في السنوات الأخيرة أصبح من المألوف أن نرى لاعبين أجانب ينضمون إلى فرق كرة القدم، بعيدين عن أهلهم ووطنهم، طلبًا للرزق والتقدّم المهني، في عالمٍ تحوّل إلى قرية صغيرة.
غير أن الغربة ليست سهلة، وهنا تكمن أهمية احتضان هؤلاء اللاعبين الأجانب ومنحهم الدفء الإنساني والدعم الاجتماعي. على مدار السنوات ربطتني علاقة طيبة مع عدد من اللاعبين الأجانب في فريق اتحاد أبناء سخنين، وكان واضحًا أن وجود أصدقاء مقرّبين لهم يعزّز من شعورهم بالانتماء ويزيد من اندماجهم في الفريق والمجتمع.
من المهم أن لا يقتصر وجود اللاعب الأجنبي على التدريب والمباريات فقط، بل أن يُتاح له التعرف على البلدة وأهلها، والمشاركة في نشاطات مجتمعية مثل زيارة المدارس والتفاعل مع الأجيال الصاعدة. هذا الانخراط يعزز انتماءه ويمنحه قيمة مضافة، مع ضرورة أن يدير وقته بحكمة دون هدر. كما يمكن فحص إمكانية مبيته في شقة داخل البلدة إذا رغب، لما لذلك من تأثير إيجابي على علاقته بالمجتمع المحلي.
في النهاية، يبقى اللاعب الأجنبي أكثر من مجرد محترف على أرض الملعب، فهو سفير لفريقه وبلدته بعد عودته إلى وطنه، ينقل صورة عن التجربة التي عاشها والانطباع الذي كوّنه عن الناس والمكان.
فلنحرص جميعًا، في كل نادٍ وبلدة، على أن يكون اللاعب الأجنبي بيننا ضيفًا عزيزًا، يجد بيتًا ثانيًا، ويخرج من تجربته الرياضية والاجتماعية بذكرى طيبة ترافقه أينما رحل.
[email protected]