المقدمة:
قبل أيام تم الاعلان عن اكتشاف مياه على كوكب المريخ من المروف بأنه لا حياة بدون ماء وهذا الاكتشاف قد يشير لوجود حياة على سطح المريخ. نترك الموضوع للمستقبل، ونعود للكرة الأرضية حيث ذكرت المياه منذ أن خلق الله الكون " قَالَ اللهُ: “لِيَكُنْ جَلَدٌ فِي وَسَطِ الْمِيَاهِ. وَلْيَكُنْ فَاصِلاً بَيْنَ مِيَاهٍ وَمِيَاهٍ”. فَعَمِلَ اللهُ الْجَلَدَ، وَفَصَلَ بَيْنَ الْمِيَاهِ الَّتِي تَحْتَ الْجَلَدِ وَالْمِيَاهِ الَّتِي فَوْقَ الْجَلَدِ. وَكَانَ كَذلِكَ. وَدَعَا اللهُالْجَلَدَ سَمَاءً. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا ثَانِيًا." )سفر التكوين(.
الماء موجود على الكرة الأرضية في ثلاث حالات وهي:- الحالة الغازية (بخار الماء) في الغلاف الجوي، وكذلك في حالة السيولة (مياه الينابيع) كما وتوجد المياه في حالة الصلابة ( الثلوج، البَرد والجليد).
يحتاج الإنسان للهواء، الغذاء والماء ليبقى حياً ويستطيع أن يبقى حياً بدون هواء (أكسجين) لمدة ثلاث دقائق وبدون غذاء مدة ثلاثين يوماً وأن يبقى حياً بدون ماء لمدة ثلاثة أيام أي أن الماء ضروري لحياة الجسم أكثر من الغذاء. وجاء في القرءان الكريم "وجعلنا من الماء كل شيئ حي أفلا يؤمنون" صدق الله العظيم وبدون الماء لا توجد حياة على الكرة الأرضية. كل كائن يحتاج للماء لكي يبقى على قيد الحياة.
نحن المسيحيون، نعتبر هذه الحياة فانية وأن المياه التي يعطيها المسيح هي وحدها منبع الحياة الأبدية، حيث يقول للسامرية " وَلكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ، بَلِالْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ " (يوحنا 4 )
معلومات عامة عن الماء:
الماء في اللغة الانجليزية water وفي العبرية מים ,في اللغة اللاتينية Aqua ومن هنا جاءت الأسماء التجارية لبعض أنواع مياه الشرب المعدنية والكلمة أكفاريوم (حوض ماء) مثل أحواض الماء لتربية أسماك الزينة.
ورد وصف الماء والمطر في الشعر العربي في المعلقات وغيرها وجاء استعمال كلمة الماء/ ماء فيما بعد بإضافة صفة معينة للدلالة على وصف معين للإنسان أو للماء، أذكر منها:
ماء الوجه : قال الشاعر إذا قل ماء الوجه قل حياؤه *** ولا خير في وجه إذا قل ماؤه
ماء الرماد: هو الماء المصفى من الرماد.
ماء القراح- هو الماء الخاص الذي لا يخالطه شيء.
ماء الزهر: هو مستخلص ماء زهور الليمون أو الحوامض.
ماء الورد :هو مستخلص زهور الورد ألجوري . Rosa
مَاءً طَهُورًا: ماء المطر "وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا"(الفرقان: 48)
ماءً فـُرَاتـًا:"مَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ" (فاطر:12) أي المياه العذبة الصالحة للشرب. والماء العسر والماء الثقيل وغيرها.
المياه المعدنية :هي مياه الشرب، وتحتوي على أملاح معدنية يختلف تركيبتهابحسب تضاريس المنطقة الآتية منها وقد تحتوي على بعض الغازات.
المياه المقطرة: Distilled water هي مياه تم تبخيرها وتقطيرها وهي مياه خالية من الشوائب والأملاح المعدنية يستخدم الماء المقطر في عدة مجالات علمية، هندسية، مخبريه، وصناعية.
الماء العسر(القاسي hard water) هو الماء الذي يحتوي على أملاح المغنيزيوم والكالسيوم وعند ارتفاع درجة حرارة الماء تترسب هذه الأملاح وتشكل طبقة داخل الإناء أو الجهاز (طبقة صخرية) مما يقلل من نجاعة الجهاز والى تلفه فيما بعد.
الماء اليسر هو الماء الذي لا يحتوي على الأملاح الموجودة في الماء العسر، يمكن تحويل الماء العسر إلى ماء يسر بطرق عديدة.
الماء الثقيل heavy water: عبارة عن ماء يحتوي على ذرتي هيدروجين ثقيل (هو الديوتريوم - نظير الهيدروجين وكتلته أثقل بمرتين من الهيدروجين يرمز له D) الجزيء الواحد من الماء الثقيل يحتوي على ذرتي هدروجين ثقيل، متحدتين مع ذرة أكسجين واحدة، صيغته الكيماوية D2O ويستعمل في المفاعلات النووية.
ساد الاعتقاد (النظرية) بأن جميع مكونات الكون ناتجة من العناصر الأربعة (التراب، الماء،الهواء، والنار)، سادت هذه النظرية منذ فترة ما قبل سقراط واستمرت طوال العصورالوسطى إلى عصر النهضة، وأثرت
هذه النظرية في الفكر والثقافة الأوروبية. تبين بأن هذه النظرية غير صحيحة وأن الماء مركب، يتكون الجزيء الواحد من الماء من ذرتي هيدروجين وذرة اوكسجين واحده ، كما تدل على ذلك الصيغة الكيماوية H2O (يد2أ).
الماء في حالة السيولة يكون دون رائحة، دون طعم، ودون لون (شفاف)، أما عندما تكون المياه عميقة يظهر لونها أزرق كما هو في البحيرات، البحار, والمحيطات.
لزوجة الماء عالية، وذلك نتيجة تماسك جزيئات الماء مع بعضها وهذا ناتج من كون جزيئات الماء قطبية لكل جزيء ماء قطب موجب وقطب سالب.
يكون سطح الماء متماسكاً جداً، بحيث تتمكن كائنات حية مثل بعض الخنافس والبعوض أن تسير على سطح الماء وكأنها تسير على جسم صلب.
لظاهرة تماسك جزيئات الماء أهمية كبيرة في ارتفاع الماء في الأوعية الخشبية للنباتات من الجذور إلى الساق ومنه للأوراق الموجودة في قمم الأشجار التي يصل ارتفاعها عشرات الأمتار.
عندما تتحول مادة ما من سائل إلى صلب يقل حجمها أما الماء يشذ عن هذه القاعدة إذ يزداد حجمه عندما يتحول من سائل إلى صلب، تدعى هذه الظاهرة, " شذوذ الماء ".
أصغر حجم وأكثر كثافة، لنفس الكتلة المائية يكون في درجة حرارة 4ْ مئوية ولذلك ترسب إلى الطبقات السفلية للمجمع المائي. عندما تبرد المياه أكثر يزداد حجمها فتقل كثافتها وترتفع نحو سطح المجمع المائي، وهنا تتجمد الطبقة العلوية من مياه المجمعات المائية أما الطبقات السفلية فتبقى في حالة السيولة وتبقى درجة حرارتها 4ْ مئوية طيلة فصل الشتاء.
نتيجة ظاهرة شذوذ الماء تستمر حياة الأسماك والكائنات المائية في المجمعات المائية لتعبر فصل الشتاء بسلام.
الماء مذيب جيد تذوب فيه مواد كثيرة جداً كالغازات, مثل ثاني أكسيد الكربون، الأكسجين والنيتروجين،
والسوائل ,مثل الكحول . وبعض المواد الصلبة مثل الأملاح , مثل ملح الطعام.
الماء ضروري للتفاعلات الحياتية فهو ملائم للتفاعلات الكيماوية الحيوية ولحياة الكائنات الحية، يدخل في تركيب الخلايا وفي التفاعلات الكيماوية ويكون وسيطاً لتفاعلات كيماوية كثيرة التي تحدث في الخلايا الحية. من أهم التفاعلات الكيماوية التي يشترك فيها الماء هي عملية التركيب الضوئي Photosynthesis في هذه العملية، يدخل الماء وثاني أكسيد الكربون في النباتات الخضراء وفي هذه العملية يتم إنتاج السكر (جلوكوز) وينطلق منها الأكسجين الحر.
الماء – في الإنجيل المقدس:
يسوع يمشي على الماء:
لا يستطيع أي إنسان أن يمشي على الماء قط، أما في هذه المعجزة فقد تغلب يسوع على عالم الشر، حيث اعتبره اليهود مصدراً للشر والهلاك. كما وأن هذه المعجزة تشير بأن يسوع المسيح بطبيعته الإنسانية الجسدية توجد الطبيعة اللاهية.
"وَفِي الرُّبْعِ الأَخِيرِ مِنَ اللَّيْلِ جَاءَ يَسُوعُ إِلَى التَّلاَمِيذِ مَاشِياً عَلَى مَاءِ الْبُحَيْرَةِ. فَلَمَّا رَآهُ التَّلاَمِيذُ مَاشِياً عَلَى الْمَاءِ، اضْطَرَبُوا قَائِلِينَ: "إِنَّهُ شَبَحٌ!" وَمِنْ خَوْفِهِمْ صَرَخُوا. وَفِي الْحَالِ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ قَائِلاً: "تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا!" (متى 14)
يسوع يُسكن الأمواج:
سفينة الرسل تمثل الكنيسة، التي تَهجم عليها قوى الشر من كل جانب، ولكن لم ولن تتمكن هذه القوى على السفينة (الكنيسة) لأن يسوع يرافقنا دوماً كما جاء في إنجيل متى " ها أنا معكم كل الأيام " .
"وَمَا إِنْ صَعِدَا إِلَى الْقَارِبِ، حَتَّى سَكَنَتِ الرِّيحُ. فَتَقَدَّمَ الَّذِينَ فِي الْقَارِبِ، وَسَجَدُوا لَه قَائِلِينَ: "أَنْتَحَقّاً ابْنُ اللهِ!" وَلَمَّا عَبَرُوا إِلَى الضَّفَّةِ الْمُقَابِلَةِ مِنَ الْبُحَيْرَةِ، نَزَلُوا فِي بَلْدَةِ جَنِّسَارَتَ."
معجزة تحويل الماء إلى خمر:
"فَلَمَّا ذَاقَ رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْمَاءَ الْمُتَحَوِّلَ خَمْرًا، وَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هِيَ، لكِنَّ الْخُدَّامَ الَّذِينَ كَانُوا قَدِاسْتَقَوُا الْمَاءَ عَلِمُوا، دَعَا رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْعَرِيسَ وقال له " كُلُّ إِنْسَانٍ إِنَّمَا يَضَعُ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ أَوَّلاً"(يوحنا 2)
في كل عرس (إكليل) مسيحي تذكر هذه المعجزة التي تتعلق بالماء والخمر. المسيح هو عريس الخليقة، تحويل الماء إلى خمر يشير للفرح ، المسيح يعيد بهذا بهجة الخلاص ، في الاكيل يشرب العروسين نبيذ – كاس الخلاص. كما وتشير بأن إرادة الله أن نفرح كما جاء في إنجيل يوحنا "أراكم فتفرح قلوبكم" وكما جاء في رسالة القديس بولس الرسول "افرحوا في الرب كل حين"
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]