قال وزير الخارجية القطري رئيس الوزراء الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، اليوم الاثنين، إن المحادثات بشأن الأسرى الإسرائيليين في غزة في تحسن مقارنة بالأسابيع الماضية.
وأضاف وزير الخارجية القطري في تصريحات إعلامية، أن المرحلة الحالية من المحادثات بين الاحتلال الإسرائيلي وحماس قد تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار في المستقبل.
وتابع:" انتقلنا في المحادثات إلى مكان يمكن أن يوصلنا إلى وقف إطلاق النار،ولا يمكننا التنبؤ برد حماس لكننا ملتزمون بمواصلة جهودنا."
وأوضح عبدالرحمن أن دور قطر الرئيسي يتمثل في العمل من أجل التوصل إلى حل يفضي لإطلاق سراح الأسرى ووقف إطلاق النار على غزة.
وأشار إلى أن التصعيد الحالي في غزة لن يؤدي إلى أي تقدم فيما يتعلق بإعادة الرهائن، لافتا إلى أن قطر حذرت منذ اليوم الأول من احتمال توسع الحرب في المنطقة.
وتابع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري: "وضع حد للحرب في غزة ليس مطلبا للشعب في غزة فحسب بل أيضا مطلبا إقليميا".
وقال عبدالرحمن إن قطر طرف وسيط وليست طرفا في النزاع ونحاول جسر الهوة، مضيفا: "دورنا هو الوساطة ومحاولة جسر الهوة والتقريب بين الأطراف وليس لنا دور أكثر من هذا".
من جانبه قال القيادي في حماس، أسامة حمدان، أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو غير جاد للوصول إلى تسوية ووقف إطلاق النار ولا يعنيه أن يقتل الأسرى في غزة.
وأضاف حمدان خلال مؤتمر صحفي:" حتى اللحظة لم يصلنا أي شي عن مبادرات نشرت عبر وسائل إعلام عبرية، وما يصدر عن إعلام العدو بشأن صفقة مرتقبة هدفه إرضاء أهالي الأسرى لدى المقاومة.
وتابع: "قدمنا مبادرات وأفكار محددة بشأن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار لكنها قوبلت بالمراوغة من الاحتلال الإسرائيلي.
وذكرت شبكة "إن بي سي" الأميركية أنه جرى التوصل إلى تفاهمات حول اتفاق إطاري حول تبادل الأسرى ووقف مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة، خلال المباحثات الأميركية الإسرائيلية القطرية المصرية التي أجريت في العاصمة الفرنسية باريس، أمس، الأحد، على أن يتم عرض الاتفاق على حركة حماس، في وقت لاحق، اليوم، الإثنين.
ونقلت الشبكة الأميركية عن مصدر قالت إنه مطلع على المحادثات في باريس أن "المفاوضين من إسرائيل والولايات المتحدة وقطر ومصر اتفقوا على إطار عمل لصفقة جديدة للإفراج عن الرهائن"، في إشارة إلى المحتجزين الإسرائيليين لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة المحاصر.
وقال المصدر إن "الاتفاق (المحتمل) سيشهد إطلاق سراح الرهائن الأميركيين والإسرائيليين المتبقين على مراحل، تبدأ بالنساء، ما سيترافق مغ توقف تدريجي للقتال وتوصيل المساعدات إلى غزة، إلى جانب تبادل الأسرى الفلسطينيين". وبحسب التقرير، فإنه "سيتم تقديم مسودة (اتفاق محتمل بناء على تفاهمات باريس) إلى حماس اليوم (الإثنين)".
وأمس، الأحد، أجرى مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، وليام بيرنز، محادثات في العاصمة الفرنسية، باريس، بمشاركة رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية، عباس كامل، ورئيسي الموساد، دافيد برنياع، والشاباك، رونين بار.
وأشار التقرير إلى إصرار حركة حماس على وقف فوري ودائم لإطلاق النار للموافقة على أي صفقة جديدة، الأمر الذي سيكون بمثابة عقبة كبيرة أمام إمكانية التوصل إلى اتفاق نهائي.
"الإفراج عن نحو 40 محتجزا إسرائيليا خلال 40 يوما من الهدنة"
وبحسب موقع "واللا" الإسرائيلي، فإنه جرى الاتفاق في باريس على "مخطط من ثلاث مراحل سيتم تقديمه إلى حماس، سيتم بموجبه، في المرحلة الأولى، إطلاق سراح 35-40 محتجزًا إسرائيليًا، بما يشمل النساء وكبار السن والذين بحالة طبية صعبة".
وأفاد التقرير، نقلا عن مسؤولين إسرائيليين وقطريين، بأن المخطط يشمل هدنة لمدة ستة أسابيع، وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين، ولفت إلى أن كابينيت الحرب الإسرائيلي سيناقش هذا العرض في جلسة يعقدها مساء اليوم.
ووفقا للتقرير، فإن المرحلة الأولى مفصلة في إطار المخطط الذي تم التوافق حوله، في حين لم يتم الاتفاق على تفاصيل المرحلتين التاليتين، وجرى بحثهما بشكل عام، على أن يتم التفاوض بشكل منفصل بشأنهما خلال الأسبوع السادس من الهدنة.
ونقل التقرير عن مسؤول إسرائيلي قوله إن "الهدف هو البدء في المرحلة الأولى مع تفاهمات أولية بشأن المرحلتين الثانية والثالثة". ووفقا للتقرير، فإن "المرحلة الثانية ستشمل الإفراج عن الرجال (الجنود والمدنيين الذين تقل أعمارهم عن 60 عاما)".
وتشمل المرحلة الثالثة تسليم جثث محتجزين قتلوا في الأسر. وسيتم تحديد عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم تحريرهم مقابل كل أسير إسرائيلي، في كل مرحلة، فيما لم يتم التوصل إلى تفاهمات بشأن مدة الهدنة في المرحلتين الثانية والثالثة.
وأوضح التقرير أنه سيتم عقد اجتماع في العاصمة المصرية القاهرة، في الأيام المقبلة، مع كبار المسؤولين في حركة حماس، لمناقشة الخطوط العريضة للاتفاق المحتمل. وسط ترجيحات إسرائيلية بأن تقدم حماس ردها على هذه التفاهمات خلال 24-48 ساعة.
تقارير متضاربة
وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن المرحلة الأولى من الصفقة المحتملة تشمل هدنة لـ45 يوما في قطاع غزة، تتضمن الإفراج عن 35 محتجزا إسرائيليا لدى فصائل المقاومة، مقابل الإفراج عن ما يتراوح بين 100-250 أسيرا فلسطينيا مقابل كل "رهينة".
وأضافت القناة أن ذلك سيشمل أسرى مدانين بقتل إسرائيليين؛ مشيرة إلى أن العدد الإجمالي للأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم قد يتراوح بين 4 و5 آلاف أسير فلسطيني. وقالت إن ذلك يشمل زيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
وفي أعقاب التقارير عن إمكانية أن تؤدي صفقة محتملة على غرار تلك التي استعرضتها القناة 12، إلى "تفكك الحكومة الإسرائيلية"، سارع مكتب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إلى نفي "التقارير حول تفاصيل الصفقة"، وقال إنها تتضمن "شروطا غير مقبولة على إسرائيل".
[email protected]