أفادت مصادر فلسطينية مساء الأحد، بمقتل 50 شخصا على الأقل وإصابة العشرات إثر قصف إسرائيلي استهدف مخيما للنازحين شمال غربي مدينة رفح.
ووفقا لشهود عيان، شنت طائرات الجيش الإسرائيلي قصفا عنيفا على مخيم النازحين بأكثر من 8 صواريخ.
وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن "عددا كبيرا من القتلى والجرحى مازالوا في المخيم المستهدف من طائرات إسرائيلية غربي رفح وطواقم الإسعاف والدفاع المدني تعاني من صعوبة الوصول لهم".
وقالت لجنة الطوارئ في محافظة رفح في بيان: "عشرات الشهداء والجرحى بمجزرة ارتكبها الاحتلال باستهداف خيام النازحين شمال غرب رفح رغم إدعائه أنها آمنة".
وأضاف البيان: "إن ارتكاب المجزرة بحق المدنيين النازحين ، يعكس الإصرار "الإسرائيلي" على استمرار عمليات القتل والتدمير في رفح وتجاوز لكل المطالبات والقرارات الدولية بضرورة وقف العملية العسكرية وعدم التعرض للمدنيين".
مجددين دعوتهم "للمجتمع الدولي والمؤسسات الأممية الفاعلة بالعمل بشكل جدي وفاعل لاجبار الاحتلال على الامتثال لقرارات محكمة العدل الدولية وعدم الاكتفاء بالبيانات وتسجيل المواقف وإلا فإن كل تأخير يقابله مزيد من الضحايا".
وتوالت ردود الفعل العربية والدولية، الإثنين 27 مايو/أيار 2024، على مجزرة الخيام برفح، فيما قالت وكالة الأونروا إن صورة الليلة الماضية شهادة أخرى على أن “غزة أصبحت جحيماً على الأرض”.
قطر: انتهاك خطير للقوانين الدولية
وقالت قطر إنها “تدين بأشد العبارات القصف الاسرائيلي الذي استهدف مخيماً للنازحين في رفح بقطاع غزة، وأوقع عشرات الشهداء والجرحى”.
كما اعتبرت الدوحة القصف “انتهاكاً خطيراً للقوانين الدولية، ومن شأنه أن يضاعف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع المحاصر”.
فيما شددت على “ضرورة التزام السلطات الاسرائيلية بقرار محكمة العدل الدولية الداعي لوقف الهجمات العسكرية على رفح”، داعية المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل للحيلولة دون ارتكاب المزيد من جرائم الإبادة الجماعية، وتوفير الحماية التامة للمدنيين.
ودعت إلى “منع قوات الجيش الاسرائيلي من تنفيذ مخططاتها الرامية لإجبارهم على النزوح القسري من المدينة التي أصبحت ملاذاً أخيراً لمئات الآلاف من النازحين داخل قطاع غزة”.
إلى ذلك أعربت قطر عن “قلقها من أن يعقد القصف جهود الوساطة الجارية، ويعيق الوصول إلى اتفاق لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين”.
الأردن يدعو لمحاسبة المسؤولين
بدوره، دعا الأردن إلى محاسبة المسؤولين عن استهداف مخيم النازحين بمدينة رفح، معتبراً أن القصف “تحدٍ صارخ لقرارات محكمة العدل الدولية وانتهاك جسيم للقانون الدولي والقانون الدولي الإنسان”.
وشدد على أن هذه الممارسات تمثل “انتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتتنافى مع كافة القيم الإنسانية والأخلاقية، وتمثل جرائم حرب على المجتمع الدولي بأكمله التصدي لها ومحاسبة المسؤولين عنها”.
كما طالبت المملكة، المجتمع الدولي “بضرورة التحرك بشكل فوري وفاعل وإلزام إسرائيل بتحمل مسؤولية ممارساتها ومحاسبتها على أفعالها، ووقف انتهاكاتها المستمرة والمتواصلة لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.
ودعت إلى “تأمين الحماية للمدنيين العزل في غزة ولمنظمات الإغاثة وموظفيها وخاصة الأونروا، التي تقوم بدور إنساني كبير في تقديم المساعدات الإنسانية والخدمات للأشقاء الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها قطاع غزة”.
مصر تصف القصف بـ”الحادث المأساوي”
من جانبها، وصفت مصر القصف الاسرائيلي على خيام النازحين بـ”الحدث المأساوي”، مطالبة مجلس الأمن الدولي بالتدخل لضمان إنهاء الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة والعمليات بمدينة رفح.
حيث اعتبرت مصر أن ذلك القصف “انتهاك جديد وسافر لأحكام القانون الدولي الإنساني، وبنود اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب”.
كما طالبت مصر “إسرائيل بالامتثال لالتزاماتها القانونية كقوة قائمة ، وتنفيذ التدابير الصادرة عن محكمة العدل الدولية بشأن الوقف الفوري للعمليات العسكرية وأية إجراءات أخرى بمدينة رفح الفلسطينية”، بحسب البيان ذاته.
وعليه، جددت القاهرة مطالبتها إلى “مجلس الأمن، والأطراف الدولية المؤثرة، بضرورة التدخل الفوري لضمان الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإنهاء العمليات العسكرية في مدينة رفح الفلسطينية”.
وشددت على “حتمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته القانونية والإنسانية تجاه توفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين، ومنع تعريضهم لمخاطر تهدد حياتهم”.
فيما ناشد رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، المسؤولين في مصر السماح بدخول المصابين لمصر، مضيفاً: “سأتكفل بمصاريف العلاج برجاء الاستجابة”.
بدوره، قال مفوض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، إن المعلومات الواردة من رفح عن مزيد من الهجمات على العائلات التي تبحث عن مأوى مرعبة.
وتابع قائلاً: “غزة جحيم على الأرض، وصور الليلة الماضية شهادة أخرى على ذلك”، مشيراً إلى عجزهم عن تأكيد موقع زملائه في المنطقة المستهدفة، “وقلقون للغاية على سلامتهم مع جميع النازحين”.
موجة تنديد فلسطينية واسعة.
الرئاسة الفلسطينية
قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن استهداف جيش الإسرائيلي لخيام النازحين في رفح بشكل متعمد، هي مجزرة فاقت كل الحدود، وتتطلب تدخلا عاجلا لوقف هذه الجرائم التي تستهدف الشعب الفلسطيني فورا.
وأضاف أبو ردينة أن ارتكاب قوات الجيس الإسرائيلي لهذه المجرزة البشعة هو تحد لجميع قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها قرار محكمة العدل الدولية الواضح والصريح بضرورة وقف استهداف مدينة رفح وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن المواقف الأميركية الداعمة لاسرائيل ماليا وسياسيا هي السبب الرئيس فيما نشاهده اليوم من مجازر بشعة انتهكت خلالها سلطات الاسرائيلية جميع المحرمات، والإدارة الأميركية تتحمل مسؤولية هذه الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية.
وأكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة أن على العالم التحرك فورا لوقف هذا العدوان الشامل الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، وإلزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بوقف جرائمها التي أشعلت المنطقة، وتهدد الاستقرار الدولي.
وقال: نطالب الإدارة الأميركية بإلزام إسرائيل لوقف هذا الجنون وهذه الإبادة الجماعية التي تقوم بها سواء في رفح التي حذرنا مرارا من اجتياحها، أو في مدن قطاع غزة وإغلاق معابرها من أجل التسبب بمجاعة إنسانية في ظل نقص حاد بالأغذية والأدوية، أو في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، التي تتعرض لعدوان متواصل يستهدف المواطن الفلسطيني والمقدسات الإسلامية والمسيحية.
القوى الوطنية والإسلامية
وفي تصريح صادر عن القوى الوطنية والإسلامية، قالت إن هذه الجريمة "تؤكد فاشية اسرائيل وأنه يعوض فشله عبر ممارسة الإرهاب بالقتل والإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل".
وأضافت أن هذه الجريمة هي دليل إضافي على جرائم الإبادة التي ترتكبها حكومة اسرائيل وجيشها بحق الشعب الفلسطيني في الوقت الذي يزعم ويعلن كذبًا وتضليلًا بأنه يتخذ الإجراءات الكافية لحماية المدنيين.
وتابعت أن هذا الأمر يفرض على كافة دول العالم وهيئاته ومنظماته تطبيق قرارات محكمة العدل الدولية والتحرك العاجل من أجل الوقف الفوري لسفك دماء المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ.
وأكدت الفصائل أن الإدارة الأمريكية "شريك في قتل الأطفال وإزهاق الأرواح"، لإصرارها على منع وقف الحرب، واستمرارها بتزويد الجيش الاسرائيلي بشتى القذائف الفتاكة والسلاح المدمر والمحرم دوليًا.
حركة "حماس"
من ناحيتها، قالت حركة "حماس" إن الجيش الاسرائيلي ارتكب جريمة حرب مروعة بحق المواطنين النازحين في الخيام غرب مدينة رفح "في تحدٍ واستهتارٍ تام وتجاهلٍ لقرار محكمة العدل الدولية التي طالبته بوقف عدوانه على رفح".
وحملت "حماس" الإدارة الأمريكية والرئيس بايدن بشكلٍ خاص المسؤولية الكاملة عن هذه المجزرة، "والتي لم يكن للكيان الصهيوني أن يرتكبها لولا الدعم الأمريكي والضوء الأخضر له لاجتياح رفح، رغم اكتظاظها بالمواطنين النازحين".
وطالبت "حماس" بالتطبيق الفوري والعاجل لقرارات محكمة العدل الدولية، والضغط من أجل وقف هذه المجزرة وسفك دماء المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ.
وأضافت أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة وكافة الجهات ذات العلاقة مطالبون بالتحرك العاجل لوقف حرب الإبادة المتواصلة.
[email protected]