قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس بانه لا يجوز على الاطلاق استغلال منابر دور العبادة من اجل التحريض على العنف والكراهية والتعصب، فمنابر دور العبادة يجب ان تكرس من اجل الخطاب الديني الذي يدعو الى الاخوة والمحبة والسلام بعيدا عن سموم الفتنة والتشرذم.
وقال سيادته بان هذه الاصوات النشاز التي نسمعها بين الفينة والاخرى انما لا تمثل اصالة شعبنا وثقافته وهويته الدينية والوطنية.
ففي الوقت الذي فيه تمعن السلطات الاحتلالية في القدس بممارساتها الظالمة بحق شعبنا ومقدساتنا وفي الوقت الذي فيه يستعد المستوطنون المتطرفون لمسيرة الاعلام الاسرائيلية الاستفزازية في القدس يخرج علينا من يبث سموم الفتنة المقيتة مقدما هدية مجانية للاحتلال التي هي الجهة الوحيدة المستفيدة من هذا الخطاب المسيء لقيمنا الدينية والوطنية.
اننا نعلن مجددا ما قلناه مررا وتكررا باننا نرفض الخطاب التحريضي الطائفي الذي يهدف الى تكريس الفتن والتصدعات والانقسامات في مجتمعاتنا.
كفانا ما يحدث في وطننا العربي من تدمير لثقافة المواطنة واثارة الفتن والتصدعات المذهبية وتقسيم المجتمعات العربية بناء على الانتماءات الدينية والمذهبية.
كفانا خرابا ودمارا وعنفا وتكريسا للخطاب الدموي الهمجي الذي لا يمثل القيم الدينية السمحة.
لماذا يصر البعض على تصدير الخطاب الطائفي الاقصائي الى فلسطين ومن المستفيد من هذا الخطاب سوى الذين يسعون لطمس معالم القدس العربية وتصفية القضية الفلسطينية وتمرير المشاريع الاستعمارية في بلادنا.
ان هذه الاصوات النشاز التي نسمعها بين الحين والاخر يجب التصدي لها بالوعي والحكمة والمسؤولية.
ان الدين ليس سورا يفصل الانسان عن اخيه الانسان بل هو جسور محبة واخوة وتواصل.
نحن شعب فلسطيني واحد ولا يجوز لنا الا ان نتصدى معا وسويا مسيحيين ومسلمين للذين يريدون ضرب وحدتنا الوطنية وبث سموم الفتنة والانقسامات في مجتمعنا.
ان ثقافة شعبنا الفلسطيني هي ثقافة وطنية وثقافة انسانية وحضارية والفلسطينيون في وعيهم ورصانتهم وروقيهم الانساني والثقافي لن يقبلوا ولن يستسلموا لمن يسعون لاثارة الفتن في صفوفنا وبين ظهرانينا.
فلنكن موحدين كفلسطينيين ومقدسيين مسيحيين ومسلمين في مواجهتنا وتصدينا لسياسات الاحتلال العنصرية ولنتصدى معا وسويا لأي خطاب عنصري همجي من اي نوع كان، العنصرية مرفوضة بكافة اشكالها والوانها.
[email protected]