في سنوات الستين احتفلت عرابة بتوديع ابنها حاتم عبد القادر كناعنه لدراسة الطب في جامعة هارفارد الامريكيه وبها انطلقت الشرارة الاولى بمحبة اهالي عرابه بالطب , وفي سنة 1970 عاد الطبيب الاول الدكتور حاتم كناعنه لبلده عرابة البطوف ليجد امامه مهمة صعبة قدمها بتفان واخلاص ...عندما عاد الطبيب حاتم كناعنه من دراسته للطب في امريكي وجد طبيبا واحدا فقط في منطقة البطوف الا وهو الطبيب جميل الياس في سخنين, حيث شعر بان امامه مهمة ثقيلة لتقديم الخدمات الصحية في ظل اوضاع قرية بلا كهرباء وشارعين معبدين. قدم خدماته لكل اهالي قرية شعب, كوكب, سخنين, عرابة, ديرحنا, المغار وعيلبون لما يزيد عن 20 الف نسمه , واليوم والحمد لله عرابة اصبحت الاولى في الشرق الوسط نسبة لعدد الاطباء وهذا يثلج الصدر وفق الاحصاءات.
1. وفق الاحصاء الذي قام به مراسلنا لا للمقارنه و الادعاء وانما لاظهار الام الفلسطينيه وخاصة العرابية التي ربت ابنائها على محبة العلم كسلاح منيع لبقائنا والتشبت بوطننا ومن خلال الاحصاءات تبين بان كوبا تحل المرتبة الاولى عالميا حيث مقابل الف مواطن لهم 6.7 طبيب وفي عرابه لكل الف - 6.6 طبيب , وقد تبين بان هناك العديد من البيوت فيها ستة وخمسة اطباء اشقاء ,وان هناك حوالي 20 مركز طبي لصناديق المرضى المختلفة كما وهناك العديد من الاطباء تزوجوا طبيبات اجنبيات , اما عدد الاطباء في عرابه فقد بلغ وفق احصاء 90% منهم 256 طبيب وطبيبة منهم 159 يزاولون عملهم في الطب العام وفق احصائيات وزارة الصحة ومنهم 30 طبيبة ,وهناك ما يقارب ال 47 طبيب اسنان وما يقارب ال 43 تخرجوا حديثا ولم يحصوا على ترخيص لغاية الآن وسيتقدمون لامتحان وزارة الصحة قريبا وعندها ستحتل عرابه المرتبة الاولى وتجتاز كوبا عالميا .
احصائيات وزارة الصحة شيء والواقع شيء آخر
2. تسجيلات وزارة الصحة تبين بعد فحص دقيق ومعمق بان عدد الاطباء 159 وهذا لا يشمل اطباء عادوا الى بلاد دراستهم واكملوا تخصصهم فيها وعددهم اربعة في حين يتواجد طبيبات اجنبيات تزوجن اطباء من عرابة بلغ عددهم خمس, وعليه فان عدد اطباء عرابة وصل الى 168 مما يشكل نسبة 7.2.
3. تبين بان 43 طبيب لم يتقدموا لامتحان وزارة الصحة وان نجح نصفهم فقط سيؤدي الى ارتفاع كبير ونسبة تصل الى ما يزيد عن 8 اطباء لكل الف مواطن.
4. والجدير ذكره بان عدد اطباء الاسنان وصل الى 47 طبيب وطبيبه
5. والاهم من ذلك فان بنات عرابه لهن الباع الطويل في الطب حيث بلغ عدد طبيبات الطب العام 30 طبيبة مما يشكل نسبة 18 %.
وتعقيبا على هذا الاحصاء تلقينا تعقيبات كل من :
الحاج احمد عثمان نائب رئيس مجلس عرابه :نشعر بالفخر والاعتزاز عند سماعنا هذا الاحصاء خاصة ونحن نواكب تخرج الاطباء انا ورئيس المجلس علي عاصله في رومانيا وملدافيا والاردن ونقوم بتكريمهم عندما يختازو امتحان وزارة الصحة .
عمر واكد الرئيس السابق لعرابه :واكبت هذه الاحصائية التي نشرت على المواقع الالكتورنية ,وهو امر يثلج الصدر ,وانتهز هذه الفرصة لاتقدم بشكري الجزيل لك انت والصحافية مقبوله نصار على هذا الجهد وطرح الموضوع محليا عالميا ان دل على شيء فانما يدل على مدى اهتمامنا بالعلم سلاحنا الوحيد المباح الذي فشلوا بحصاره من خلال تمييزهم والحد من تطورنا انا على يقين بان عدد لا باس به من الخريجين سيتقدم للامتحانات قريبا لينضموا الى الكوكبة الحالية لنسجل اعلى نسبة في العالم , لكني اريد ان اهمس باذن اكاديمينا بان عليهم اخذ دور لرسم مستقبل افضل لبلدهم وشعبهم ولا نكتفي بتعليق الشهادات في البيوت.
الطبيب هادي عاصله الطبيب الاصغر (لاشقاءه الاطباء) :عرابه رغم انها كانت قريه قليلة الموارد تعتز وتفتخر بانه كان لدينا اول طبيب في المنطقة في سنوات السبعين وبعد عدة سنوات التحق المرحوم محمد بشناق مما ولد لدى العائلة الاصرار . فانا اصغر طبيب بين اشقائي. شقيقي تعلم في رومانيا على حساب الحزب. طموحي وانا صغير ان احقق قصة نجاح وكان لي ذلك درست في القدس واصبحت طبيبا والحمد لله ,لنا الفخر والاعتزاز بهذا الانجاز الكبير وانا على يقين باننا سنتجاوز كوبا باذن الله عالميا .
الطبيب خير ياسين : درست في رومانيا وكان في كلية الطب العديد من طلاب عرابه هذه النتائج تثلج الصدر ونشرف كل عرابي عربي فلسطيني خاصة وان سلاحنا هو العلم.
نظيره عاصله ام النزيه ام الاطباء: بعد ان رزقت ابناءا واصبحوا شبابا مررت بشوارع حيفا وشاهدت مشهدا لعامل يتصبب عرقا فقلت في نفسي ساعمل كل ما بوسعي لتعليم ابنائي ولا اشاهدهم بهذا الوضع , الحمد لله انا فخوره بابنائي جميعهم اكاديميون منهم اربعة اطباء وحفيد طبيب ولي شقيقان وحفيدة طبيبه ايضا (8 اطباء في العائلة) وحكايتي مع الطب بدأت مع البكر نزيه الذي رفض الاستجابة لي بدراسة الطب لا لشي وانما لانه عاطفي وحساس لكنه اقتنع بعد إلحاحها وتبعه بعض أشقائه.
انا فخوره بنجاح كل أبنائي (ثمانية أولاد وأربع بنات) بإنهاء الدراسة الجامعية في المحاماة والتربية.
وتستعيد المصاعب وتقول إن زوجها الراحل كان يستأجر مئات الدونمات ويقوم بفلاحتها ويعمل فيها منذ ساعات الفجر كي يؤمن ما يوفر احتياجات الأسرة المحبة للعلم.
وتتابع "كان زوجي أبو نزيه مولعا بالعلم والثقافة كوالده وكعمه الذي سبق أن تعلم في الجامعة الأميركية في بيروت قبل نكبة 1948".
وتبدي أم نزيه شعورا بالسعادة بنجاح أبنائها، وتحرص على الشكر لله أولا، وتقول إن الله وهبهم الذكاء، متمنية لكل أم أن يوفق الله أبناءها للتعلم.
وأم نزيه سيدة متواضعة تكره الغرور، لكن إطراءات الناس على أبنائها تسعدها، وعن ذلك تقول "أينما تجولت أسمع ذلك، وقد قالت لي سيدة قبل أيام إنها تدعو لابني نزيه بكل الخير يوميا، لأنه أمّن لها دواء نادرا، كما شكرتني في ذات اليوم سيدة أخرى لشفائها بإذن الله على يد ابني الطبيب هادي".
الأم التي حرمت متابعة تعليمها بعد المرحلة الابتدائية، تتمتع بقسط وافر من الثقافة وتواظب على المطالعة وترى أن الأم هي أساس النجاح لانشغال الأب بتأمين المعيشة.
[email protected]