أعلن حزب الله اللبناني تعيين نعيم قاسم أمينًا عامًا للحزب خلفًا لحسن نصر الله الذي اغتيل في ضربة جوية إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 سبتمبر/ أيلول 2024.
وقال حزب الله في بيان: "إنه تمسُّكًا بمبادئ حزب الله وأهدافه، وعملاً بالآلية المعتمدة لانتخاب الأمين العام، توافقت شورى حزب الله على انتخاب سماحة الشيخ نعيم قاسم أمينًا عامًّا لحزب الله".
وكان الشيخ نعيم قاسم يشغل منصب نائب الأمين العام لحزب الله منذ عام 1991 عندما تولى عباس الموسوي الأمانة العامة للحزب.
ويعد قاسم من الرعيل المؤسس لحزب الله وكان عضوًا في شورى الحزب لثلاث دورات، حيث تسلَّم بداية مسؤولية الأنشطة التربوية والكشفية في بيروت، ثم نائبًا لرئيس المجلس التنفيذي، ثم رئيسًا للمجلس التنفيذي.
ويأتي تعيين قاسم بعد سلسلة استهدافات طالت قيادات من حزب الله ومنها ضربة استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت وأدت لاغتيال رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين، الرجل الثاني في حزب الله والذي كان المرشح الأبرز لتولي منصب الأمين العام خلفًا لحسن نصر الله.
وكان قاسم قد أكد في كلمته الأخيرة في 15 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري أن "حزب الله" استعاد عافيته الميدانية ورمّم قدراته التنظيمية رغم الضربات القاسية التي تلقّاها، مشدّدًا على أنّ الحزب انتهج "معادلة جديدة تقوم على إيلام جيش الاحتلال، وهي معادلة سوف تستمرّ".
وأشار إلى أنّ الحزب انتقل من معركة الإسناد إلى مواجهة حرب إسرائيل على لبنان، مؤكدًا أنّ "المقاومة ستُلاحق الاحتلال وتستهدفه وتنفّذ العمليات ضده في أي مكان يدخله".
وفي كلمته الأخيرة قبل انتخابه أمينًا عامًا لحزب الله، توجّه قاسم الى الجبهة الداخلية في إسرائيل، مشيرًا إلى أن "الحل بوقف إطلاق النار، وبعد وقف إطلاق النار بحسب الاتفاق غير المباشر يعود المستوطنون إلى الشمال وتُرسم الخطوات الأخرى".
ونعيم قاسم هو أحد الشخصيات البارزة في تاريخ حزب الله، حيث وُلِد في شباط/فبراير 1953 في منطقة البسطا التحتا في بيروت. بدأ تعليمه في الحوزة الدينية، حيث تتلمذ على يد كبار العلماء الشيعة في لبنان، بالتزامن مع دراسته الأكاديمية في الجامعة اللبنانية، التي حصل منها على شهادة الليسانس في الكيمياء ثم الماجستير.
وعمل كمعلم في المدارس الثانوية لمدة ست سنوات قبل أن يدخل عالم العمل السياسي والعملي، من خلال انضمامه لحركة المحرومين، ثم أفواج المقاومة اللبنانية (أمل).
بعد تأسيس حزب الله عام 1982، كان نعيم قاسم أحد المؤسسين النشطين الذين ساهموا في إنشاء الحزب، حيث شغل مناصب متعددة، بما في ذلك نائب الأمين العام منذ تولي عباس الموسوي رئاسة الحزب عام 1991.
ولعب دورًا رئيسيًا في تطوير الأنشطة التربوية والثقافية داخل الحزب، وشارك في إرشاد الشباب وتعليمهم الدروس الدينية، مما ساهم في بناء قاعدة جماهيرية قوية لحزب الله بين أوساط الطائفة الشيعية في لبنان.
وتولى قاسم أيضًا رئاسة المجلس التنفيذي للحزب، وعاش المواجهات مع إسرائيل من موقع مسؤوليته كنائب للأمين العام للحزب وعضوية مجلس شوراه، وذلك في حرب تموز/يوليو 1993، وحرب نيسان/أبريل 1996، والتحرير عام 2000، وحرب تموز/يوليو 2006.
[email protected]