النُقاد: "شعر الحلبي غنيّ بالمعارف والدهشة والسحر كانعكاس أمين لثقافته الموسوعيّة وانشغالاته المتعدّدة كمثقّف مُشتبك"
حيفا ـ لمراسل خاص ـ صدر عن دار جدل هذا الأسبوع المؤلّف الشعريّ الثاني للشاعر مرزوق الحلبي، بعنوان لافت هو "الطريق إلى الآخرة". وهو كتاب جامع من 400 صفحة موزّع على أبواب بعتبات لافتة مثل: "في المعارج" و"أوّل المعرفة" و"محنة الآلهة" و"مقام العقل" و"باب الخيبة" و"غواية السرد" و"فتنة المجاز" و"درب المسرّات" وغيرها.
وكان الحلبي أصدر في العام 2018 مؤلّف الجامع الأوّل بعنوان "في مديح الوقت" عن الدار نفسها وفق المنهجية ذاتها، مؤلّف جامع موزّع في أبواب. وهو النهج الذي يصرّ عليه الحلبي في مشروعه الشعريّ. "هذه المنهجية تحررني من إلحاح الوقت أو النشر كلّما تجمّع في دفتري عشرون أو ثلاثون نصًّا. وهي تمنحني متّسعًا كي أراجع تجربتي وأنقدها وأنقّحها وأعدّلها. لدي وقت كافٍ كي أتأمّل نصوصي عن بُعد وأحكم عليها وأتنازل عن أبوّتها إذا لزم الأمر". وأضاف الحلبي أن هذه المنهجية تعزّز منحى الانتقاء بمعنى الشطب والحذف وتُريح من مهمّة إصدار الـ"مجموعة الكاملة" في قادم الأيّام. وعن وظيفة الشعر قال: "على الشعر الشعر أن يكون حوارًا مع كل سياقاته المحدودة والكونية الأمر الذي يوسّع من وظائفه وأهمّها هو أن يكون في المواجهة ليُعيد للعالم معقوليته وطيبته. الشعر هو إعلان الحرب على الطواغيت والقُبح والتوحّش دفاعًا عن فكرة المدينة الفاضلة وتمثيلاتها".
والحلبيّ المعروف من مجال الكتابة النقدية في الأدب والثقافة ومن الكتابة السياسية الفكرية باللغات الثلاث يخوض هنا في مجال الشعر من أوسع الأبواب. فمؤلّفه الجديد "الطريق إلى الآخرة" كسابقه يقوم على التجريب المدروس في الشعر واللغة ويُقارب موضوعات وثيمات لا نهائيّة، تبدأ من الذاتي وتنتهي بالكونيّ البعيد، تخوض باليوميّ الحياتيّ وتحلّق في الفكريّ المتسامي. فالحلبي يكتب في الإنسان والسلطة والحرب والحبّ وأشكال الإيمان من منطلقات فكريّة نقدية، يفكك ويبني، يهدم ويعمّر في مواجهة لا تتوقّف مع ما يُعطّل الحياة في مستواها اليومي وفي مستوى الاجتماع البشريّ والكون. ويؤكّد النُقاد الذين تناولوا شعر الحلبي أن شعره إنما هو ترجمة لثقافته الموسوعيّة مُشيرين إلى تعدد مجالات دراسته الأكاديمية اهتماماته كمثقّف مشتبك منذ بدأ عمله الصحفيّ محرّرًا في صحيفة "الاتحاد" اليوميّة في حيفا وصولًا إلى موضعه الراهن كمساهم نشط وعلَم مشهود له في ساحات الإبداع والفكر والثقافة العربية، هنا وفي الإقليم.
من المقرّر أن يُشارك الحلبيّ بمؤلّفه الجديد في سلسلة من الأمسيات والندوات المخصّصة لمناقشة مُنجزه الشعريّ الجديد بمشاركة لفيف من النُقاد والباحثين والباحثات في المجال الثقافيّ. هذا ناهيك عن ظهوره المقرّر في الإعلام والشبكات. ويُشير بعض النقاد والعارفين بالمشهد الثقافيّ بارتياح إلى مُنجز الحلبيّ ويعتبرونه حاضرًا بقوة تذكّر بحضور أسماء لامعة ورموز عربيّة في مجال الأدب والثقافة محلّيًا وعربيّا.
كريديت صور وغلاف: جدل - دار نشر، ديالا حلبي، المكتبة الوطنية.
[email protected]