صعدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من استهداف المسجد الأقصى والوافدين اليه، في تطبيق وتنفيذ لمخطط "التقسيم الزماني" للمسجد، بين المسلمين واليهود، حيث يصادف اليوم "رأس السنة العبرية".
واقتحم المسجد الأقصى خلال فترة الاقتحامات الصباحية (38 مستوطنا)، عبر باب المغاربة وقاموا بجولة في ساحاته، وسط حصار الشبان في المسجد القبلي وحصار النساء عند قبة الصخرة وإخلاء الساحات من المصلين، واعتقل اليوم من الاقصى وساحاته ومحيطة 11 فلسطينيا.
اقتحام المصلى القبلي واعتقال 4 شبان
وأوضحت دائرة الأوقاف الإسلامية أن قوات الاحتلال الخاصة اقتحمت بشكل مفاجئ المسجد الأقصى المبارك، والقت القنابل الصوتية والأعيرة المطاطية في ساحاته، ثم أغلقت أبواب المسجد القبلي بالسلاسل والاعمدة والأخشاب، واقتحمته عبر باب الجنائز، واعتقلت من داخله 4 شبان، واستمر إغلاق وحصار المسجد الأقصى من الساعة ال7:30 صباحاً حتى 11:00 قبل الظهر، وخلال ذلك تمكنت مجموعات من المستوطنين اقتحام الأقصى احتفالا "برأس السنة العبرية"
وأوضحت مراسلة معا أن قوات الاحتلال اغلقت معظم ابواب المسجد الأقصى باستثناء (باب حطة والمجلس والسلسلة)،ونصبت الحواجز الحديدية عليها، ومنعت جميع المسلمين الذين تقل أعمارهم عن ال45 عاما من دخوله، واشترطت عليهم تسليم هوياتهم على الأبواب.
اقتحام "المصلى القبلي" أمر في غاية الخطورة
بدوره اعتبر مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى الشيخ عزام الخطيب اقتحام المصلى القبلي واعتقال بعض الشبان خطوة في غاية الخطورة، وتصعيد اسرائيلي جديد في الأقصى، وهو أمر غير مقبول."
وقال:" ان سلطات الاحتلال تريد توفير كافة الظروف للمستوطنين ليتمكنوا من اقتحام المسجد الأقصى، رغم المسلمين."
50 ألف دينار أردني
ولفت الى أن الاحتلال تعمد تخريب وتدمير بعض محتويات المصلى القبلي، وبلغت خسائر يوم أمس بـ50 الف دينار اردني (حسب احصائية مدير مشروعات الأعمار)، شملت النوافذ والجبص والسجاد.
قمع في باب السلسلة...
وقمعت قوات الاحتلال الخاصة الرجال والنساء أثناء تواجدهم عند باب السلسلة – أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك-، وألقت باتجاههم القنابل الغازية والصوتية، كما اعتدت عليهم بالضرب والدفع، ومنعتهم من التواجد بالقرب من الباب واحتجزتهم في منطقة معينة، كما نصبت الحواجز الحديدية على طول طريق باب السلسلة لتقييد حركة المسلمين، علما ان مجموعات المستوطنين تخرج من باب السلسلة بعد انتهاء اقتحام الأقصى.
وأوضحت السيدة ام إيهاب الجلاد أن قوات الاحتلال قامت بالاعتداء بشكل مفاجئ وهمجي واستفزازي على النساء أثناء تواجدهن عند باب السلسلة، واستمرت حالة من الكر والفر في المنطقة من ساعات الصباح حتى الساعة 11:30، وقامت القوات بين الحين والآخر بالاعتداء على المتواجدين، بالضرب والقنابل الصوتية.
وقالت ام إيهاب:" ما يجري اليوم هو هجمة شرسة على الأقصى والمصلين، وفي كل يوم تصعيد خطير في ظل الصمت الإسلامي والعربي المريب، لكننا نؤكد صمودنا وثباتنا في الأقصى رغم كافة الإجراءات الظالمة."
استهداف الطواقم الصحفية
واستهدفت قوات الاحتلال الطواقم الصحفية أثناء عملها ورصدها الأحداث عند باب السلسلة، وعرقلت عملها واعتدت عليها بالضرب والدفع والاعتقال، بشكل مباشر.
وأوضحت مراسلة وكالة معا ان قوات الاحتلال اعتدت على المصور الصحفي أيمن أبو رموز – مصور قناة الميادين- بالضرب المبرح، ولفت أبو رموز أن قوات الاحتلال أوقفته أثناء عمله في باب السلسلة، وقامت بتحرير هوياته لمخالفته (1000 شيكل) دون سبب، وخلال ذلك قامت مجموعة من القوات الخاصة بمحاصرته وضربه وملاحقته داخل أحد المحلات التجارية، وتم تكسير "حامل الكاميرا".
كما قامت القوات باعتقال المصور الصحفي مصطفى الخاروف، وصادروا معداته، وأصيب الخاروف بجروح في رأسه.
وسلمت شرطة الاحتلال الصحفية ليالي عيد- مراسلة شبكة قدس- استدعاء للتحقيق، أثناء تغطيتها الاحداث في منطقة باب المجلس، كما أصيبت الصحفية كريستين ريناوي بشظايا قنبلة صوتية في وجهها.
وتعرضت جميع الطواقم الصحفية التي تواجدت في المكان للضرب والدفع بشكل متعمد، وقال الصحفيون:" يريد الاحتلال إبعادنا عن المنطقة ويحاول بضربه واعتدائه علينا تخويفنا ومنعنا من الوصول الى الاقصى وأبوابه، لعدم فضح اجراءاته ضد المصلين.
عيادة المسجد الأقصى
بدوره أوضح الدكتور محمد جادالله من عيادة المسجد الأقصى أن 7 مواطنين أصيبوا بالأعيرة المطاطية خلال المواجهات التي شهدها المسجد الأقصى اليوم، من بينهم اصابة لمسن في عينه، والبقية اصابات بالساق والأقدام.
ولفت الدكتور جادالله أن قوات الاحتلال استخدمت خلال مواجهات اليوم والأمس في الأقصى قنابل غازية من نوع جديد.
سلسلة أجراءات قمعية وصولا لحصار كامل
وقال المواطنون ان الاحتلال صعد من انتهاكاته في الأقصى حتى تمكن من حصاره بشكل كامل كما يجري يوم أمس واليوم، وبدأ قبل شهر بإغلاق أبوابه والتحكم بدخول المسلمين اليه، ثم تحديد الأعمار واعداد قائمة بأسماء "نساء" يمنعن من دخول الاقصى خلال فترات اقتحامات المستوطنين، في وقت أًصدر وزير جيش الاحتلال قرارا حظر ما أسماه تنظيمي “المرابطين والمرابطات” في المسجد الأقصى والإعلان عنهما كـ “تنظيم غير قانوني”، هدفها الاخلال بالأمن العام ومنع اقتحام المستوطنين للمسجد، وذلك بأمر من جهاز المخابرات "الشاباك" وشرطة الاحتلال.
[email protected]