخ، ثم صدر نفي عن مصر بتوقيف موظفين في مطار شرم الشيخ، لكن رواية نقلتها لوس انجلوس تايم، تقول بأن ضابطين بلباس الحرس الجمهوري جاؤوا الى مطار شرم الشيخ وابلغوا ان هنالك حقيبة مرسلة الى روسيا للرئاسة من قبل رئاسة جمهورية مصر، ولذلك من دون تفتيش بل بعناية فائقة وانتباه تم وضع الحقيبة على الطائرة الروسية المرسلة الى روسيا.
هنالك في شرم الشيخ قصة للحرس الجمهوري، فمركز الرئاسة او استراحة رئيس الجمهورية موجودة في شرم الشيخ وهناك حرس جمهوري يحرس القصر الرئاسي في شرم الشيخ خاصة وان الرئيس حسني مبارك كان يمضي كل اوقاته في شرم الشيخ، وعندما تم خلع الرئيس حسني مبارك من الرئاسة ومجيء الرئيس مرسي بقي الحرس الجمهوري يحرس استراحة الرئيس في شرم الشيخ، ويبدو ان داعش خرقت وفق صحيفة لوس انجلوس تايمز ضابطين برتبة ملازم اول ونقيب، وبايعوا الخلافة الإسلامية واصبحوا من داعش كما قبضوا أموالا هائلة مقابل تمرير الحقيبة عبر مطار شرم الشيخ، فحملوا الحقيبة الى الطائرة الروسية، التي نقلتها وانفجرت بها، وادت الى مقتل 224 راكب وطاقم طائرة كلهم من روسيا. وهذا الحرس الجمهوري الذي كان في شرم الشيخ لم يكن الامن المصري ، وكان الجيش المصري مشغولا في المعارك في العريش وفي ولاية سيناء ضد داعش اكثر من انتباهه الى الحرس الجمهوري في شرم الشيخ، وبالتالي اخترقت داعش الحرس الجمهوري في شرم الشيخ فيما كان الامن المصري ملهيا في أمور أخرى للقتال ضد داعش.
تنتهي رواية الصحيفة الأميركية وتبدأ القصة بين روسيا ومصر، فروسيا طلبت من مصر تسليمها الضباط وموظفي شرم الشيخ للتحقيق معهم في المطار على ان تأتي المخابرات الروسية وتحقق معهم في شرم الشيخ، لكن مصر اعتبرت هذا الامر خرقا للسيادة المصرية، وقالت انها تستطيع التحقيق وانه اذا أراد ضابط روسي ان يحضر التحقيق فليحضر، لكن الرئيس بوتين كان يريد ان تجري المخابرات الروسية كل التحقيقات بشأن الطائرة لوحدها، وان تكون منفردة مع كل موظف وكل ضابط وكل عامل في المطار حتى تستطيع اكتشاف الجريمة، لكن المخابرات المصرية رفضت استفراد المخابرات الروسية في كل العاملين في مطار شرم الشيخ.
وعندها قرر الرئيس بوتين منع الطائرات المصرية من المجيء الى روسيا وقطع رحلات روسيا الى مصر، وانتقل الى إعطاء جائزة بـ 50 مليون دولار لمن يعطي معلومات عن جريمة اسقاط الطائرة الروسية، فتوعد بوتين بالانتقام والردّ على حادثة الطائرة، هل سيستطيع بوتين تسجيل انتصار تاريخي في كشف معرفة اسقاط طائرة روسية خارج روسيا وفي أراض مصرية، عبر جائزة الـ 50 مليون دولار وعبر المخابرات الروسية التي تفتش سريا في مصر عن معلومات في شأن اسقاط الطائرة.
انه سؤال مطروح، فاذا استطاع الرئيس بوتين فكما وصفته مجلة بورت انه الرجل الأقوى في العالم على مدى 3 سنوات، سيكون فعلا الرئيس بوتين الرجل الأقوى في العالم اذا استطاع كشف من فجّر الطائرة الروسية. لكن بوتين مصمم على الانتقام ويعتقد انه عند انهيار داعش نتيجة القصف الجوي الفرنسي والروسي ودخول القوات الروسية منطقة الرقة في سوريا، والتحقيق مع قادة من داعش او اعتقال قادة من داعش والتفتيش من خلالهم عمن فجّر الطائرة، فان الرئيس بوتين على وعد للانتصار لكن الامر صعب للغاية.
[email protected]