بينَ سماءٍ وأرضٍ...
تَجثو روحي على رُكبِ الانتظار،
تُصلّي بلا صوتٍ،
وتبكي بلا دموع،
كأنها عالقةٌ بين آهةٍ ونور،
وبين ذاكرةٍ لم تولد… وجرحٍ لا يموت.
في الفجرِ، حين يُصغي الكونُ إلى تراتيلِ الصمت،
أسمعُ في داخلي أنينَ الأرواحِ الهائمة،
تسأل:
من أنا؟
ولماذا ارتديتُ هذا الجسدَ الغريب؟
ولِمَ خُلِقتُ من طينٍ يحِنُّ إلى الغيم؟
يا ربَّ الضوء...
أَهوَتْ روحي إلى الأرضِ عن خطيئةٍ لم ترتكب؟
أم نُفيتْ من جنّةٍ،
لأنها أحبتكَ أكثر مما أحبّت خلاصَها؟
أقفُ بينَ الترابِ والسماءِ كنايٍ مجروح،
كلّ نغمةٍ فيّ ترتجفُ من شدّةِ اليقين،
وكلّ سؤالٍ يسكنني،
هو طريقٌ إلى سكينةٍ لا أملكُ مفتاحها.
أيها الحبُّ الأزليُّ،
علّمني كيف أُولدُ كلَّ صباحٍ دون أن أموتَ من البارحة،
كيف أحملُ صليبي دون أن يُمزّقني الندم،
وكيف أمشي على شوكِ الحياةِ حافيةً… دون أن أفقدَ النورَ في قلبي.
أنا لستُ سوى زهرةٍ برّيةٍ
نبتت على حافةِ كونٍ تائه،
كلّما اقتربتْ من النور…
سقطتْ دمعةٌ من غيمةٍ،
وكلّما عانقتْ الظل…
صاحتْ شمسٌ في دمي.
بين سماءٍ وأرض،
أنا ابنةُ السؤال،
وشقيقةُ الريح،
ومواطنةُ السرِّ الأزلي.
فامنحني، يا من لا تُدركه العيون،
سكينةَ العارفين،
واحتراقَ العاشقين،
ونقاءَ مَن سجدوا في محرابِ الصدق،
ثم عادوا منكسري القلب…
لكن ممتلئين بك.
[email protected]