في غريزة الإنسان التهرّب من الواقع والحقيقة، ذلك لأنه لا يريد رؤية أحلامه تتحطم! حينها يقوم بتوجيه اللوم نحو الغير والظروف، علمًا بأننا نحن الذين نحدّد ظروفنا الحياتية وليس بالعكس. وعليه، علينا المثابرة والإصرار على تخطّي الصّعاب والأزمات بالمبادرة ،الاجتهاد،والتضحية، وعدم التوقف في أي مرحلة من مراحل المشوار، أو الاستسلام حتى الوصول إلى خط النهاية وتحقيق الأمل والهدف المرجو.
يلوم الكثيرون ظروفهم على ما هُم عليه من أحوال، ولكني شخصيًا لا أؤمن إيمانًا مطلقًا بالظروف، ليس فقط إيمانًا بالمقولة: " لا تلم الظروف لأنك صانعها "، رغم أنه لا يمكننا أن نتجاهل وننكر أن للظروف دورًا فعاّلا، ومن شأنها أن تؤثر على مجرى حياتنا اليومية بالمفهومين الإيجابيّ والسلبيّ، ودور القضاء والقدر الذي له دور كبير كونه المحكّ الحقيقيّ والأساسيّ لمدى الإيمان بالباري، وهو الاختبار لمدى معرفة الإنسان به (بالباري)، والإيمان بالقدر يشرح الصّدر ويبعث في النفس الارتياح والسعادة والاستقرار.
إنّ الناجحين في هذه الدنيا هم فئة من الناس، بحثوا عن الظروف التي يريدونها،وعندما لم يجدوها صنعوها بأنفسهم، وبذلك يكونون قد شيّدوا لهم مدراجًا بهدف الانطلاق والإقلاع نحو الهدف وتحقيق المزيد من الإنجازات.
ممّا لا شكّ فيه، أنّ الإنسان ما هو إلا جزء من شيء ما،وليس هناك من شيء كامل على وجه البسيطة،فالكمال للّه عزّ وجل. بناءًعلى ما تقدّم، ومن أجل الاستمرار والوصول علينا التعايش مع هذه الحقيقة والواقع حتّى لو كان مرّا، والاعتراف بأنّ الكون بكافّة مكوناته، في تطوّر مستمر ولا بدّ من اللحاق به ومواكبته.
زاوية رماح، تقول لك أيّها الإنسان: لتكن لك أهداف ورؤية خاصّة بك تسهرك،إذ ينام الآخرون وتشغلك،إذ يغفل الآخرون أو يتيهون فترشدك. حدّد أهدافك ثم امضِبها كما مضى المثابرون والناجحون، أعطها أفضل أوقاتك وعنايتك، واسأل الله التوفيق وتوكل عليه، فإنّه لن يضيّعك...
[email protected]