لم يعد الرئيس المصري المعزول محمد مرسي وحيدا في قفص، فالرئيس عبد الفتاح السيسي بات محصورا بقفص مماثل، ولكن مع فارق أن قفص الأول لإسكاته والثاني لحمايته من رجاله.
وجاء في أحد تسريبات اللواء عباس كامل، مدير مكتب السيسي، مكالمة بين الرجلين يطلب فيها السيسي وضع مرسي في قفص زجاجي أثناء المحاكمة، بحجة أنه "يعطي تعليمات للآخرين"، ليتصل كامل بالنائب العام الراحل هشام بركات ويبلغه تعليمات السيسي.
ويتحكم قاضي المحاكمة بتشغيل مكبر صوت عند السماح للرئيس المعزول محمد مرسي بالحديث عبر القفص الزجاجي، ومن ثم إطفائه. وفي آخر جلسات محاكمته فتح القاضي مكبر الصوت لمرسي لدقيقة واحدة، حيث أكد أنه "مع الثوار وثورة 25 يناير وضد ما جرى عقب 30 يونيو". وقطعت المحكمة الصوت عن مرسي بعد أن اتهم النظام بالانقلاب على الشرعية، وقتل الأبرياء وتعذيبهم داخل السجون.
ولم تكتف المحكمة بالقفص، بل وضعت لوحا معدنيا لحجبه صوتا وصورة بعدما اتهم الإعلام المصري المؤيد للانقلاب مرسي بأنه استخدم "إشارة الذبح بعد مقتل النائب العام".
أما "قفص السيسي" فجاء خلال مشاركته في الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من طلبة أكاديمية الشرطة؛ حيث جلس السيسي في منصة رئيسية مع كبار مسؤولي الدولة بحماية زجاج مضاد للرصاص.
الرئيس المحبوب
وكان لافتا إصرار السيسي -من خلف الزجاج- على مصافحة وتحية العميد ساطع النعماني نائب مأمور قسم شرطة "بولاق الدكرور" الأسبق، الذي فقد بصره أثناء تصديه لـ"شغب جماعة الإخوان المسلمين في مجزرة بين السرايات"، على حد وصف الإعلام المؤيد للانقلاب.
وعن "قفص السيسي"، يقول الإعلامي المعارض للانقلاب محمد القدوسي إن "الجزاء من جنس العمل، فبعد وضع السلطة الغاشمة مرسي في قفص زجاجي ها هو الزعيم والرئيس المحبوب والذي حصل على 98% في الانتخابات، يدخل برجليه لقفص زجاجي وسط حراسه ورجاله"، وتابع أن السيسي "على طريقة اخدم نفسك بنفسك، احبس نفسك بنفسك، وهذا منتهى الإذلال وهو لا يقوى على مواجهة حتى حراسه"، ويخلص إلى أن "السيسي يعلم أنه قاتل ولذلك يختفي خلف زجاج مضاد لكل أنواع الرصاص".
وفي السياق يقارن الإعلامي المصري المعارض للانقلاب أحمد عطوان بين السيسي ومرسي، فيقول إن الأول بدا "مرعوبا خائفا وسط قيادات الشرطة والجيش، أما مرسي فكان يلتحم بالجماهير ويسير وسط الناس وأدى القسم في ميدان التحرير أمام عشرات آلاف".
وفتح مشهد أكاديمية الشرطة الباب واسعا أمام تعليقات نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الذين ركزوا على المقارنة بين "قفصي" مرسي والسيسي، ورعب الأخير من الاغتيال.
"الخائن والشريف"
ويكتب "عبد الغني كمال" في منشور على فيسبوك أن " كل خطابات السيسي في قفص زجاجي، خائف على حياته حتى من محبيه، ومرسي كل محاكماته في قفص زجاجي، خائفين من الذي سيقوله رغم أنه وسط خصوم... هذا باختصار الفرق بين الخائن والشريف".
ويتعجب المغرد الكويتي "صالح المزيد" قائلا "معقول... في كلية الشرطة يكون الجنرال السيسي خلف زجاج واقٍ من الرصاص.. يبدو أنه تذكر السادات.. موقف ينم عن عدم اتزان وثقة".
ويغرد الشيخ ناصر السوهاجي، "يتعجب الإنسان عندما يرى الفرعون الجديد السيسي وهو بين جنوده وأتباعه والرعب يقتله حتى حبس نفسه في قفص زجاجي كما فعل بخصمه الذي يخشى كلامه".
ويربط عامر السيد في منشور على فيسبوك بين "قفص السيسي" والتحضير لمحاكمته، ويكتب "السيسي حضر احتفال تخرج ضباط الشرطة من خلف زجاج مضاد للرصاص، من ماذا تخاف؟ هل تحضر لمحاكمتك داخل قفص زجاجي".
ويلخص أحمد الحاج المشهد بمنشور على فيسبوك "السيسي داخل قفص زجاجي خوفا على حياته، مرسي داخل قفص زجاجي خوفا من كلماته... هذا هو القول الفصل في القضية برمتها يا أولي الألباب".
وكان لافتا أنه لم يصدر عن الإعلاميين والحسابات المؤيدة للسيسي على مواقع التواصل الاجتماعي أي ردود فعل، خصوصا أن السيسي سبق أن كرر هذا الأمر في زيارته لسيناء، حيث وضع حرسه بينه وبين ضباط وعناصر الجيش، وحتى في الصورة التي التقطت له مع قيادات الجيش كان حرسه الخاص يقف وراءه مباشرة.
[email protected]