العدو الأبيض يتفشى في إسرائيل خاصة لدى النساء العربيات
السلطات الإسرائيلية تكرس طاقاتها في العلاج بدلا من الوقاية
تؤكد الخبيرة بشؤون الغذاء سهير سلمان- منّير أن وزارة الصحة الإسرائيلية والجهات المعنية الأخرى كصناديق المرضى تحتاج لتغيير إستراتيجيتها في مواجهة عدوى السكري المتفشية بشكل مقلق في البلاد خاصة لدى المجتمع العربي.
وشددت على أن سلطات الدولة تنفق مئات ملايين الشواكل كل عام على معالجة السكري وانتقدت قلة الموارد المخصصة للتوعية والإرشالد من خلال المدارس والمنتديات العامة وصناديق المرضى. واعتبرت أن النظام الرسمي المعتمد اليوم من هذه الناحية أقرب لمطاردة الذباب بدلا من تجفيف المستنقع.
ونوهت لمعطيات وزارة الصحة التي تفيد بأن الرجال العرب بكافة فئاتهم العمرية يصابون بالسكري أكثر من نظرائهم اليهود. في الفئة العمرية 44-33 و 64-55 تبلغ نسبة الرجال العرب المصابين بالسكري 27%. وبجيل 75 فما فوق تقفز النسبة لـ 42.3% مقابل 21% لدى الرجال اليهود. أما لدى النساء العربيات فهي عالية جدا وتفوق نسبتها لدى النساء اليهوديات: في الفئة العمرية 64 -55 مثلا تبلغ النسبة لدى العربيات 29.6% مقابل 12.3% لدى اليهوديات. وفي جيل 75 فما فوق تبلغ نسبة العربيات المصابات بالسكري 33.3% مقابل 26.6% لدى اليهوديات. وبمقاييس عالمية تقع إسرائيل في منتصف اللائحة بين دول العالم من ناحية انتشار السكري.
في محاضرة لها أمام طلاب مساق " نمط حياة صحي- استشارة غذائية " في جامعة تل أبيب الأربعاء تناولت سهير سلمان- منيير " العدو الأبيض" أنواعه،عوارضه الأولى،أسبابه ومدى انتشاره في العالم وتوقفت عند أولوية الوقاية وعند العلاج. ومن ضمن عوارضه العامة ازدياد حالات التبول، والشعور بالظمأ وغيره. وبررت نعته بـ" العدو الأبيض" كالملح فأشارت لخطورة السكري كمرض مزمن يمس بجودة الحياة،يشوش الوظائفية الجنسية، علاوة على انعكاسات سلبية على العمل الخ.
وأشارت إلى أن السكري مرض حديث وتفاقم بالسنوات الأخيرة في العالم خاصة في البلدان الفقيرة لكنها نوهت لكونه داءا قديما ينجم عن خلل في البينكيرياس الذي لا ينجح بتوفير مادة كافية من الإينسولين أو أنه ينتج إينسولين غير صالح وبالتالي لا تتم عملية موازنة السكر بالدم فتنتج مشاكل صحية.
وتطرقت لنوعي السكري(الأطفال والكبار) وعلاقته بأمراض أخرى،تبعاته الصحية وتأثيره على جودة الحياة والعلاقة بينه وبين نمط الحياة. كما تناولت الأسئلة متى وكم وكيف تحول السكري لعدوى وآفة في البلاد وبالمقارنة بين العرب واليهود. وتشير إلى اكتشاف 400 ألف حالة سكري كل سنة في إسرائيل وهي تنتشر بعلاقة طردية مع الجيل(خاصة بالعقد الخامس )
وأشارت لأسبابه الوراثية ولبقية العوامل كالسمنة،الغذاء غير السليم،بطالة النساء العربيات،قلة الوعي لمخاطر السكري،حالات التوتر والعوامل البيئية. وتوقفت مطولا عند أهمية الفعاليات الرياضية،النظام الغذائي السليم الذي يقي لحد كبير من السكري أو يحاصره ويحول دون تفاقمه وهو يقوم بالأساس على الحساء على أنواعها،منتوجات الحليب غير المشبعة بالدهون،السلطات والبقول والمأكولات قليلة السكر.
[email protected]