الخامس عشر من آذار/ مايو من كل عام يحيي الفلسطينيين يوم ماحل بهم عام 1948م، يوم النكبة الفلسطيني، الذي يعتبر أقسى فترة على التاريخ الفلسطيني لتعرضهم للقتل والتعذيب والتهجير والأسر وممارسة شتى أنواع العذاب عليهم، وجبرهم قسرا على ترك أماكن سكناهم، مع وعود لهم بأن يعودوا لها ولكن ما لبثوا منذ 67 عاما ينتظروا ذلك على أمل.
وبعد مرور 67 عاما على نكبتهم بلغ عدد الفلسطينيين حول العالم ما يقارب 12,1 مليون، بما فيهم فلسطيني الداخل المحتل والضفة الغربية وقطاع غزة، وبلغ اللاجئين منهم حوالي 5,49 مليون أي بنسبة 29% موزعين على 58 مخيم، وتضاعف عدد الفلسطينيين حوالي 8,6 مرة منذ عام 1948م إلى نهاية عام 2014م، ولا يزال الاحتلال الاسرائيلي مستمرا بطمس الهوية الفلسطينية والمقدسات، وتواصله في انتهاج سياسة التعذيب والقتل بحق الفلسطينيين ومخالفة كافة القوانين، ومحاولة اخفاء الأدلة التي تثبت تورطه بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الفترات السابقة لاحتلاله على مدار 67 عاما.
وفي حديث أجراه الحقوقي عبد الناصر فروانة لمركز الإنسان ذكر قائلا "أنه وخلال تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، تمت لهم عمليات دفن وهم أحياء سواء كانوا جرحى أو أسرى، وأكد فروانة على أن الاهتمام الدارج ضد جرائم الاحتلال ما بعد 1967م، في ظل تهميش الأحداث التي عقبت نكبة 1948م رغم وجود جرائم ارتكبها، هذا أمر في غاية الخطورة وفيه محاولة لتبرئة الجلاد من تهمه وتسليم بالأمر الواقع بمشروعية وجود الاحتلال، وفي موضوع الأسرى تحدث فروانة أن معاناة الأسرى منذ تلك الفترة إلى اليوم تختلف باختلاف عاملين أساسين وهما "الظروف والحقبة الزمنية".
ويأتي هذا العام على الفلسطينيين واللاجئين النازحين من أراضيهم قسرا، ليرتحلوا مع آهات اللجوء من جديد، فيذكر المركز وخلال الثماني سنوات الماضية شنت إسرائيل ثلاث هجمات عسكرية على القطاع راح ضحيتها من القتلى ما يزيد عن "3800"، ناهيك عن المشردين من بيوتهم الذين نزحوا بحثا عن أماكن لإيوائهم وأكثر أمنا، والتي تعرضت للقصف وطالت المدنيين، ونتج عن سياسة الحصار والعدوان على غزة هجرة الألاف من الشباب والعائلات بحثا عن أماكن أكثر أمنا وتتوفر فيها متطلبات الحياة الأساسية، لكن سرعان ما تعرضوا للغرق بسبب طمع وجشع المهربين.
ويؤكد المركز أن الجزء الأخر من فلسطين الضفة الغربية والقدس لها نصيب مماثل من سياسة الاحتلال، فلا زال يُهَود الأقصى وتطمس معالمه، و يستمر في بناء المستوطنات على حساب الأراضي والممتلكات الفلسطينية رغم عدم شرعية هذا الاستيطان والمطالبات الدولية والمحلية بوقفه.
وللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الشتات معاناة أخرى وهجرة جديدة، فما يتعرض له الفلسطينيون اللاجئون في مخيمات سوريا وبالأحرى مخيم اليرموك، أكبر دليل وبرهان على ما يتعرض له الفلسطيني خارج بلاده التي نزح منها جبرا، فبلغ عدد الفلسطينيين الذين قضوا نحبهم نتيجة الأحداث الداخلية في سوريا حوالي 2857 لاجئ، وقتل صباح هذا اليوم خمسة لاجئين بينهم نساء وأطفال بقصف لقوات النظام السوري في محيط مخيم خان الشيح.
ويطالب مركز الإنسان للديمقراطية والحقوق، بضرورة العمل الجاد على توحيد الجهود الفلسطينية لحق اللاجئين في عودتهم، والضغط على الجهات المعنية بتوفير الحلول والحماية للاجئين الفلسطينيين في مخيمات الشتات، و إخراجهم من أماكن النزاع إلي أماكن أكثر أمنا، وتوفير كافة الاحتياجات الأساسية لهم، وتمتعهم بالحقوق التي كفلتها لهم اتفاقية اللاجئين.
[email protected]