أعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك في بيان مشترك، اليوم الخميس، أن قوات الجيش الإسرائيلية اغتالت ثلاثة أشخاص خلال عملية عسكرية في قطاع غزة. وأفاد البيان بأن هناك احتمالًا أن يكون أحد القتلى هو رئيس حركة حماس، يحيى السنوار، إلا أنه لم يتم تأكيد هويته بعد.
وأضاف البيان أن القوات لم تعثر على أي دليل يشير إلى وجود رهائن في المبنى الذي قُتل فيه الفلسطينيون الثلاثة، في إشارة إلى أسرى إسرائيليين محتجزين في قطاع غزة. وأكد الجيش الإسرائيلي أن العمليات الميدانية مستمرة بحذر بواسطة عناصر الجيش والشاباك.
وشدد الجيش الإسرائيلي على أهمية “الالتزام بنص البيان وتعليمات الرقابة لضمان أمن قواتنا”، مع الإشارة إلى أنه سيكشف عن تفاصيل إضافية في وقت لاحق، ولم يشر عن موقع العملية العسكرية أو أي معلومات أخرى ذات صلة. في الوقت نفسه، تداولت منصات إسرائيلية على تطبيق تلغرام صورة لجثة في غزة، يُزعم أنها تعود ليحيى السنوار.
وقال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي:" يعلن جيش الدفاع والشاباك انه في ختام عملية مطاردة استغرقت عامًا كامل قضت يوم أمس قوات من جيش الدفاع في جنوب قطاع غزة على المدعو يحيي السنوار زعيم حماس . وكان المدعو السنوار دبر وخطط وأشرف على تنفيذ المجزر المروعة في السابع من أكتوبر. لقد قاد السنوار منظمة حماس وروّج لإيديولوجيتها الدموية قبل الحرب وخلالها. كما كان مسؤولًا عن قتل واختطاف الكثير من الإسرائيليين. لقد تم القضاء على السنوار بعد سنة اختبئ فيها في قلب السكان المدنيين في المخابئ فوق وتحت الأرض وفي أنفاق حماس في قطاع غزة. لقد نفذ جيش الدفاع والشاباك عشرات العمليات على مدار الأشهر الأخيرة والتي أدت إلى تقليص منطقة عمل يحيي السنوار مما أسفر أخيرًا في القضاء عليه. على مدار الأسابيع الأخيرة تعمل قوات جيش الدفاع والشاباك بقيادة المنطقة الجنوبية العسكرية وفرقة غزة في منطقة جنوب قطاع غزة بناء على معلومات استخبارية لجهاز الشاباك وهيئة الاستخبارات التي أشارت إلى مناطق مشبوهة قد يتواجد في داخلها قادة حماس. قوة من لواء 828 عملت في المنطقة رصدت وقتلت ثلاثة مخربين. وبعد استكمال عملية تشخيص الجثة يمكن التأكيد ان المدعو يحيى السنوار قد قتل.
ونقلت هيئة البث العام الإسرائيلية (“كان 11”) عن مصادر إسرائيلية أن هناك احتمالية مرتفعة أن تكون إسرائيل قد تمكنت بالفعل من “اغتيال السنوار” خلال العملية العسكرية الأخيرة. وذكرت المصادر أن جثامين القتلى بحوزة السلطات الإسرائيلية، حيث تم نقلها لإجراء اختبارات الحمض النووي (DNA) للتأكد من هويتهم.
وأشارت تقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن عملية اغتيال الفلسطينيين الثلاثة الذي يرجح الاحتلال أن السنوار أحدهم، جرت خلال اشتباكات اندلعت في موقع بقطاع غزة، وليس ضمن عملية خُطِّط لها مسبقا.
ولم يُشر بيان الجيش الإسرائيلي إلى المنطقة التي قتل فيها السنوار، إلا أن البيان يأتي بعد تداول صورة على وسائل التواصل تظهر جثة شخص قد تعرّض لتهشيم في رأسه، وهي مُلقاة بين الأنقاض، وزُعم أنها ليحيى السنوار. إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام عبرية، منها موقع والاه وهيئة البث الاسرائيلي "كان"، بتعزز التقديرات الإسرائيلية التي تشير إلى مقتل رئيس حركة حماس.
ونقلت "كان" عن مصادر أمنية قولها "نظراً لأن السنوار كان في السجن الإسرائيلي، فإن إسرائيل لديها الحمض النووي للسنوار، لذلك من السهل نسبياً معرفة ما إذا كان الحديث يدور عن زعيم حماس". كما قالت القناة 12 العبرية نقلاً عن وزير إسرائيلي لم تسمّه، بأن "يحيى السنوار على ما يبدو قُتل"، فيما نقلت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مصدر دبلوماسي لم تسمّه، قوله إن "إسرائيل أبلغت نظراءها في المنطقة أن السنوار لم يعد على قيد الحياة".
وبحسب وسائل إعلام عبرية، فإنه لم يتم بعد إخراج الجثة من المبنى. ولكن نُقلت عيّنة للفحص. وأضافت "لدى مهاجمة المبنى، لم يكن معلوماً أنه هناك، ويبدو أن الأمر حدث بالصدفة. لقد تم رؤية مسلحين في المبنى، ثم جرى إطلاق النار".
بدوره، طلب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من سكرتيره العسكري، الإيعاز للناطق بلسان الجيش، بأن يبلغ عائلات المحتجزين الإسرائيليين، بعدم وجود مؤشرات على المساس بمحتجزين في العملية. فيما ألمح وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت إلى اغتيال السنوار من خلال منشور على حسابه على منصة إكس، حيث كتب "سنصل إلى كل مخرّب ونقتله".
ويُعَدّ السنوار المطلوب الأول لجيش الإسرائيلي في غزة، إذ يتهمه بالمسؤولية عن عملية "طوفان الأقصى". وقد يشكل اغتياله "انتصاراً" رمزياً كبيراً لإسرائيل. وكانت حركة حماس قد أعلنت في السادس من أغسطس/آب الماضي اختيار يحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي للحركة خلفاً للشهيد إسماعيل هنية الذي اغتالته إسرائيل في طهران.
ووُلد يحيى السنوار عام 1962 بمدينة خانيونس جنوبيّ قطاع غزة، ولم يظهر للعلن منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وقبلها أيضاً لم يكن كثير الظهور منذ إطلاق سراحه في صفقة الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط في عام 2011، بفعل إصرار كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، على إدراجه في قائمة أسرى التبادل.
أرسل وزير الخارجية الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، رسالة شخصية، مساء الخميس، إلى العشرات من وزراء الخارجية حول العالم، أبلغهم فيها بأن الجيش الإسرائيلي قتل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الفلسطينية، يحيى السنوار.
وقال كاتس في الرسالة: "تم اليوم تصفية يحيى السنوار على يد جنود الجيش الإسرائيلي.. تصفية السنوار تفتح الباب لإمكانية الإفراج الفوري عن المختطفين وإحداث تغيير ربما يؤدي إلى واقع جديد في غزة دون (حماس) ودون سيطرة إيرانية".
وأضاف: "إسرائيل بحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى، إلى دعمكم ومساعدتكم لتحقيق هذه الأهداف المهمة معاً".
فيما لا تزال حركة حماس تلتزم الصمت حتّى اللحظة.
وفي بيان صادر مشترك عن المتحدث الرسمي باسم شرطة إسرائيل
وجيش الدفاع:
في أعقاب منشورات التي وردت بشأن تصفية يحيى سنوار، تقوم شرطة اسرائيل وجيش الدفاع وجهاز الأمن العام (الشباك) بكافة الإجراءات للتشخيص الكامل.
حتى الآن تم إجراء فحص واحد من عدة فحوصات للتشخيص المؤكد.
تم نقل مسح الأسنان الى مخبر التشخيص الجنائي في شرطة إسرائيل. والآن يتم إجراء فحوصات DNA, مع نهايتها سيتم المصادقة على تصفيته.
[email protected]