رنين صالح، منظّمة الحدث من قبل مؤسّسة تسوفن: "في خضم الأجواء المشحونة التي عشناها في الفترة الأخيرة، نجحنا في تنظيم يومين رائعين من العمل التكنولوجي المميّز الذي يهدف إلى جعل العالم مكان أفضل. المجموعات المشاركة عملت بجهد كبير على مدار 36 ساعة متواصلة والنتائج كانت بارزة جدّاً، كلنا أمل أن تنطلق من هنا شركات ستارت أب ناجحة"
أختتمت أمس فعاليّات ميكاثون الناصرة 2015 وسط أجواء مليئة بالترقب والاثارة. وقد تمّ الاعلان عن الفرق الفائزة بالمراتب الثلاث الأولى بعد أن تمّ عرض جميع الابتكارات أمام لجنة التحكيم التي ضمّت كبار خبراء الهايتك. وقد فاز بالمرتبة الأولى ابتكار "ابرا كدابرا" وهو عبارةعن سوار ذكي قادر على التحكم بالأجهزة الكهربائيّة عن طريق حركات اليدين، وحصلت الفرقة المبتكرة على الجائزة الأولى وهي المشاركة في المؤتمر الدولي للموبايل (MWC) الذي ينظّم سنويا في برشلونة، تقدمة شركة مجموعة العفيفي ونزارين تورز.
وفاز بالمرتبة الثانية ابتكار "بروتكتور" وهو عبارة عن بخاخ فلفل للدفاع عن النفس يحتوي على كاميرا وجهاز اتصال، بحيث يمكّن المستخدم من رش المعتدي برذاذ الفلفل وفي ذات الوقت تصويره ونشر الصورة في شبكات التواصل الاجتماعي أو ارسالها إلى الشرطة لتسهيل القبضعليه، وقد حصلت الفرقة المبتكرة على كاميرات GoPro Hero4 تقدمة مجموعة العالم للتأمين. أمّا المرتبة الثالثة فكانت لصالح ابتكار "انفيزيبلايند" وهو عبارة عن سوار ذكي لاستبدال العصا التي يستخدمها فاقدي البصر، وحصلت الفرقة المبتكرة على أجهزة تابلت سامسونجتقدمة شركة الفا أوميجا للهندسة. أمّا جائزة السفارة البريطانيّة فقد حظي بها المشارك ميشيل عبود من مدينة حيفا، إذ سيشارك في بعثة ريادية إلى بريطانيا، لتطوير قدراته والتعمّق في مجال الابتكار واكتساب الخبرات.
ومن الجدير بالذكر أنّ عشرات المبرمجين والمهندسين من كافة أنحاء البلاد شاركوا في الحدث لهذا العام، 20% منهم نساء، وعدد لا بأس به من الوسط اليهودي، وقد توزعوا على 16 فرقة تنافست فيما بينها بتحدّي وحماس شديدين على تطوير ابتكارات تكنولوجيّة ملموسةبالإضافة الى الابتكارات الرقمية كالتطبيقات والمواقع والبرمجيات الالكترونيّة والتي من شأنها حل مشاكل ملحة في العالم وسد حاجات بشرية، خاصةً أنّ الحدث لهذا العام أقيم تحت عنوان "نجعل العالم مكاناً أفضل". وقد استمرّت المنافسة على مدار يومين كاملين من التفكير والعمل الابداعي الممزوج بالكثير من الانفعال واللهفة والدّقة والشعور بالفخر والاعتزاز، وبتوجيه من قبل مرشدين لامعين في مجال الهايتك.
ويشار إلى أنّ ميكاثون الناصرة 2015 يقام للسنة الرابعة على التوالي بمبادرة مؤسسة تسوفن، مراكز التكنولوجيا المتقدمة، وبالشراكة مع كبرى الشركات والمؤسّسات الدوليّة والمحليّة مثل USAID، جوجل، انتل، مايكروسوفت- مركز التطوير، أورانج، UK ISRAEL Tech Hub في السفارة البريطانية، فوروم MIT، TechForGood وغيرها، وبالتعاون مع فريق تنظيم مهني وطاقم خبراء ومرشدين من عالم الهايتك. وقد تحوّل ميكاثون الناصرة إلى منصة تكنولوجية رئيسية تحظى سنويّاً باهتمام منقطع النظير من قبل المبادرين والرياديين والمؤسّسات التكنولوجيّة الكبرى.
ومن الجدير بالذكر أنّ الاسم ميكاثون يدمج بين المصطلحين Makers& Marathon، وهو حدث تقليدي يجري في شتى أنحاء العالم وفق قواعد وقوانين موحدة ومعروفة، بحيث يجمع المبرمجين والمهندسين في اطار تنافسي يستمر على مدار يومين يتشاركون خلاله الخبرات والأفكار بهدف تطوير ابتكارات رائدة من شأنها المساهمة في تطوير وخدمة البشريّة.
وقال سامي سعدي، المدير العام الشريك في مؤسّسة تسوفن: "هذا الحدث هو خير مثال للشراكة الحقيقيّة بين العرب واليهود في هذه البلاد، وهو خطوة أخرى بالغة الأهميّة في مسيرة تسوفن لتعزيز وتطوير الهايتك في المجتمع العربي. تسوفن تسير بخطى ثابتة ومدروسة وبوتيرة سريعة نحو تحقيق هدفها بأن تكون حصّة المجتمع العربي في مجال الهايتك مساوية لنسبة العرب من مجمل السكان".
ومن جانبه قال ايال ايطاح، مدير التطوير وعضو الادارة في مركز الأبحاث والتطوير في شركة مايكروسوفت، والذي كان عضواً في لجنة التحكيم: "من المثير رؤية الابداع والابتكار الذي احتواه هذا الحدث. بالنسبة لي، كشخص يتعامل مع التكنولوجيا بشكل يومي، الاطلاع على الافكار التي طرحت هنا هي تجربة مثيرة وهذه فرصة رائعة للانكشاف على الكفاءة وروح المبادرة لدى المهندسين العرب".
وعن تجربتها في اطار هذه المنافسة، تحدّثت مروة شلبي، المشاركة ضمن الفرقة التي فازت بالمرتبة الأولى، قائلةً: "نحن جئنا للمشاركة في هذه المنافسة من أجل الفوز، لذلك قمنا بعقد عدّة جلسات بهدف العصف الذهني حتى توصلنا إلى الفكرة التي حوّلناها الى ابتكار في اطار الميكاثون. لقد كانت تجربة عظيمة بحيث حظينا بفرصة العمل مع أشخاص لامعين مفعمين بالايمان بالنسبة للمستقبل".
ومن ناحيته قال عبد عدوي، مدير التسويق للوسط العربي في شركة أورانج:"إنّ المبادرة واقامة المشاريع التكنولوجية كالميكاثون هي في غاية الأهميّة، نظراً لأنّها تقدّم الفرصة للعديد من الشابات والشباب، في المجتمع العربي، لابراز قدراتهم وعرضها على نطاق واسع، علىأمل أن نرى المزيد من المبادرين والرياديين العرب في مجال الهايتك".
يذكر أنّ الجائزة التي قدّمتها السفارة البريطانية في اسرائيل للمشترك ميشيل عبود تعود إلى قدرته على الابتكار الاستثنائيّة والواعدة، إذ سيشارك في البعثة الخاصّة التي ستضم مبادرين عرب من البلاد والذين سيغادرون البلاد متوجهين إلى لندن في شهر تشرين ثاني وسيعرضون ابتكاراتهم أمام كبار المديرين والمستثمرين في بريطانيا. وينظّم هذه البعثة مركز التكنولوجيا بريطانيا-اسرائيل في السفارة الذي عمل كثيراً في السنوات الأخيرة مع شركات تكنولوجيّة من الوسط العربي، من منطلق ادراك الطاقة الكامنة الهائلة بها لصالح الاقتصاد البريطاني".
[email protected]