أكد الباحث الفلكي الأستاذ الدكتور علي الشكري المتخصص في الفيزياء الفلكية بقسم الفيزياء بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن أن الحسابات الفلكية الدقيقة تشير إلى أن القمر سيغرب بعد 12 دقيقة من غروب شمس يوم الخميس المقبل، مما يعني إمكانية رؤية هلال شهر شوال بصرياً في بعض الدول مثل مناطق جنوب إفريقيا وقارة أمريكا الجنوبية، مبينا أن رؤية الهلال في منطقة مكة المكرمة صعبة جدا وقد تكون غير ممكنة لقربه الشديد من الأفق (حوالي درجتان فقط) وسمكه الضئيل (حوالي 0.003 من الدرجة، علما بأن قطر القمر البدر حوالي نصف الدرجة) وأضاءته الخافتة (حوالي 0.54 % من البدر) وعمره أقل من خمس عشرة ساعة.
أما بالنسبة للمناطق الشمالية والوسطى والشرقية من المملكة فرؤية الهلال ستكون أكثر صعوبة.
وأوضح الشكري أن الاقتران المركزي (مرحلة ما قبل ولادة الهلال) سيحدث الساعة 4:24 من صباح يوم الخميس 29 من شهر رمضان 1436 هـ حسب تقويم أم القرى، ويجب التنويه هنا بأن ولادة هلال الشهر (أول انعكاس لبصيص من النور من على سطح القمر ليصل سطح الأرض لإمكانية رؤية الهلال) سيكون بعد الاقتران بفترة قد لا تتجاوز نصف اليوم أو ربما تمتد إلى يوم كامل أو أكثر اعتماداً على وضع القمر بالنسبة للشمس ومدة مكثه وإضاءته وطبعاً الأحوال الجوية بعد غروب الشمس وحالة المتحري النفسية والجسمية والصحية ومدى خبرته وقدرة بصره وسرعته على التأقلم مع الإضاءة الخافتة ومع قدرته على تمييز الهلال عند صغر درجة التباين بين لونه ولون الأفق.
وأضاف :" من المحتمل رؤية الهلال باستخدام المناظير الفلكية فقط من مناطق جنوب قارة أفريقيا وإمكانية رؤيته بالعين المجردة ولكن بصعوبة من مناطق قارة أمريكا الجنوبية، ولكن اعتماداً على التقويم الاصطلاحي المدني الذي لا يشترط الرؤية البصرية الشرعية بل حدوث الاقتران قبل غروب الشمس وغروب القمر بعد غروبها (أو احتمالية الرؤية من مناطق تشترك معنا في جزء من الليل) سيكون يوم الجمعة أول أيام شهر شوال، أما عند اعتماد الرؤية البصرية فالاحتمال ضئيل أن يكون اليوم التالي (الجمعة) غرة شهر شوال، بل من المحتمل إن شاء الله أن يكون تكملة لشهر رمضان المبارك"
وعن هلال مساء يوم الجمعة 17 تموز 2015 م قال :"بالإمكان رؤيته بالعين المجردة عند صفاء الجو. وحسب خط طول وعرض مكة المكرمة وعند اكتمال غروب الشمس، سيكون مرتفعاً بحوالي 11 درجة ونصف فوق الأفق والمسافة الزاويّة (الاستطالة) بين القمر والشمس حوالي ثمان عشرة درجة ونصف وحوالي أربع عشرة درجة على يسار (جنوب) موقع غروب الشمس (حوالي تسع درجات شمال الغرب) وعمره 38.7 ساعة وإضاءته 2.7 % من قرص القمر الكامل )البدر( لحظة غروب الشمس ومدة مكثه حوالي خمس وخمسون دقيقة فوق الأفق ويكون الهلال مائلاً لليسار (يماني) .
لذا فمن الناحية العملية والحسابات الفلكية والتوقعات النظرية واحتمالية الرؤية البصرية (الشرعية) فإن احتمالية رؤية الهلال مساء ذلك اليوم (الجمعة) ممكنة بإذن الله".
وتوقع الشكري أن يكون أول أيام عيد الفطر السعيد يوم الجمعة حسب معيار تقويم أم القرى الذي يشترط الاقتران قبل غروب الشمس وغروب الهلال بعدها في مكة المكرمة، ويوم السبت حسب معايير احتمالية الرؤية البصرية التي تشترط حد أدنى لمكث الهلال وارتفاعه عن الافق.
ويؤكد عضو الاتحاد العربي للفلك عبد الرحمن المسند أن رمضان الجاري لن يتم وسيكون 29 يوما فقط، ويقول :"كل الدلائل تقول إن العيد سيكون يوم الجمعة، الأمر الوحيد المقلق هو أنه قد يكون هناك صعوبة في مشاهدة هلال شهر شوال لوجود عوائق ترابية على معظم المناطق السعودية في يوم الخميس المقبل، غير أنه من غير المرجح أن تكون عائقا عن إعلان يوم الجمعة يوم عيد الفطر المبارك".
[email protected]