أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نجح وفي عملية مشتركة بين قوات الجيش والوحدة الشرطية الخاصّة "يمّام"، وجهاز الأمن الإسرائيلي العامّ ("الشاباك")، في إطلاق سراح محتجزين إسرائيليين في غزة، كانا محتجزين في رفح التي تعرّضت ليل الأحد - الإثنين، لقصف غير مسبوق منذ بدء الحرب.
وأسفرت سلسلة الغارات التي استهدفت رفح، عن استشهاد وإصابة العشرات من الأهالي؛ بينهم أطفال ونازحون؛ كما بدأ المئات بالنزوح إلى مشافي المدينة، هربا من القصف الذي طاول مناطق متفرقة في رفح.
وجاء في بيان مشترك صدر عن كل من الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، والناطق باسم الشاباك والناطقة باسم الشرطة، ليل الأحد - الإثنين، أنه "في عملية مشتركة للجيش الإسرائيلي والشاباك والشرطة الإسرائيلية ’يمّام’، في رفح؛ تمّ تحرير الرهينتين الإسرائيليين الليلة (وهما مسنّان 60 عاما و70 عاما)، اللذين اختطفتهما حماس إلى قطاع غزة من ’نير يستحاك’ في 7/10".
وذكر البيان أن "حالة الاثنين جيدة، وتم إجراء الفحوصات الطبية لهما في المركز الطبي ’شيبا - تل هشومير’، وستواصل القوات الأمنية العمل لاستعادة المختطفين".
وقال وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت: "في عملية إنقاذ مثيرة للإعجاب، تمكنّت قوات الأمن من إعادة (المحتجزين) اللذين تم اختطافهما من ’نير يتسحاك’ إلى إسرائيل".
وأضاف: "لقد تابعت العملية؛ وكل التقدير الكامل للجيش الإسرائيلي والشاباك وقوات الشرطة ’اليمام’ على العملية المهمة، والتنفيذ الجيّد، وسنواصل الوفاء بالتزامنا بإعادة المختطفين بأية طريقة".
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيليّ، إن حماس كانت قد احتجزت الرهينتين في رفح. وأضاف أنه "تمت إدارة العملية من قبل قيادة العمليات الخاصة في الشاباك، ونفذها عناصر ’يمّام’ ووحدة العمليات في الشاباك".
وذكر أن "الجيش الإسرائيلي والشاباك عملا على هذه العملية لفترة طويلة، ولم تكن هناك شروط حتى الآن لتنفيذها، وانتظرنا حتى استيفاء الشروط"، لافتا إلى أن "العملية كانت معقّدة للغاية في ما يتعلق بالوصول إلى الوُجهة في رفح".
وقال إن "القوات وصلت إلى الهدف سرًّا، عند نحو الساعة الواحدة ليلا (بعد انتصاف ليل الأحد)، ونفّذوا عمليّة معقّدة جدا في مجمّع مبان، حيث تم احتجاز المختطفَين في الطابق الثاني". وأضاف: "لقد كان عملا سريًّا، بغطاء جويّ كبير، ومعلومات استخباراتية".
وتابع الناطق باسم الجيش الإسرائيلي: "عندما وصلت القوات إلى هناك، تم اقتحام المبنى وكان هناك حراس مسلّحون في المنازل المجاورة، وداخل المنزل كان هناك 3مخرّبين يحرسون المختطفيْن".
وأضاف: "اقتحمت القوات المبنى.... بعد أن كان الباب مقفلا. ودخلت تلك القوات إلى المبنى، وأخرجت المختطفين البالغين من العمر (61 و70 عاما) من المبنى. ووقع تبادل لإطلاق النار في المكان، وأُطلقت نيران مكثّفة من الجوّ، وفُتحت النيران من مبان مجاورة".
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيليّ في ما يُعدّ تبريرا لعدد الضحايا الذين قتلوا وأُصيبوا بقصفه مناطق متفرقة في رفح: "هاجمت القوات الجوية هناك بقوّة، وهناك العديد من المخرّبين الذين قُتلوا الليلة في هذه العملية، وفي المعركة أُصيب (عنصر إسرائيليّ) واحد بجروح طفيفة، عدا عن ذلك، لم تقع إصابات في صفوف قواتنا".
وقتل وأُصيب العشرات إثر سلسلة غارات مكثّفة شنّها الجيش الإسرائيليّ على رفح جنوبي قطاع غزة، ليل الأحد - الإثنين، فيما سُمع دويّ اندلاع اشتباكات بالقرب من محيط المستشفى "الكويتي" في رفح، والذي نزح إليه وإلى المشافي الأخرى في المدينة، المئات. واستهدفت الغارات الإسرائيلية مناطق متفرّقة في رفح، ودمّرت مسجدين على الأقل، ومنازلَ مأهولة بالسكّان في مخيميّ يبنا والشابورة.
ومن بين القتلى أطفال ونازحون. ونُقل عشرات المصابين وجثامين شهداء إلى مستشفيات رفح، إثر الغارات الإسرائيلية على المدينة. وقال الجيش الإسرائيلي، إنه نفّذ هجمات ضد "أهداف نوعيّة" في جنوبي غزة، قبل أن يدعي تحرير محتجزيْن.
وشنّ الجيش الإسرائيلي أكثر من 40 غارة على مناطق متفرقة من المدينة، واستهدف ما لا يقلّ عن 15 منزلا. ووُصفت الغارات بأنها الأشدّ على رفح أو في محيطها، منذ بدء الحرب على غزة.
وشهد شمال رفح قصفا مكثفا، كما أفادت تقارير بأن الجيش الإسرائيليّ شنّ غارات على الحدود مع مصر. وأكّدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أن الطائرات المروحية الإسرائيلية، أطلقت النار على طول المناطق الحدودية في رفح.
وكان الرئيس الأميركيّ، جو بايدن، قد قال لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في محادثة جرت بينهما، مساء الأحد، إن العملية العسكرية الوشيكة على رفح في جنوب قطاع غزة، حيث يتكدس نحو 1.5 مليون من سكان القطاع الذين نزحوا من شمال ووسط القطاع إلى هذه المنطقة؛ "لا ينبغي أن تتمّ، دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ".
جاء ذلك في أوّل محادثة بينهما منذ نحو 3 أسابيع، عندما تحدّثا في التاسع عشر من كانون الثاني/ يناير الماضي، وهي كذلك المحادثة الأولى عقب وصف بايدن الرد العسكري الإسرائيلي في غزة بأنه "مبالغ فيه"
وبعد المحادثة، قال البيت الأبيض، إن "بايدن أكد وجهة نظره بأن العملية العسكرية في رفح لا ينبغي أن تتمّ، دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ". وأضاف أن بايدن أكد لنتنياهو "ضرورة وجود خطة، لضمان سلامة ودعم أكثر من مليون شخص لجأوا إلى رفح".
كما أكد بايدن على "ضرورة الاستفادة من التقدم في المفاوضات لإطلاق جميع الرهائن بأقرب وقت". وشدّد على أن "هزيمة حماس وضمان الأمن الطويل الأمد لإسرائيل هدف مشترك".
[email protected]