أسفرت المواجهات التي استمرت حتى منتصف الليلة الماضية في ميدان "رابين" بوسط تل أبيب عن اصابة العشرات بجروح طفيفة معظمهم من أفراد الشرطة. وتم نقلهم إلى بعض المستشفيات للمعالجة.
وقد اندلعت هذه المصادمات بعد ان حاول المتظاهرون اقتحام مبنى بلدية تل أبيب، حيث القوا اغراضا مختلفة وألعاب نارية وحجارة على أفراد الشرطة الإسرائيلية، ورددوا هتافات مناوئة لهم احتجاجا على طريقة التعامل العنصرية التي تمارسها الشرطة مع أبناء الطائفة. كما قام بعض المتظاهرين بقلب سيارة بوليسية والحقوا اضرارا بدكاكين وسيارات أخرى. واستخدمت قوات الشرطة الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين. وجرى اعتقال 43 متظاهرا على ذمة التحقيق، حيث أطلق سراح معظمهم وبقي في الحبس 19 متظاهرا – سيتم احضارهم لتمديد اعتقالهم على ذمة التحقيق في محكمة صلح تل أبيب-يافا اليوم.
وقرر المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، الجنرال يوحنان دانينو، "تشكيل طاقم تحقيق خاص في أحداث هذه المظاهرة، مقابل القبض على كافة المتورطين في أحداث العنف لتقديمهم للمحاكمة"، حسب قوله. وأكد دانينو انه "لن يسمح بالتظاهر دون الحصول على ترخيص"، منوها إلى أنّ "صبر الشرطة قد نفد بعد أن استغلت مجموعات عنيفة من المتظاهرين تحلي قوات الشرطة بضبط النفس وقامت بأعمال عربدة وبلطجة"، وفق وصفه.
وذكرت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا السمري في بيان وصل "معا"، أنه "استمرارا لاعمال الشغب والتخريب والعنف والاخلال بالنظام المختلفة التي قام بها المتظاهرون الذين شاركوا في تظاهرة المواطنين اثيوبيي الاصل بتل أبيب والتي انتهت في نحو ساعات منتصف الليلة الماضية وتضمنت فيما تضمنت تهشيم واجهات زجاجية لمحال تجاري في شارع "ابن جبيرول" مع الحاق اضرار بمظلات محال تجاري آخر اضافة لالحاق اضرار بدراجة نارية شرطية ثقيلة وحتى قلب مركبة دورية شرطة من قبل المتظاهرين مع تهشيم زجاج مركبة دورية أخرى وغيرها من أعمال التخريب والعنف والشغب، يشار إلى أنه وصل مجمل عدد المعتقلين خلالها الى نحو 43 مشتبه مع اصابة 56 شرطيا بصورة طفيفة، ما عدا واحد بصورة متوسطة، كما ووفقا لمعطيات الاسعافات الاولية أحيل من هناك للعلاج بالمستشفيات 12 من مشاركي التظاهرة، كما ومن المتوقع تنفيذ اعتقالات اخرى لمشتبهين اضافيين لاحقا".
من جانبه، علق النائب أحمد الطيبي (القائمة المشتركة) على المظاهرة وتعامل الشرطة الإسرائيلية مع المتظاهرين على صفحته على الفيسبوزك قائلا: "أغلقوا شارع ايالون. ورموا الحجارة، وخنقوا تل ابيب. لم يكن هناك قناصة ولم يقتل أي متظاهر اثيوبي، وحسنا هكذا. لا يوجد قناصة ولا قتلى... "حلم" كل متظاهر عربي ان "يكون اثيوبيا ولو لساعة".
وأضاف الطيبي: "تصوروا لو شبابنا العرب اغلقوا ايالون؟! ليس وادي عارة وانما ايالون... وطبعا نحن ضد عنصرية الشرطة وعنفها وبطشها ضد أي مواطن وضد الاثيوبيين، الذين صوّت أغلبهم لليمين وتماهوا مع جلّادهم الذي يحتقر لون بشرتهم. الشرطي العنيف الذي يستعمل القوة ضد المتظاهر العربي سيكون عنيفا ضد الجميع. كفى عنصرية".
[email protected]