التهاب الجلد التأتبي (أتوبيك درماتيتيس) والربو لدى الأطفال، وهما من الأمراض التي تنتمي إلى فئة "الالتهاب من النوع 2"، معروفان كأمراض تعكّر الروتين وجودة الحياة لدى الأطفال. حول الابتكار في العلاجات والأخبار السارة والتفاؤلية.
يبدو أن المصطلح الطبي "الالتهاب من النوع 2" غير معروف بما فيه الكفاية بين الأهالي والأطفال، إلا أن أعراضه معروفة تمامًا عندما تظهر وتؤثّر على الروتين وجودة الحياة للأطفال.
الالتهاب هو طريقة الجسم للدفاع عن نفسه ضد المواد الغريبة مثل البكتيريا والفيروسات. "الالتهاب من النوع 2" يتميز بأنه يظهر كاستجابة تحسّسية، وأحيانًا حتى كاستجابة التهابية لا تُحفَّز بواسطة مهيّج خارجي. في الواقع، يقوم الجهاز المناعي بتنشيط نفسه لسبب غير مفهوم تمامًا ويهاجم الجسم.
من بين الأمراض المعروفة التي يسبّبها هذا النوع من الالتهاب: الربو، التهاب الجلد التأتبي، التهاب الأنف التحسّسي، البوليب الأنفي وغيرها. سنركز على التهاب الجلد التأتبي والربو لدى الأطفال، وهما مرضان شائعان بين الأطفال.
التهاب الجلد التأتّبي (أتوبيك درماتيتس) هو مرض جلدي يتمثّل بأعراض رئيسية هي الحكة والجفاف والطفح الجلدي. يُشخَّص واحد من كل خمسة أطفال في إسرائيل بالمرض، وثلثهم يعانون من درجة متوسطة إلى شديدة. كما ذُكر، الخلل في الجهاز المناعي يجعل الجسم يهاجم نفسه، وعلى الرغم من الانتشار الواسع، فإن الوعي بمعاناة المرضى منخفض جدًا.
"في الماضي القريب، لم يكن لدى الطب الكثير ليقدّمه، وكان الأطفال المرضى يعانون بالفعل. لهذا المعاناة تكلفة، وقد تكون مرتفعة جدًا"، تقول البروفيسورة شوشي غرينبرغر، مديرة وحدة طب جلد الأطفال في المركز الطبي "شيبا تل هشومير".
"كان الناس يقولون 'لا بأس، الطفل الذي يعاني من التهاب الجلد التأتّبي سيحكّ، وعندما يكبر ستختفي المشكلة'. اليوم نعرف أن عدم العلاج يؤدّي إلى حالات مثل نقص النوم، وعدم تحقيق إمكانيات النمو للطول والوزن، وحتى عدم تحقيق الإمكانيات الذهنية، لأن قلة النوم تؤدّي إلى ضعف الأداء في المجالات المختلفة".
تُشير البروفيسورة غرينبرغر إلى أن الأطفال الذين يعانون من هذا المرض يميلون أيضًا إلى المعاناة من الأمراض النفسية والقلق، والعائلة بأكملها تعاني معهم.
المرض يتميّز بثلاث درجات: خفيفة، متوسّطة وشديدة، حسب مظهر الطفح الجلدي والمساحة المتأثرة من الجسم، وكذلك حسب الأعراض ومدى تأثيرها على جودة الحياة، على الأنشطة اليومية، وعلى جودة النوم. تعتمد العلاجات على شدة المرض، ففي الدرجة الخفيفة يمكن العلاج باستخدام مراهم ستيرويدية وغير ستيرويدية. في الدرجتين المتوسطة والشديدة، عادةً ما يكون هناك حاجة إلى علاجات شمولية، مثل العلاج بالضوء، العلاج باستخدام مصابيح الشمس أو الأدوية التي تثبّط الجهاز المناعي. هذه الأدوية تعمل على تثبيط خلايا الـ T، التي تلعب دورًا رئيسيًا في التسبب بالالتهاب، وتتطلب مراقبة وظائف الكبد والكلى. في الآونة الأخيرة، حصل تقدم حقيقي في التعامل مع المرض من خلال العلاجات البيولوجية التي تثبّط البروتينات المشاركة في الاستجابة الالتهابية. الخبر السار لهذه العلاجات هو أنها لا تثبط الجهاز المناعي.
كيف تعمل العلاجات الجديدة؟
"الأدوية البيولوجية تستند إلى أبحاث أظهرت المشكلة الرئيسية في الجهاز المناعي في هذه الأمراض، التي تُعرف باسم "الالتهاب من النوع "'، وهي أجسام مضادة تستهدف المواد الرئيسية التي تفرزها خلايا الالتهاب في الجلد، وتسبب أعراض الحكة والطفح الجلدي"، توضح البروفيسورة غرينبرغر.
ما هي الروتينات الموصى بها لمنع تفاقم المرض لدى الأطفال الذين يعانون منه؟
[email protected]