عرفت المرحوم رحمه الله الاستاذ المربي محمود نعامنة "أبو المأمون" في سنة 1975 عندما كنت طالبا في جامعة حيفا سنة أولى في قسم اللغة العربية واللغة الإنجليزية.
أبو المأمون درس اللغة العربية والتقينا عندها في مساقين ،"الدين الاسلامي"،"والتاريخ الاسلامي"، والمحاضرة كانت يهودية واستفزت الطلاب من خلال الإساءة للنبي محمد عليه السلام،وتوجه أبو المأمون للمحاضره قائلا لها "لماذا الإساءة للرسول،نتوخى منك الموضوعية والمهنية وأنت مدفوعة بالكراهية".
انا كنت في جيل 18سنة وعدد من الأشهر وعضوا في لجنة الطلاب العرب.هذا وتم القرار أن نضرب وأن لا ندخل محاضراتها وتوجهنا مع أبو المأمون لرئيس قسم اللغة العربية عندها للمرحوم الاستاذ الدكتور جورج قنازع وتفهمنا، مع ابتسامته العريضة وتواضعه وإنسانيته .
هذا وأصبحت المحاضرة واسمها "جلازمن" أكثر حذرة في باقي المحاضرات.
وأعود الى المرحوم محود نعامنة حيث بدأت نربطني معه علاقة مميزة ،وعاملني كأخيه الصغير وحدثني أنه يدرس اللغة العربية في المدرسة الزراعية في الرامة وعمل رئيسا للمجلس المحلي في عرابة عندما تم الاعلان عن الثلاثين من آذار سنة 1976 يوم إضراب ا حتجاحا على مصادرة منطقة المل-سخنين-، تذكرت مواقفه الوطنية ودوره في يوم الأرض الخالد. هذا وفي سنة 1976 سكنت في مساكن الطلبة شرق مبنى الجامعة واعتدت ان أعود للبيت يوم الخميس مساءا بعد انتهاء المحاضرات الساعة الثامنة وسألني عندها المرحوم"حبيبي كيف بتروح لسخنين" وأجبته "باخذ باص للهدار ومن ثم تاكسي لسخنين"،وعندها قال لي"حبيبي بتروح معي"وفعلا كل يوم خميس اعتدت ان أعود لسخنين في سيارة المرحوم "فولسفاكن حيبوشيت" .
في الطريق تحدثنا الكثير وعرفت المرحوم عن قرب،يقول كلمة الحق،الواضح ،الوطني،الصريح،صاحب المواقف،
وأذكر يوما في شهر كانون الثاني من سنة 1976 وكالعادة في يوم الخميس،قال لي المرحوم "بدكو تيجو معي لعسفيا، في شخص من عرابة عند اصدقاء في عسفيا زعلان من أحد أقاربه وبدي يرجع للبيت في عرابة"،هذا وذهبنا لعسفيا وتحدث مع الشخص وأعاده لعرابة ،وأثناء العودة قلت للمرحوم"أمي اسا قلقانة عندما وصلنا الساعة الثالثة مع الفجر"،ولم يكن معنا كاليوم "الجوال،تلفون"،وعدت للبيت وأمي رحمها الله تنتظرني بفارغ الصبر.
رحمك الله يا أبا المأمون المرحوم محمود نعامنة وأسكنك الله فسيح جناتك والعزاء بعملك الطيب.
[email protected]