تمكنت فصائل المعارضة السورية بعد المعارك التي بدأتها في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مع قوات النظام بعدة مناطق في البلاد من السيطرة، اليوم الأحد، على العاصمة دمشق وإرغام رئيس النظام السوري بشار الأسد على الفرار إلى خارج البلاد، لتنتهي بذلك حقبة سوداء في تاريخ سورية وتبدأ صفحة عهد جديد. وأعلنت الفصائل المعارضة في رسالة بثّتها عبر التلفزيون الرسمي السوري صباح الأحد، إسقاط بشار الأسد، وإطلاق سراح كل المعتقلين، داعية المواطنين والمقاتلين إلى الحفاظ على ممتلكات الدولة، فيما عمّت الاحتفالات ساحة الأمويين في قلب دمشق العاصمة، وساحات رئيسية أخرى في المحافظات.
وبعد تمكّنها من دخول معظم أحياء مدينة حمص ليلة السبت الأحد، من عدة محاور، شهدت الساعات الأخيرة تطورات متسارعة في العاصمة دمشق؛ حيث دخلتها قوات المعارضة المسلحة من دون وجود مؤشر على انتشار الجيش السوري. من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن بشار الأسد غادر سورية عن طريق مطار دمشق الدولي الذي أخلاه الجيش والقوات الأمنية. وصرح مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لوكالة "فرانس برس"، بأن "الأسد غادر سورية عبر مطار دمشق الدولي، قبل أن ينسحب عناصر الجيش والأمن" من المكان.
ودعا رئيس الحكومة السورية محمد غازي الجلالي، اليوم الأحد، مباشرة بعد سقوط نظام بشار الأسد، مد يده للتعاون مع أي حكومة يختارها الشعب، مطالباً جميع السوريين بالحفاظ على الأملاك العامة للدولة، لأنها ملك لجميع السوريين. وبدوره، وجّه أحمد الشرع الملقب بالجولاني، رئيس "هيئة تحرير الشام"، وقائد العمليات العسكرية للمعارضة السورية نداءً جاء فيه: "إلى كافة القوات العسكرية في مدينة دمشق، يُمنع منعًا باتًا الاقتراب من المؤسسات العامة، والتي ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السابق (الجلالي) حتى يتم تسليمها رسمياً، كما يُمنع إطلاق الرصاص في الهواء".
وجاء ذلك، بعدما تمكّن مقاتلو غرفة المعارضة السورية من دخول معظم أحياء مدينة حمص، ليلة السبت الأحد، من عدة محاور، حيث شهدت معظم أحياء المدينة انسحاباً لقوات النظام السوري ومليشياته.
كذلك، أعلنت المعارضة السورية أنها تمكنت، فجر اليوم الأحد، من اقتحام سجن صيدنايا سيئ الصيت شمال العاصمة دمشق، والإفراج عن الآلاف من المعتقلين الذين كانوا بداخله. وأكدت إدارة العمليات العسكرية لـ"ردع العدوان" في بيان مقتضب أنها سيطرت على السجن، وقالت: "نزفّ إلى الشعب السوري نبأ تحرير أسرانا وفك قيودهم وإعلان نهاية حقبة الظلم في سجن صيدنايا". وأظهرت مقاطع مصورة خروج العشرات من المعتقلين من السجن وسط فرح عارم ووصولهم إلى أحياء مدينة صيدنايا.
[email protected]