من يتوقّع أن تنخفض درجات الحرارة في الأيّام القادمة فقد يصاب بخيبة أمل، فوفقًا للتوقّعات فإنّ درجات الحرارة سوف تكون أعلى من المتوسّطة، وتحديدًا في نهاية الأسبوع فستكون زيادة ملحوظة على درجات الحرارة .
وأفاد أورن ديودوف الراصد في دائرة الأرصاد الجوّية أنّ اليوم الثلاثاء ستبقى درجة الحرارة مرتفعة ومن المتوقع أن تستمر درجات الحرارة على هذا النحو في ساعات المساء. على سبيل المثال في يوم الأحد الماضي كانت درجة الحرارة الأدنى في القدس 27 درجة مئويّة 85% رطوبة، في تل أبيب كانت 28 مع 90% رطوبة. وستستمر درجات الحرارة في هذا اليوم بالارتفاع ، وفي يوم غد الأربعاء ستستقر الحرارة دون أن يطرأ أي تغيير .
سيكون يوم الخميس الأكثر اعتدالًا من أيّام هذا الأسبوع، على الرّغم من أنّ درجات الحرارة ستكون مرتفعة إلّا أنّ ارتفاعها سيكون متوسّطا نسبة لباقي الأيّام. ومن المتوقّع أن تصل درجة الحرارة في القدس إلى 33 بدلًا من 36 وفي نهاية الأسبوع سنشهد ارتفاعًا ملحوظا على درجات الحرارة، مع احتمال سقوط الأمطار المحليّة .
وزارة الصحة: توصيات لمواجهة الطقس الحار
خلال فصل الصيف وأحياناً خلال المواسم الانتقالية أيضاً هناك خطر متزايد يتهدد الجمهور بسبب درجات الحرارة المرتفعة وارتفاع نسبة الرطوبة. والخطر قائم بشكل خاص عند وجود موجة حر(عدة أيام حارة متتالية)، وعند وجود وطأة حرارة ملحوظة (دمج درجات حرارة مرتفعة مع نسبة رطوبة مرتفعة نسبياً، أو درجات حرارة مرتفعة جداً بدون نسبة رطوبة مرتفعة أيضاً). يتم تعريف موجة الحر في معظم المناطق في العالم كدرجات حرارة محيطية أعلى من 32.2 درجة مئوية لمدة ثلاثة أيام متتالية او أكثر. موجة من الحر الشديد سوف تسود بدرجة حرارة 30 درجة مئوية إذا كانت الرطوبة النسبية أعلى من 70%، وفي درجات حرارة أعلى تسود موجة حر حين تكون نسبة الرطوبة أقل أيضاً.
يمكن أن تكون هناك درجات مختلفة من الإصابة جراء الحرارة (التفصيل لاحقاً). الإصابات الخطيرة هي: ضربة شمس – يصبح الجسم غير قادر على تبريد نفسه في البيئة الحارة: آلية التعرق غير ناجعة، ودرجات حرارة الجسم ترتفع بسرعة، أحياناً لأكثر من 41 درجة مئوية خلال ربع ساعة(!); وإجهاد حراري – وهي حالة معتدلة أكثر من ضربة الشمس، ومن شأنها أن تنشأ بعد التعرض للحرارة عدة أيام بغياب الشرب الكافي للماء.
الخطر الصحي جراء الطقس الحار كبير بشكل خاص بالنسبة لكبار السن. وهناك خطر أكبر يتهدد الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة ومن الأمراض المزمنة، وكذلك المرضى الذين يتعاطون أدوية معينة، وقت إصابتهم بمرض خطير أو في حال تعرضهم لنقص بالسوائل (الجفاف).
توصيات لتجنب إصابات الحرارة
أفضل حماية ضد أضرار الحرارة – هي الوقاية. يجب متابعة توقعات الأرصاد الجوية والاستعداد بموجب ذلك. في منطقة السهل الساحلي والحزام الساحلي يجب الانتباه ليس فقط إلى درجات الحرارة وإنما إلى وطأة الحرارة أيضاً – مقياس يجمع الحرارة والرطوبة.
خلق محيط بارد
خلال ساعات ذروة الحر نوصي بالمكوث في مكان فيه تكييف. إذا لم يكن هناك تكييف في بيتك، نوصي بالمكوث لعدة ساعات في مكان عام مُكيف، وتقليص زمن المكوث في الحر.
إن أفضل طريقة لتبريد الشقة هي بواسطة مكيف هواء. لا داعي لتشغيل المكيف طوال ساعات اليوم، لكن من المهم تشغيله في ساعات ذروة الحر.
المراوح يمكنها أن تخفف الشعور بالحرارة، لكن حين تكون درجة حرارة المحيط أعلى من 35 درجة مئوية، لا تستطيع المراوح أن تبرد الجسم أو حمايته من ضرر صحي.
نوصي خلال ساعات الحر بإغلاق الأباجورات أو الستائر، من أجل تقليص تغلغل أشعة الشمس، لكن مع إبقاء الشقة مهواة. الأباجورات المغلقة يمكنها أن تخفض تغلغل الحرارة إلى الشقة بنسبة نحو 80%.
الاستحمام بالمياه الباردة يساعد على تبريد الجسم.
من المحبذ ارتداء ملابس فاتحة اللون، خفيفة ومريحة.
الحذر عند الخروج في ساعات الحر
يجب تجنب الخروج خلال الساعات الحارة. من المحبذ تحديد النشاطات خارج البيت لساعات الصباح الباكر أو لساعات المساء.
خلال ساعات الحر من المحبذ الخلود إلى الراحة. نوصي بتقليص النشاط البدني المُجهد في الطقس الحار. إذا توجب عليكم القيام بنشاط بدني، احرصوا على الشرب خلال النشاط، إضافة إلى كمية الشرب اليومية الموصى بها، يجب شرب 2 - 4 أكواب أخرى من الماء البارد أو المشروبات الخفيفة الأخرى.
إذا كان يتوجب عليكم الخروج:
يجب الحرص على اعتمار قبعة واسعة الأطراف، وضع نظارات شمسية، ارتداء ملابس فاتحة اللون، خفيفة ومريحة، ودهن كريم حماية من الشمس.
حاولوا أن تستريحوا بين حين وآخر في مكان مُظلل.
قلصوا حتى الحد الأدنى المكوث و/أو بذل المجهود في الحر.
تحذير: ممنوع البقاء (أو إبقاء شخص آخر) داخل سيارة واقفة ونوافذها مغلقة.
الشرب الملائم
يجب الإكثار من شرب الماء البارد أو المشروبات الخفيفة الأخرى.
من المحبذ التقليل من المشروبات المُحلاة والمشروبات التي تحوي الكافيين والكحول.
كمية الشرب المطلوبة هي 8 – 10 أكواب ماء في اليوم – حتى بدون الشعور بالعطش!
يجب الحرص على تناول وجبات خفيفة ومتوازنة.
تحذير: إذا طلب منكم الطبيب، بسبب مشاكلكم الصحية، أن تحددوا كمية الشرب، يجب مشاورته حول كيفية التصرف في الأيام الحارة.
الحذر الزائد في حالات الخطر
يجب التشاور مع الطبيب المعالج في الحالات التالية:
أشخاص يعانون من أمراض قلب وأوعية دموية، من سمنة مفرطة، من أمراض مزمنة أخرى، من أمراض نفسية، وعند الإصابة بمرض خطير أو التعرض للجفاف.
أشخاص يتم علاجهم بأدوية تؤثر على الجهاز العصبي المركزي (الدماغ)، مثل: أدوية للتهدئة، للنوم، لمرض باركنسون ولمشاكل نفسية معينة. من شأن هذه الأدوية أن تزيد من الحساسية للإصابة من الحر.
المسنون الذين يسكنون لوحدهم
عند وجود موجة حر – يجب زيارتهم مرة واحدة في اليوم على الأقل، والانتباه إلى أنهم لا يطورون علامات تعب من الحر أو من ضربة شمس (كما هو مفصل أعلاه). يمكن للزيارات أن تتم من قبل أفراد أسرة، أصدقاء، جيران أو متطوعين.
يجب التأكد من أن التفاصيل الشخصية للمسن (الاسم، العنوان ورقم الهاتف) موجودة لدى خدمات الرفاه الاجتماعي في منطقة سكنهم، من أجل ترتيب زيارات منظمة لهم أو حصولهم على المساعدة عند الحاجة.
من المهم إبداء يقظة زائدة لحالات الإصابة من الحر وعلاجها بالشكل اللائق – كما هو مفصل أعلاه.
تأثير الحرارة على جسم الإنسان
يمكن أن تكون هناك درجات مختلفة من الإصابة جراء الحرارة. الإصابات الخطيرة هي ضربة الشمس والإجهاد الحراري.
ضربة الشمس
في الحالة العادية، حين ترتفع درجة حرارة المحيط، يُبرد الجسم نفسه بواسطة التعرق، ويمنع بذلك ارتفاع حرارة الجسم. لكن، عندما يكون الطقس حاراً ونسبة الرطوبة مرتفعة، فإن العرق لا يتبخر بسرعة، والجسم لا يمكنه أن يبرد. في هذه الحالة قد تنشأ "ضربة شمس" – وهي أخطر إصابة صحية من جراء الحر. وهي تحدث عندما يعجز الجسم عن تبريد نفسه في المحيط الحار: آلية التعرق تصبح غير ناجعة، ودرجة حرارة الجسم ترتفع بسرعة، أحياناً لآكثر من 41 C° خلال ربع ساعة! في هذه الحالة قد تكون هناك إصابة في الجهاز العصبي التي تتمثل بضبابية الوعي، البلبلة أو التشنجات، وكذلك المس بأجهزة حيوية أخرى في الجسم. من شأن ضربة الشمس أن تؤدي إلى الوفاة أو إلى إعاقة دائمة، إذا لم يتم تقديم العلاج للمصاب فوراً.
إن خطر تطوير "ضربة شمس" أعلى لدى كبار السن (وكذلك لدى أعمار 0 – 4 )، لدى المرضى بأمراض قلب وأوعية دموية، لدى الأشخاص الذين يعانون من سمنة مفرطة، لدى المرضى بأمراض مزمنة أخرى، لدى من يتم علاجهم بأدوية معينة، وعند الإصابة بمرض خطير أو التعرض للجفاف.
العلامات التي تنذر بضربة شمس تشمل: درجة حرارة جسم أعلى من- 39.5 C° ، جلد أحمر، حار وجاف (بدون تعرق)، نبض سريع، صداع قوي (بما في ذلك الإحساس ب"دقات القلب" في الرأس)، دوار، غثيان، بلبلة، تشوش الوعي.
العلاج عند الاشتباه بضربة شمس
يجب نقل المصاب بسرعة إلى المستشفى.
حتى وصول الإسعاف، يجب وضع المصاب في منطقة باردة/مظللة وتبريده (بمناشف مبللة مثلاً).
تحذير: بضربة شمس – محظور تقديم الشراب إلى المصاب! العلاج بواسطة السوائل يتم عن طريق الوريد من قبل الطاقم الطبي.
الإجهاد الحراري
هذه حالة معتدلة أكثر من ضربة الشمس، ويمكنها أن تنشأ بعد التعرض للحرارة لعدة أيام بغياب الشرب الكافي للماء. الخطر كبير بشكل خاص لدى كبار السن، لدى من يعانون من ارتفاع ضغط الدم ولدى الأشخاص الذين بذلوا مجهوداً بدنياً في محيط حار.
علامات الإجهاد الحراري تشمل: التعرق الشديد، الشحوب، آلام العضلات، التعب، الضعف، الدوار، الصداع، الغثيان أو التقيؤ وميل إلى الإغماء. في معظم الحالات يكون الجلد بارداً ورطباً، ويكون النبض سريعاً وضعيفاً، والتنفس سريعاً وسطحياً. يمكن لدرجة حرارة الجس أن تكون بالمجال السليم. بدون علاج – يمكن للحالة أن تتدهور إلى ضربة شمس.
علاج الإجهاد الحراري
الراحة في منطقة باردة، وتحرير الثياب الضاغطة.
تبريد الجسم (بمناشف مُبللة مثلاً).
تبريد المحيط أو الانتقال إلى مكان مُكيف.
شرب الماء أو مشروب خفيف آخر بجرعات صغيرة.
متابعة الحالة. إذا حصل تفاقم، مثل التقيؤ، تشوش اليقظة أو البلبلة – يجب التوجه حالاً لتلقي المساعدة الطبية.
[email protected]