قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس بأن القمع الاسرائيلي بحق شعبنا الفلسطيني لن يزيد هذا الشعب الا صمودا وثباتا وتمسكا بحقوقه وارضه ومقدساته .
ان سقوط الشهداء وهذه الدماء الزكية التي تروي ارض وطننا الحبيب وكذلك كافة تضحيات شعبنا انما هي تعبير صادق عن ان هذا الشعب لن يتنازل عن حقه في الوجود والبقاء في هذه الارض رغما عن كل الممارسات الظالمة والسياسات الغاشمة .
اننا نلتفت الى الاسر الفلسطينية التي فقدت ابنائها بفعل هذا الظلم والقمع والعنف الاسرائيلي فنقول لهم بأن ابناءكم وهم ابناء هذا الشعب الابي هم عناوين كرامة وبتضحياتهم قدموا درسا للجميع بأن هذا الشعب مستعد لكل التضحيات ومهما بلغت جسامتها مقابل الحرية والحق الثابت في الدفاع عن المقدسات والقدس والثبات والصمود في هذه الارض .
ان اسرائيل ترتكب خطأ فادحا بتعديها على الشعب الفلسطيني واغتيالها لشبابهم ومحاولتها الاستيلاء على مقدساتنا وبسط سيطرتها بقوة السلاح .
ان شعبنا لن يستسلم مهما كانت التضحيات وهو شعب لا يراهن على اية جهة خارجية وقد وصل هذا الشعب لقناعة تفيد (لا يحك جلدك الا ظفرك) .
نسمع كثيرا ومن اطراف متعددة عن اولئك الذين يتحدثون عن السلام ويريدون التهدئة وعودة المفاوضات وعن اي سلام يتحدثون وابناءنا يقتلون في الشوارع وينكل بهم في ازقة وساحات القدس العتيقة ، عن اي سلام يتحدثون والعنف سيد الموقف ، وهل مطلوب من الفلسطيني ان يقبل بسلام لا يضمن له حقه في الحياة الكريمة ووقف هذه السياسات الظالمة الهمجية بحق شعبنا ؟!.
كيف يطلبون منا ان نقبل بسلام ونحن نهان في كل يوم ويضرب ابناءنا في الشوارع ويمنع الفلسطينيون من الوصول الى مقدساتهم ويفرض عليهم الحصار ويحاطون بالاسوار والحواجز العسكرية والعنصرية من كل حدب وصوب.
اتمنى من اولئك الذين يتحدثون عن السلام ويقولون انهم يصلون من اجل السلام ان يكونوا صادقين وواقعيين اكثر ، فالسلام ليس كلمة نتغنى بها وانما هي ثمرة من ثمار العدل ، ومن نادى بالسلام دون ان يطالب بإنهاء الاحتلال ووقف سياسة الابرتهايد بحق شعبنا ، انما هو ليس بصادق فيما يقول .
فقبل الحديث عن السلام يجب انهاء الاحتلال ووقف هذا الارهاب بحق شعبنا ، وشعبنا لن ينسى شهداءه ومع كل قطرة دم فلسطينية تسيل نحن نبتعد عن السلام ولا نقترب منه .
اصبحت كلمة السلام كلمة مبتذلة خالية من اي مضمون في ظل ما يمارس بحق شعبنا .
لن نستسلم للعنصرية ولسياسات القتل الميدانية واذا ما كانت اسرائيل تملك الاسلحة والقنابل الفتاكة والغازات السامة بأشكالها والوانها ، فنحن نملك الحق الوطني والتاريخي في هذه الديار.
والحق التاريخي لا يسلب بقوة السلاح لا بل يتقوى ويتعزز ، والفلسطينيون اليوم اكثر تمسكا بفلسطين من أي وقت مضى ، واسرائيل تزداد عدوانية وعنصرية ، وبدء العالم يكتشف وجهها العنصري القبيح .
ان كنائس القدس نادت دوما بالسلام وصلت ومازالت تصلي من اجل السلام ، ولكن السلام الذي ننادي به هو سلام العدالة وعودة الحقوق الى اصحابها لا سلام القتل والقهر والارهاب.
نحيي شعبنا الفلسطيني الذي هو مدرسة في الوطنية والصمود ونحيي كل اصدقائنا ومؤازرينا وهم منتشرون في كل القارات ، وهم من كل الاديان والاعراف والثقافات ، لأن القضية الفلسطينية ليست قضية الفلسطينيين لوحدهم وانما هي قضية كل احرار العالم وقضية كل انسان عنده اخلاق وضمير وقيم .
العالم بدء يكتشف الوجه الحقيقي للاحتلال فنحن كفلسطينيين من واجبنا ان نتوحد في مواجهة هذا العدوان ، ومن واجبنا ان نقدم النموذج الحضاري الانساني الخلاق في دفاعنا عن قدسنا ومقدساتنا ووطننا ، فقضيتنا هي قضية حضارية بإمتياز وجهها انساني اخلاقي وروحي واعدائنا يريدون تشويه نضال شعبنا ووصمه بالارهاب ، ونحن ضحية الارهاب الممارس بحقنا ولن نكون ارهابيين بل مدافعين عن انبل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث .
وقد جاءت كلمات سيادة المطران عطا الله هذه لدى استقباله صباح اليوم وفدا كنسيا من سويسرا .
[email protected]