عقدت الجامعة العربية الأمريكية في جنين وتحت رعاية رئيس مجلس أمنائها عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الدكتور محمد اشتية مؤتمرها الدولي الثاني تحت عنوان "تحويل الصراع وبناء السلام في فلسطين: الواقع والتحديات"، بمشاركة نخبة من السياسيين والأكاديميين والباحثين والمثقفين من فلسطين وأوروبا والامريكيتين.
ويهدف المؤتمر الثاني الذي تستضيفه الجامعة العربية الامريكية على مدار يومين ويأخذ صبغة أكاديمية سياسية اقتصادية لإيجاد مساحة فكرية لتسليط الضوء على عدة محاور أبزرها "قضايا لب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، و"دور المجتمعات المدنية والسياسية والأنظمة السياسية في تحويل الصراع، و"حركات السلام والحركات اللاعنفية"، و"القانون الدولي ودوره في تحويل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، و"الصراع غير المتكافئ بين إسرائيل والفلسطينيين والعنف البنيوي والثقافي المباشر".
كما يسعى المؤتمر لتدويل الجامعة العربية الأمريكية وشبكها أكاديميا وعلميا وبحثيا مع العديد من مراكز الدراسات المتخصصة في ميادين دراسة الصراع والحرب والسلام في العالم.
اشتية: لا بد من مؤتمر دولي لإنهاء الاحتلال
وافتتح المؤتمر رئيس مجلس أمناء الجامعة العربية الامريكية الدكتور محمد اشتيه بكلمة طالب فيها بمؤتمر دولي للسلام يهدف لإنهاء الاحتلال، تكون مرجعيته القانون الدولي وقرارات الامم المتحدة، وأن يكون بديلا لطاولة المفاوضات الثنائية.
وأضاف: ان الفلسطينيين يواجهون الاحتلال سياسيا واقتصاديا وقانونيا، وذلك من خلال التوجه الفلسطيني إلى مجلس الأمن الدولي للحصول على قرار لإنهاء الاحتلال خلال فترة زمنية والاعترافات السياسية بفلسطين، واقتصاديا بدعوة العالم لمقاطعة إسرائيل اقتصاديا، وقانونينا بمحاسبة إسرائيل في المحاكم الدولية بما فيها الجنائية الدولية.
وتابع: الرئيس محمود عباس يحاول التحرر من الامر الواقع الذي تفرضه إسرائيل بتدويل الصراع، الرئيس يدير معركة يقيسها بالمليمتر لكي لا نقع بالأخطاء التي وقعنا بها من قبل، ونتعلم من الأخطاء الماضية، وكسر الأمر الواقع وكسر المقولة التي تقول إما مفاوضات وإما مفاوضات، فالأمر الواقع يعني أرضنا منقوصا منها ألفي دونم ومضافا عليها ألفي مستوطن مثلا، حتى بلغ عام 2015 عدد المستوطنين في الضفة الغربية والقدس الشرقية 651 الف مستوطن أي 21% من السكان، وحددت السلطة الفلسطينية على جغرافيا متآكلة بصلاحياتها وسلطة بلا سلطة."
وقال اشتية إن "إسرائيل تريد حسم عدة قضايا لقتل الدولة الفلسطينية، أولها في القدس، حيث أحاطتها بجدار فاصل، جعل 125 ألف فلسطيني خارج أسوار القدس، من أجل تهويد المدينة، وأنلا يزيد عدد الفلسطينيين عن 19% من السكان مع عام 2020" .
وثانيا بحسب اشتية، تريد إسرائيل أيضا "السيطرة على منطقة الأغوار الفلسطينية، والتي تشكل 28% من الضفة وتقول عنها: "يا تعطونا إياها يا بناخذها ".
أما ثالثا فأضاف: "المنطقة (ج) وتشكل 62 % من الضفة تريدها إسرائيل للاحتياطي الاستيطاني لتعزيز برنامج حكومة المتطرفين، ورابعا، فصل قطاع غزة عن الدولة الوطن، وإخراجه عن الجغرافيا الفلسطينية" .
أبو مويس: الهدف تدويل الجامعة وجعلها منصة فكرية لتحقيق السلام
وفي كلمته رحب رئيس الجامعة العربية الامريكية الأستاذ الدكتور محمود أبو مويس بالحضور الدولي والمحلي وقال: "اليوم وبحضور راعي المؤتمر معالي الدكتور محمد اشتية، أحد قادة فلسطين البارزين في الادارة والسياسة والاقتصاد، رئيس مجلس امناء الجامعة العربية الأمريكية، والأستاذ الدكتور ألب ارسلان اوزيرديم مدير مركز دراسات السلام والثقة والعلاقات الاجتماعية في جامعة كوفينتري في المملكة المتحدة، انقل لكم تحيات وتقدير الدكتور يوسف عصفور رئيس مجلس الإدارة، ونائبه المهندس زهير حجاوي، وأعضاء مجالس الادارة والأمناء، والعمداء وأسرة الجامعة، متمنين لكم طيب الاقامة والنجاح لمؤتمركم".
وأضاف، "أرحب بكم في مدينة جنين هذه المدينة الكنعانية العريقة ذات الجو المعتدل والتي تصل داخل فلسطين بساحلها، واغوارها بجبالها، والتي أنشئت حوالي عام 2450 ق.م. والذي اكتشف الدكتور البرت جلوك أستاذ الاثار الامريكي الراحل بقايا سور قلعتها القديمة التي لا تزال بعض حجارته الضخمة ماثلة للعيان حتى وقتنا الحاضر، وقد ورد اسم جنين في المخطوطات المصرية القديمة والبابلية والآشورية وفي التوراة والانجيل، ولا أدل على ذلك من كنيسة مارجرجس في برقين، رابع اقدم كنيسة في العالم بعد المهد والبشارة والقيامة، وخامس مكان مقدس لدى أخوتنا المسيحيين، حيث قام السيد المسيح بمعالجة عشرة من البرص في مغارتها أثناء رحلته من الناصرة باتجاه مدينة القدس".
وقال الأستاذ الدكتور أبو مويس: "أهلا بكم في الجامعة العربية الأمريكية وهي تحتضن المؤتمر الدولي الثاني حول "تحويل الصراع وبناء السلام في فلسطين: الواقع والتحديات"، حيث يأتي تخطيط وتنظيم هذا المؤتمر على ضوء النجاح الباهر الذي حققه المؤتمر الدولي الأول الذي انعقد في بداية حزيران من العام المنصرم، ليعزز مكانة الجامعة العربية الامريكية عالمياً، حيث يشارك في هذا المؤتمر العديد من الشخصيات العلمية والاكاديمية من احدى عشرة دولة وهي: فلسطين ، الولايات المتحدة الامريكية، المملكة المتحدة، تركيا، نيجيريا، المانيا، فرنسا، اسبانيا، ايرلندا، الباكستان، وإيطاليا".
وأضاف، "يسعدني ويشرفني أن اشير الى أن هذا المؤتمر قد تحول الى تقليد سنوي، يندرج تحت سياق الحقل المعرفي ل "تسوية الصراعات وبناء السلام" الذي بادرت اليه الجامعة العربية الامريكية، وكانت السباقة، ليس فلسطينياً فحسب، بل على صعيد الوطن العربي برمته".
وتحدث عن نشاطات الجامعة العربية الامريكية في الحقل المعرفي من خلال برنامج التبادل الاكاديمي مع جامعتي كوفينتري في المملكة المتحدة، وجامعة كادر هاس في اسطنبول، والذي أشرف على نهاية سنته الثالثة، مؤكدا أنه حقق نجاحاً كبيراً تجلى في تعزيز علاقات التعاون الاكاديمي والبحثي والعلمي بين الجامعات الثلاث، وانبثق عنه تخطيط وتنفيذ برنامج الماجستير في "تسوية الصراع والتنمية" في الجامعة العربية الامريكية، واصدار كتاب حول "الربيع العربي" واعداد كتاب آخر لوقائع المؤتمر الدولي، والذي سيصدر في نهاية هذا العام من دار النشر "راوتليج" في المملكة المتحدة.
وبين ان الجامعة تعمل ايضاً، على تقديم مقترح مشروع بحث مشترك مع جامعة غوتنبرغ في السويد، وجامعة كوفينتري سيشارك فيه خمسة باحثين من الجامعة العربية الامريكية، وبهذا الخصوص تشرفت الجامعة هذا الشهر بزيارة البروفيسور مايكل شولتز أحد أبرز الباحثين في معهد الدراسات العالمية في جامعة غوتنبرغ لمناقشة الامر ورسم الخطوط العريضة لهذا التعاون المستقبلي والذي سيستمر لمدة أربع سنوات.
واكد ان نشاط الجامعة المتميز وما حققته من انجازات في ميدان "تسوية الصراعات والتنمية" في فترة زمنية قصيرة نسبياً قد عزز ثقة المؤسسات العالمية بقدراتنا على التعامل معها مهنياً وعلمياً وتعليمياً وبحثياً وفتح الطريق امامنا نحو تدويل الجامعة، حتى نستطيع طرح قضيتنا بنصابها الصحيح، وأشار ان الجامعة استقبلت هذا الشهر ايضاً كبيرة المستشارين حول الصراع الاسرائيلي-العربي من معهد دراسات السلام في واشنطن، التابع والممول كلياً من الكونغرس الامريكي، والتي زرات الجامعة للاطلاع عن كثب على برنامج الماجستير في تسوية الصراعات والتنمية، والتقت طاقم من الاساتذة وعدد من الطلبة، وتمخضت هذه الزيارة عن دعوة لعدد من اساتذتنا لحضور احد اهم واكبر نشاطات هذا المركز الا وهو المؤتمر الدولي للمعهد، الذي سيعقد بالتعاون مع معهد "كروك لدراسات السلام الدولية" هذا العام في جامعة نوتردام في ولاية انديانا الامريكية.
وأوضح ان نشاطات وانجازات الجامعة المتعددة، تؤكد اصرارنا الاستراتيجي للمضي قدماً في دعم هذا البرنامج المتميز لما له من دور في تدويل الجامعة، وطرح قضيتنا بامتياز على المنصات الدولية.
وختم الأستاذ الدكتور أبو مويس حديثه قائلا: "أتقدم بالشكر والتقدير للقائمين على اعداد وتنظيم هذا المؤتمر، واقول لمعالي الدكتور اشتية بان يبلغ اخوته في القيادة الفلسطينية وعلى رأسهم رئيس دولة فلسطين سيادة الرئيس محمود عباس ابو مازن أننا بتوجيهاتكم ومعكم وبكم نعمل ليل نهار على تنفيذ سياسات التمكين العلمي والبحثي والاقتصادي والاجتماعي نحو تحقيق الهدف المنشود بإقامة دولة السلام على ارض السلام، دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وعاشت فلسطين".
البروفيسور ألب: لا يمكن تصدير الديمقراطيات عبر نقلها في الطائرات العسكرية ومن خلال الجنود
وألقى مدير مركز الثقة والسلام والعلاقات الاجتماعية في جامعة كوفنتري البريطانية المتحدث الرئيس في المؤتمر البروفيسور ألب ارسلان اوزوردم، كلمة ركز فيها على سؤال: لماذا نفشل في بناء السلام؟، حيث قال: "تفشل 40% من عمليات بناء السلام في العالم بعد 3 سنوات من اطلاقها، وتفشل 60% من عمليات بناء السلام بعد 5 سنوات، والسبب هو عدم حل المشاكل الاساسية لان التمويل الدولي لدعم جهود السلام يذهب الى قضايا بعيدة عن احتياجات السكان على ارض الواقع والمتمثلة ببناء العائلات، والعمل لتطوير حياة الافراد".
وأضاف "ما يجري من عمليات تصدير الديمقراطيات عبر نقلها من طائرات ومن خلال الجنود الى السكان، أمر أثبت فشله وخلق جو عام من عدم قبول المجتمعات لهذه المفاهيم، وأن العالم يتعامل مع عمليات بناء السلام مثلما تعامل مع سفينة التيتانيك، حيث بنوا عليها توقعات كبيرة وعالية ولم يتحسبوا للأمور التي يمكن ان تحدث لها، فاصطدمت بجبل الجليد في المحيط وغرقت، وهو كما يحدث في عمليات بناء السلام التي يتوقع منها القائمون عليها النجاحات الباهرة لكنهم يفشلون لكونهم لا يضعون في اعتبارها اشياء في صميم نجاح عمليات بناء السلام".
وأكد ان القائمين على عمليات السلام لا يعرفون من أين تأتي المشاكل والمعيقات وهو نوع اسماه "السلام السلبي"، مشيرا الى ضرورة اعداد استراتيجيات خاصة بالسلام شريطة ان تكون ضمن علاقة تكاملية بين الديمقراطية واقتصاد السوق بهدف استدامة بناء السلام في مناطق النزاعات.
وأضاف البروفيسور ألب أن هناك مشاكل كثيرة في عمليات بناء السلام مرتبطة بالتمويل من ناحية، ووجود اجندات دولية خاصة من ناحية اخرى، فهناك مؤسسات تعمل باسم السلام لكنها لا تؤمن بالسلام ولا تعمل له، كالسلام الليبرالي والاقتصاد القائم على اقتصاد الحرب الذي يعمل على استمرار الصراعات لأغراض تجارية حيث يجني المستفيدون منه ارباح كبيرة.
ورأى ان أحد عوامل فشل جهود السلام مرده تجاهل وعدم التعامل مع القضايا الحقيقية التي نشب على اساسها الصراع، وطالب بضرورة تبني مفاهيم جديدة في التعامل مع الصراع العربي الإسرائيلي، مشيرا الى ان مصطلح حل الصراع أصبح ضيق ولا يحل المشاكل، انما يقوم على تحويل الصراع لمساحات اخرى، واوضح أنه علينا تخطي المفاهيم المسيطرة علينا وانجاز فهم جديد للصراع بحيث لا نعيد ونكرر ذات الأخطاء والبحث عن طرق مختلفة للتفكير في السلام وبناءه، واكد ان امام المؤتمر من خلال أبحاثه والنقاش الذي يثريه طريق مهم للوصول لصياغة فهم واضح لبناء السلام.
الجلسة الأولى
وتخلل اليوم الأول للمؤتمر ثلاث جلسات نقاش حملت الأولى التي ترأسها الدكتور مفيد قسوم من الجامعة العربية الامريكية عنوان "قضايا لب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، وتحدث فيها كلا من الدكتور جاد اسحق من معهد الأبحاث التطبيقية القدس / اريج حول محور "الاستيطان وعامل الحدود: المناورة الإسرائيلية لرسم حدود الدولة الفلسطينية" وتطرق لموضوع قيام الدولة الفلسطينية واضحة المعالم والحدود والجغرافيا والعاصمة، مؤكدا انه امر حتمي وخطوة طبيعية تلي انهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتطرق الدكتور جمال حنايشة من الجامعة العربية الأمريكية في ورقته البحثية التي جاءت بعنوان "مستقبل اللاجئين الفلسطينيين في المفاوضات النهائية: تصورات وحلول"، لفحص وتحليل الجوانب المختلفة لقضية اللاجئين في أبعادها الرئيسة الثلاثة، التاريخي، والقانوني، والسياسي وصولاً لاستشراف التوجه أو السياسة التي من المفترض انتهاجها في البحث عن الحل الذي يجب أن تتوافر فيه الديمومة والقبول والشمولية وقابلية التطبيق العملي، أما الدكتور بشير بشير من القدس، فتناول في ورقته المقدمة بعنوان "تحييد التاريخ في المجتمعات حادة الانقسام"، استكشاف المحاولات لتحيد التاريخ والذاكرة في المجتمعات المنقسمة تاريخيا وتطبيقه على السياق الاسرائيلي الفلسطيني، وبحثت الدراسة الجهود غير الناجحة للوصول الى السلام التي لا تأخذ بعين الاعتبار التاريخ والذاكرة، واقترح سياسة بديلة لنهج المصالحة، وفي ورقته بعنوان "العنف البنيوي الإسرائيلي : الدولة الصهيونية، الجيش الصهيوني، الاستيطان الكولونيالي والمجتمع الإسرائيلي الصهيوني"، قدم الدكتور زهير صباغ من جامعة بير زيت دراسة نقدية للعنف السياسي الصهيوني، وتأثير التطبيق العملي للعنف الصهيوني في فلسطين من خلال تحليل المؤسسات والهياكل الصهيونية، كما توجز الورقة افاق تحويل الصراع في المستقبل.
الجلسة الثانية
اما الجلسة الثانية التي ترأسها الدكتور احمد أبو زينة من الجامعة العربية الامريكية وحملت عنوان "القانون الدولي ودوره في تحويل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني" قدم فيها كلا من البروفيسور بريفان جوتسيناي من تركيا ورقة بحثية بعنوان "النقاش حول تأهل فلسطين لمكانة الدولة في القانون الدولي" وتطرق للنقاش الدائر حول تأهل فلسطين لمكانة دولة وما يترتب عليه من آثار قانونية دولية، وفي مداخلته تحدث الدكتور رزق سمودي من الجامعة العربية الأمريكية حول الاحتلال الحربي الممتد : إعادة تفكير الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، اما الدكتور سعيد أبو فارة من الجامعة العربية الأمريكية فقدم ورقة بحثية بعنوان: الاثار القانونية لانضمام فلسطين لمحكمة الجنايات الدولية ودورها في تحويل الصراع، وتناول فيها الاثار القانونية المترتبة على انضمام فلسطين الى المحكمة الجنائية الدولية في ظل الانتهاكات المتواصلة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي لحقوق أبناء الشعب الفلسطيني، كما انها تبحث في الطبيعة القانونية لفلسطين المحتلة خاصة بعد اعتراف المجتمع الدولي بفلسطين كدولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة، وشاركت الدكتورة تاتيانا كاردوسو سكويف من البرازيل بورقة علمية بحثية بعنوان: " الاعتراف بفلسطين كمعلم ومؤشر لنظرية الاعتراف"، حيث اشارت فيها الى انه في القانون الدولي الاعتراف بدولة ما هو الا تعبير سياسي يحمل اهمية قانونية لوجود تلك الدولة، وناقشت الورقة ثلاث تغيرات محتملة لنظرية الاعتراف بموجب القانون الدولي في قضية فلسطين، وقدمت الدكتورة هيلاري كيبنز من الولايات المتحدة الأمريكية ورقة حول: إعادة تفعيل القانون الدولي لمستقبل الأطفال في الأراضي الفلسطينية المحتلة" ناقشت فيها كيف انتهكت اسرائيل القانون في معاملتها للأطفال الذين يعيشون في الاراضي الفلسطينية المحتلة، وما يؤثر على ديمومة الصراع.
مقابلات خاصة مع الأجانب المشاركين في المؤتمر
د.دييكو هيدالاغو من اسبانيا: "محاضر في الجامعات الاسبانية"
أصبحت الجامعة العربية الامريكية مساحة جيدة لجذب الناس والباحثين ومكان لالتقائهم، كما ان الجامعة تمتاز بموقع خاص وفريد في شمال الضفة الغربية حيث يسمح لها ذلك ان تكون نقطة للتنوع الطلابي حيث يصلها طلاب من فلسطين 48 لديهم الرغبة للتعلم والتعرف على القضايا المرتبطة بالصراع كالتي يطرحها المؤتمر، كما ان الجامعة تلعب دور كبير في مجال البحث العلمي فقد أظهرت ان لديها عدد كبير من الأكاديميين المختصين والطلبة القادرين على مناقشة القضايا المرتبطة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويرى دييكو ان المختلف في المؤتمر الثاني هو اشراك لكم كبير من الطلبة وتحديدا طلبة الدراسات العليا في مجال الصراع والتنمية فالجامعة أسست العام الماضي المؤتمر الأول وهاهي تستكمل هذا التأسيس عبر برنامج الماجستير ومؤتمر دولي سيتكرر.
أ. اورلي بركيرهوف "المانية من جامعة كوفنتري" طالبة دكتوراه في مركز دراسات الثقة والسلام والعلاقات الاجتماعية":
تعتبر هذه الزيارة الأولى لفلسطين وتفاجأت جدا من الجامعة كمكان من ناحية مساحتها كبيرة وجميلة ومنظمة، وأضافت كانت معنية ان تأتي لفلسطين وتشارك في المؤتمر في رحاب الجامعة كي تحصل على تعليقات ونقاشات من الجمهور فالجمهور هو ملهمها الأكبر وان تريد ان تشارك الجمهور مع افكارها كي يتم صقل فكرتها البحثية "وبحثها عن مقاومة الاستهلاك في فلسطين " وتقول: ان المؤتمر الدولي مهم لفلسطين والباحثين الفلسطينيين لكونها قضيتهم حيث يجلب المؤتمر الباحثين المهتمين للتفكير مع بعض حول المستقبل وكيف نحقق أحلام السلام والعدل فهي تحلم بمستقبل واحد لفلسطين واحدة.
د.ماريسا ماكلنشي "إيرلندية" زميل باحث في جامعة كوفنتري:
تعتبر زيارتها لفلسطين الزيارة الأولى وترى ان المؤتمر فرصة جيدة لالتقاء الباحثين المهتمين في قضايا الصراع والسلام كما ان المؤتمر يلعب دورا كبيرا في تسليط الضوء على قضايا مهمة من جنسيات مختلفة وقضايا تتشاركها الناس حول العالم تضيف انا كايرلندية امتلك قضية تشبه القضية الفلسطينية وفرصة وجودي في الجامعة والمؤتمر هي نوع من المشاركة العلمية والتعرف على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على صعيد شخصي فالحضور للجامعة العربية الامريكية والمشاركة في المؤتمر الدولي هي افضل طريقة للتعلم والتعرف على فلسطين واعتقد ان الفلسطينيين بحاجة الى ان يتم التعرف عليهم عن قرب، ورأت ان الجامعة مفرحة في شكلها وان الجميع فيا من طلبة وأكاديميين يمتلكون روح المساعدة والمبادرة، وأكدت انها ستحمل ما تراه من مشاهد وطيبة ومعاناة لأشخاص اخرين في بلدها من جنسيات مختلفة فالمؤتمر يقوم بدور نقل المشاعر والقضايا والمواقف ويساعد على التعريف بعدالة القضية الفلسطينية.
بروفيسور جون بال الولايات المتحدة الامريكية:
يقول ان زيارته الثانية الى فلسطين وهي فرصة مثالية لخلق صداقات جديدة ولتعميق معرفته أكثر بواقع الصراع العربي الإسرائيلي، وان المؤتمر جيد من ناحية الاعداد والتنظيم فحجم الجهد المبذول في اعداد المؤتمر يدلل على اهتمام الجامعة وعلى عمق رؤيتها نحو المؤتمر، ويهدف من خلال مشاركته في المؤتمر الى التعلم أكثر عن واقع الحياة في فلسطين لرؤية الصراع على حقيقته كما ان وجوده في مبنى الجامعة الجميل والحديث والعصري في ظل استقبال الحافل واللطيف يدفع بمزيد من الدفء اتجاه الشعب الفلسطيني.
ويرى بال ان البحث في مجال قضايا الصراع يساعد على التخلص من مسببات ذلك الصراع كما انه يساعدنا على وضع المعايير لما نريد من سلام ويساعدنا أيضا على فهم الأشياء التي لم تتحقق ويساعدنا أيضا على معرفة الشيء الذي نريد تحقيقه، ويعتبر بال الصراع بأنه علم حديث يعلمنا أشياء كثيرة ويجعلنا متفائلين فالهدف هو ان نقيس الواقع بطرق علمية مهنية رصينة.
د. ايما هيود من جامعة كوفنتري من كلية الاعلام:
ترى هيود ان المؤتمر ممتع وغني ومليء بالعواطف فموضوع الصراع كحقل معرفي مهم للغاية كما تضيف ان تجربتها فيلا المؤتمر وفي زيارتها الأولى لفلسطين كانت تعني لها انها ترى الصراع بعيونها هي فيما كانت في السابق ترى الصراع من خلال وسائل الاعلام والفضائيات التي لا تقدم صورا كاملة عن الواقع في فلسطين فهذه الزيارة فرصة مثالية لكل باحث مهتم في قضايا الشرق الأوسط، وتعبر هيود عن دهشتها من الجامعة فهي تبدو متنوعة وغنية ومليئة بالاختلاف فالطلبة مختلفين في كل شيء في اللباس والشكل في المواقف السياسية وهو ما يجعلها نشيء العديد من الأصدقاء الدافئين والمرحين.
[email protected]