كشف الرئيس الأمريكي جو بايدن في مقابلة مع الصحافي إيفان أوسنوس، عن إحباطه من الحكومة الإسرائيلية بعدما أشاروا إلى قصف أمريكا لألمانيا وتسويتها بالأرض في الحرب العالمية الثانية.
وقال مراسل مجلة "نيويوركر": "سألت بايدن عما إذا كان ينوي ممارسة المزيد من الضغوط على قادة إسرائيل، وللمرة الأولى في ذلك اليوم لم يجب على السؤال".
وأوضح الرئيس الأمريكي: "أتفهم الغضب والغيظ الذي أثاره يوم 7 أكتوبر. لكن لا يمكنك أن تدع الغضب يدفعك إلى درجة تفقد فيها المكانة الأخلاقية العالية"، وأشار بايدن أنه "عندما نصحت أعضاء مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي بالتصرف بحذر أكبر في غزة، ردوا بأن أمريكا نفذت قصفا بساطيا على ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، فأجبت قائلا: لهذا السبب تم إنشاء الأمم المتحدة وكل القواعد والقوانين لضمان عدم وقوع شيء مماثل مرة أخرى".
وأشار أوسنوس إلى أن بايدن يحدوه الأمل في تحقيق صفقات كبرى أكثر مراوغة من حيث "إقناع الإسرائيليين بقبول إنشاء دولة فلسطينية، مقابل تطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية - وهو ما يراه العديد من الإسرائيليين كخطوة حيوية نحو الأمن على المدى الطويل".
ووصف بايدن هذه الصفقة بأنها وسيلة بيد إسرائيل لمحاربة مهاجميها دون التسبب في معاناة لا مبرر لها، مضيفا: "يمكننا أن نخلق ظرفا ينتهي بهم إلى حيث يستمرون في التحرك - كما فعلنا مع بن لادن - ضد قادة حماس، فلا يمكن الافتراض أن كل فلسطيني هو من أنصار حماس".
وتابع: "لقد كنت أضغط بشدة على الحكومة الإسرائيلية لكي تتخذ إجراءات صارمة ضد هؤلاء المستوطنين الخارجين عن السيطرة". وفي فبراير الماضي، فرض بايدن عقوبات مالية وحظر تأشيرات على أربعة مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية اتهموا بمهاجمة فلسطينيين ونشطاء سلام إسرائيليين.
وتطرق الصحافي في مجلة "نيويوركر" إلى الازدراء الذي ولده أسلوب تعامل بايدن مع الحرب على قطاع غزة بين الأمريكيين العرب والديمقراطيين الشباب.
وقال بايدن: "لا أريد أن أرى أي فلسطيني يُقتل – أعتقد أن هذا يتعارض مع ما نؤمن به كأمريكيين"، وحث منتقديه على الصبر والانتظار.
وأضاف: "أعتقد أنه يتعين عليهم منح هذا الأمر القليل من الوقت، لفهم ما سيحدث إذا جاءوا إلى دولتهم أو أحيائهم ورأوا ما حدث مع حماس. الضغط على القيادة للتحرك بكل ذرة من قدراتها ضد حماس أمر حقيقي. ولكن هذا لا يعني أنه ينبغي أن يستمر. هذا لا يعني أنه صحيح. ولذلك، أعتقد أنكم سوف ترون – وأنا أدعو الله أن تروا – تراجعا كبيرا في استخدام القوة".
وقد دخلت الحرب في غزة يومها الـ 150 حيث يتواصل القصف على عدة مناطق في القطاع وسط مجاعة باتت أمرا واقعا، وخلفت العمليات العسكرية الإسرائيلية على القطاع المحاصر، أكثر من 30 ألف قتيل وما يزيد عن 70 ألف جريح معظمهم من النساء والأطفال، فيما يسابق الوسطاء الدوليون الزمن لوقف إطلاق النار قبل حلول شهر رمضان.
[email protected]