يا دروزَ الجبل، يا قممًا تعانقُ السماء،
يا حجارةَ البازلتِ التي تحفظُ سرَّ الدماء،
أنتم لستم إخوةً لنا فحسب…
أنتم الروحُ إذا ضاقت الروح،
أنتم الحصنُ إذا مالت الأوطان،
وأنتم الأفقُ حين يحاصرنا القيد.
في الجليلِ أنتم الزيتونُ الراسخ،
في الكرملِ أنتم المدَى الذي لا ينكسر،
وفي الجولان… يا الله،
أنتم البرقُ الذي شقَّ غيمَ الاحتلال،
أحرقتم الهويّة المفروضة،
وكتبتم في دفاتر الأرض:
أن الانتماءَ لا يُشترى،
وأن الكرامةَ لا تُباع.
إخوة؟ بل أكثر…
أنتم الأكتافُ التي حملتنا في المعارك،
أنتم اليدُ التي امتدّت من رحم الجبل
لتقول للمستعمر: “لن تمرّ”.
أنتم الميدانُ الوطني،
وأنتم الذاكرة الثقافية،
قصائدكم زادنا،
وفنّكم ألحانُنا،
ومن أصواتكم تعلّمنا
أن الثقافة سلاحٌ لا يصدأ.
أنتم الأجراسُ في الكنائس،
وأنتم الأذانُ في المآذن،
أنتم نغمةُ الوطن الواحد،
أنتم القصيدة التي تحفظُ المعنى،
أنتم الحرفُ الذي أبقى فلسطين حيّة،
وأنتم الحكايةُ التي نرويها للأبناء
كي يعرفوا أن الهويةَ لا تُكسر.
نكتبُ عنكم فنرتجف،
نذكركم فتضيء قلوبُنا،
ونشهد أنكم، يا أبناء الدروز،
إخوةٌ وأكثر…
دمُنا واحد، جرحُنا واحد،
وثقافتُنا، ما دمتم،
لن تُمحى، ولن تُنسى.
[email protected]