نشر الكاتب البرازيلي الشهير " باولو كويلو" الذي قمت باستضافته في بيتي حادثة قصيرة يقول فيها : " كان الأب يحاول أن يقرأ الجريدة ويركز في خبر ما، ولكن ابنه الصغير لم يكف عن إزعاجه،
وحين تعب الأب من ابنه قام بقطع وتمزيق ورقة في الصحيفة كانت تحوي على خريطة العالم ومزقها إلى قطع صغيرة وقدمها لابنه وطلب منه إعادة تجميع الخريطة الممزقة،ثم عاد لقراءة الأخبار في الصحيفة..ظانا أن الطفل سيبقى مشغولا لساعات
.. إلا أنه لم تمر خمسة عشر دقيقة حتى عاد الإبن إليه وقد أعاد ترتيب الخريطة ! فتساءل الأب مذهولا : "هل كانت أمك تعلمك الجغرافيا ؟! رد الطفل قائلا : " لا.. لكن كانت هناك صورة لإنسان على الوجه الآخر من الورقة ، وعندما أعدت بناء الإنسان..أعدت بناء العالم "
كانت عبارة تلقائية وسريعة؛ ولكن كانت عبارة جميلة وذات معنى عميق " عندما أعدت بناء الإنسان ... أعدت بناء العالم " ... فالأهم .. بناء الإنسان الذي يوصلنا لمجتمع يحقق أهدافه وتطلعاته ،رؤيته وتماسكه ،مجتمع محصن ومتين يواجه الأزمات،وعندها يطيب العيش في المجتمع،ونعزز الإنتماء المجتمعي والمسؤولية الجماعية ونطرد الغربة والإغتراب عند أفراد المجتمع،ويعمل كل من مكانه على تجميع قدرات المجتمع،يعززها ويواجه نقاط الضعف وننقل مجتمعنا من الشكوى والتذمر للعمل لا نهمش ونقصي بعضنا ،نتعاون على ما نتفق عليه ونكمل مسيرة الحوار ،نصل لمجتمع فيه التعاضد،وثقافة الحوار والتكافل الإجتماعي.
[email protected]