وجد باحثون أنَّ عدم الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم لا يؤثر في مزاجك فقط، بل يمكن أن يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالبرد. وتبين أنَّ الناس الذين يحصلون على أقل من ست ساعات من النوم مقارنةً بغيرهم الذين يتمكنون من الحصول على سبع ساعات نوم أو أكثر، عرضة أربع مرات للإصابة بنزلة برد بحسب ما نشره موقع صحيفة "الدايلي ميل" البريطانية.
وقد أهمل النوم لسنوات كعامل مهم مؤثر في الصحة، ولكن ما لبث أن تزايد عدد الباحثين الذين رأوا أنه الدعامة الثالثة للصحة جنباً إلى جنب مع النظام الغذائي الجيد وممارسة الرياضة. إلى ذلك، يعتقد الباحثون أنَّ كثيراً من الناس يهملون المسألة معللين السبب بالانشغال الدائم والضغوطات اليومية لإنجاز الأعمال.
تضمنت البحوث مراقبة أنماط النوم لـ 164 شخصاً بالغاً لمدة سبعة أيام، بعد ذلك تمَّ إعطاؤهم قطرات للأنف تحتوي على فيروس البرد الشائع، وتالياً قام العلماء بفحص الأشخاص الذين أصيبوا ولم يصابوا بالفيروس. وتبيَّن أنَّ الأشخاص الذين ناموا مدَّةً أقل من خمس ساعات، كانوا عُرضة أربع مرات أكثر للإصابة بنزلة برد. كما تم اختبار مجموعة من العوامل الأخرى بما في ذلك الخلفية الاجتماعية، وشرب السجائر والكحولومزاج المشاركين، ولكن تبين أنَّ النوم عامل رئيسي.
وقال أريك براذر، الأستاذ المساعد في الطب النفسي في جامعة سان فرانسيسكو، والمعدّ الرئيسي للدراسة إنَّ "عدم الحصول على قسط كاف من النوم يؤثر في صحتك البدنية". وبرز أنَّ النوم يتجاوز كل العوامل الأخرى التي قيست، إضافةً إلى مستويات التوتر لديهم، أو عرقهم أو مستويات التعليم أو الدخل. ولم يكن مهماً إذا ما كانوا مدخنين أم لا. وعلى رغم أخذ كل هذه المسائل في الاعتبار، مازال النوم مؤشراً قوياً للتعرض لفيروس البرد.
وقد تكون هذه الدراسة أفضل اختبار لمخاطر قلة النوم المزمنة. في حين أكَّد مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة أنَّ عدم الحصول على قسطٍ وافر من النوم هو وباء يطال الصحة العامة ويرتبط بحوادث السيارات، والكوارث الصناعية والأخطاء الطبية.
ويعتقد الباحثون أن النوم يساعد جهاز المناعة على محاربة العدوى، إذ تبيَّن أنَّ النوم يؤدي دوراً في تنظيم مستويات الخلايا التائية التي تحارب العدوى في أجسامنا. وقال البروفيسور براذر "في ثقافتنا، لا يزال هناك قدر لا بأس به من الفخر بعدم النوم لإتمام العمل. ولكننا بحاجة إلى مزيد من الدراسات لدفع الناس إلى الانتباه إلى أنَّ النوم جزء مهم لرفاهيتنا".
[email protected]