بسم الله الرحمن الرحيم
وبه في كل الأمور أستعين
هذه الحالة الشاذة لاستمرار تواجد إرهابيين داعشيين، تكفيريين متطرفين دينيا، أسوء من النازيين الألمان بكل المقاييس الإنسانية في السويداء، تدفع بكل ذي نخوة أصيلة باستنكار هذه الأعمال الإجرامية، إلا أننا لم نسمع حتى الآن استنكار واحد من جميع سكان الشرق الأوسط العرب المسلمين، لأعمال التنكيل والقتل والسلب والنهب وحرق الناس أحياء وقصف المدنيين العزل من السلاح بالصواريخ وقتلهم بمجازر جماعية بلا سبب.
من هذه حالة يجب أن تعالج فكريا ليحصل التغيير المجتمعي العام، على ربوع كل الشرق الأوسط والعالم، وعليه نحن ننبذ أي عمل عنف أو قسوة أو قتل وسلب ونهب لأي إنسان يريد العيش بسلام وأمان مع جيرانه، وكلما آمنا وصدقنا أن أهل الشرق الأوسط تقدموا نحو الحرية والديمقراطية والمساواة وعمل الخير والتآخي، تأتي هذه المجموعات التكفيرية الخارجة عن القانون الدولي والأعراف الاجتماعية المتعارف عليها، لتعيدنا إلى ما قبل التاريخ إلى نقطة البداية حيث كان الإنسان يحكم بقوة السلاح وأعداد الجنود دون رحمة أو أي تعامل إنساني، مع النساء والأطفال والمتقدمين بالسن، على ما يبد أن المقولة التي تقول: "أن العرب والمسلمين لا يحكمون إلا بالقوة"، صحيحة ولهذا السبب النسبة الأكبر من ما قتل في الخمسين عام التي مضت في جميع أقطار المعمورة هي من العرب المسلمين، وأكثر مبيعات للسلاح عالميًا سجلت في الدول العربية، يا للهول هل هذا هو مستقبل العرب والمسلمين؟ هل هكذا تُبنى المجتمعات عن طريق القوة والتسلط والعنف، في زمن الحرية والتسامح والديمقراطية وعمل الخير.
تعلو في مخيلتي ملايين الأسئلة كيف يتمكن الإنسان النزول إلى الحضيض، ويتوحش إلى هذا الحد في قتل الأبرياء وارتكاب المجازر في محافظة السويداء وقراها في سوريا بأناس من أبناء طائفة الموحدين الدروز؟؟؟ كيف يتجرأ هذا الحثالة غير المؤمن بالله تعالى، الكافر الذي يكفر كل خلق الله عز وجل، من ارتكاب المجازر بمدنيين دروز عزل من السلاح، كما ارتكبوا المجازر ذاتها بطائفة العلويين والمسيحيين والأكراد وغيرهم من دون شفقة أو رحمة، وأول أسئلتي الكثيرة تبدأ بالدين والعقيدة والإيمان وينتهي بتهذيب النفس والتقدم نحو العمل الصالح والخير والفضيلة، إذا كان هذا هو دينكم وإسلامكم فلا دين لكم، إذا كانت هذه هي تصرفاتكم من خلال دين الله تعالى الحنيف، فأنتم مخطئون وخاطئون وعندكم مشكلة في فهم كتابه العزيز، وعليه ولهذا السبب لا توجد دولة ديمقراطية واحدة في العالم الإسلامي، ألم يقل لكم الرسول عليه السلام، في القرآن الكريم، بسم الله الرحمن الرحيم: "وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم"، يا أيها المدّعي بالإسلام الغادر الكافر، ألم تقرأ ما روى الترمذي: "روى الترمذي عن أبي هريرة قال: تلا رسول الله هذه الآية "وإن تتولوا يستبدل قومًا غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم". قالوا: ومن يستبدل بنا ؟ قال: فضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على منكب سلمان الفارسي ثم قال: هذا وقومه ، هذا وقومه"، في القرآن في صورة محمد، وها قد وليتم وتواليتم، وابتعدتم عن الدين وأصبحتم من الفاسدين، ففسدتم في الأرض وعبرتم لدائرة الضلال والظلم والاستبداد، لذلك يجب على عالمنا عالم النور والتسامح والمحبة، عالم الحرية والمساواة والخير، معالجة أموركم بالقوة حتى لا يتبقى منكم أحد، ولو بقي منكم واحد على هذه الأرض لفسدت كل الأرض، لأنكم لا تنفذون أوامر الرسول الكريم، ولا حتى مبادئ الكتاب العزيز ودينه الحنيف، كل أفعالكم إضلال وضلال كلّ أفعالكم ظلم واستغلال للضعفاء، كلّ أفعالكم تدور في دوائر الشياطان السوداء والفساد، كل أفعالكم مشينة خارجة عن كلّ العقيدة والإيمان، كلها لا ترضي الله تعالى وتغضبه أليس هو العلي القدير مالك الملك، مالك السموات والأرض، ألم تؤمروا بالإحسان للناس الذين خلقهم الله عز وجل، تولون عن الدين تنفذون أفكاركم البالية المتعفنة السلبية في عالمكم السفلي، ضد خلق الله تعالى، ألم تؤمنون بيوم الحساب والآخرة، ألم تقرؤوا ما جاء في القرآن الكريم في صورة البقرة آية 114:
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَـٰئِكَ مَا كَانَ لَهمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ"، صدق الله العلي العظيم، وها أنتم تُحاسبون الناس والنفوس الّتي خلقها الله عز وجل وآمنت به في كل شيء، خلقها لتحيا وتكتسب ما اكتسبت لها وعليها في عالمنا هذا عالم المساواة، وتتطاولون وتتصلبون في آرائكم ألم تؤمنوا بأن للحساب وقت في الآخرة، وللعبادة وقت وللصلاة وقت وكل على مقدرته، وها أنتم تأخذون مكانا ليس لكم وتتمادون في حساب بني البشر ولذلك سيتولاكم الله تعالى ولكل نفس ما اقترفت، وجهنم على أعمالكم هذه لن تقبلكم أبدا وأنتم بهذه الصفات الخارجة عن سياق دين الله تعالى وكتابه الحنيف العزيز وأمره لا مكان لكم في الجنة التي تحلمون بها، وهذا أشد جزاء لكم وما تستحقون، ألم تؤمروا وتؤمنوا بعدم القتل: "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه"، ووردت هذه الجملة في جميع التفاسير لكنكم تتصرفون تحت تأثير السموم والمخدرات جميعها من دون أي تفكير فضاع عندكم العقل الذي هو الميزة الوحيدة الفارقة ما بين الإنسان والحيوان، فأصبحتم كالحيوانات تجترون السموم والمخدرات بعد زوال عقولكم، أنت لستم سوريون أنتم لستم من أهل الأرض أنتم لصوص وقتلت أبرياء ومجرمون، من الشيشان وإيران واليمن والإيجور والقفقاز أنتم كحركة حماس الإرهابية والجهاد الإسلامي أو الإرهاب الإسلامي، لا تنتمون للبشرية بتاتا ولا تشبهون البشر بأي شيء لا تنتمون لأرض ولا سماء أنتم خارجون عن عالمنا عالم الإنسان والإخلاص والوفاء للمولى العلي القدير، قمتم بالمجازر بالعلويين من أبناء دينكم، قمتم بالمجازر البشعة بالنصارى واليهود وكل من لا يؤمن بالله من وجهة نظركم كفرتم كل الخلق، وعليه كل من يتفق معكم في هذه الأعمال ويساندكم ما هو إلا خارج عن دين الله تعالى، وخارج عن كل الأعراف والمبادئ الإنسانية البشرية، ويجب أن يتقاضى بأشد عقاب أمام كل المحاكم العالمية الدولية والإسلامية، ألا تؤمنون بأن: "القاتل يقتل ولو بعد حين"، ونحن بني البشر الحضاريين المتمدنين العقلانيين الذين يريدون السلام والخير والحرية والمحبة والمساواة لكل أهل الأرض سنقاضيكم بما تؤمنون، فلا تحزنوا إن لم يتبقى منكم أحد...
[email protected]