"مرعي حيادري"
تتميز الانتخابات للسلطات المحلية العربية بالحرية الشخصية لأختيار احد المرشحين للرئاسة في البلد الواحد، بالإضافة لقوائم العضوية التي تخوض الانتخابات بقوائم مستقلة وأخرى داعمة للمرشح المناسب لها حتى يتم تحالفها مستقبلا مع الرئيس المنتخب الذي يجمع أكثر أصوات الأغلبية، وبعدها تتم المفاوضات بين المرشح الفائز ليشكلا نواة التحالف المستقبلي ولمدة خمس سنوات قادمة في العمل البلدي الهام للمواطن بشكل عام في تطوير مناحي البلد اقتصاديا، ثقافيا، عمرانيا، أجتماعيا، صحيا وكل ما يعني المواطن مصلحة جماعية وفق المفاهيم المجتمعية المتفق عليها..
الاختيارات المناسبة:_
______________
يحتكم مجتمعنا العربي إلى الترشيحات العائلية التي ما زالت تطفو على السطح من منطلق الكم من الأصوات التي تملكه تلك العائلات والتي تمكن المرشح من الاعتماد على قاعدة كبيره من الأصوات تفوق عدد أصوات اي عائلة صغيرة العدد التي لا يمكنها التنافس مع العائلات الكبيره، فمن هنا تبدأ نقطة التمييز الحاصل بين عائلة واخرى، واستسلام تلك العوائل الصغيرة لتبقى العوائل الكبيره ،حيث يتم تحالفها مع الرئيس من العائلة الكبيرة والأكثر حظا في التنافس والنجاح من خلال بناء قائمة عضوية يتم فرز مرشحيها بالتعاون فيما بينها بأغلب الحالات، حيث لا يتم الفرز الديمقراطي المتفق عليه، وهذا ما يسمى التنصيب الذي لا يفي بالغرض وانتخاب الأنسان المناسب في المكان المناسب..
المؤهلات:_
_______
المؤهلات الشخصية عامل من عوامل اللعبة الانتخابية الديمقراطية، حيث نلمس فيها عدم النزاهة والكفاءات اللازمة من أجل خوض الانتخابات في أغلب الحالات، طالما الترشيح عائلي محض، وهذا للأسف ما نلاحظه في أغلب المدن والقرى العربية من حيث العائلية والقوة الاقتصادية وعدم وجود الكفاءات المطلوبة من رؤساء واعضاء تم تعيينهم بطرق غير ديمقراطية وربما باستشارات عائلية من خلال الفند في داخل العائلة ، بحيث يتم الاتفاق على التناوب بين الفند والأشخاص في القائمة المرشحة تناوبا سنويا..! حيث تسود الأجواء بشكل عام عن عدم رضى مما
هو حاصل ،ولكن يجبر البعض على ذلك (مرغم أخاك لا بطل) على بلع السكاكين والسكوت والمضي تحت وطأة تلك اللعبة الانتخابيه العائلية بكل المفاهيم المجتمعية الرجعية، التي ما زالت تشد بنا نحو التخلف وعدم التقدم والازدهار بما نصبو اليه للبلد، لذلك نرى مدننا وقرانا في مسار التراجع سنوات بعد سنوات ، حيث
أن تلك الاختيارات الخاطئة أدت إلى ما نحن فيه، من تقهقر وما زال الحبل عالجرار..
الترسبات العائلية وتأثيرها
___________________
طبيعي جدا أن تلك الترسبات لها التاثير السلبي على المجتمع بحيث يتم اختيار غير موفق على المسار المهني ، ناهيك عن خلفيته الثقافية وتجربته الحياتية غير الكافية للمرشح بكل المناصب الرئاسية والعضوية التي جاءت من منطلق الاختيارات غير الملائمة لأولئك الاشخاص، ومع ذلك نصوت وننتخب من منطلق أن الناخب البسيط الذي يجهل حقيقة الأمور لغايات شخصية ومنافع ذاتية للأسف، وبالطبع الرئيس يتفق مع تلك الغايات
من منطلق الحفاظ على مصوتيه لمراحل قادمة، فيلبي مطامع أولئك الأشخاص أو المجموعة التي تسيطر على جوانب من العمل البلدي والتوظيفات والمناقصات
غير المهنية التي تؤدي إلى تفضيل عدم الكفاءات على أصحاب الكفاءات وبكل العمل البلدي، وعليه فينحصر العمل في الدوامة الذاتية التي تحبط نجاحات
العمل المتوخى من اي رئيس وتحالفه..
الوجوه الجديدة أمر حيوي
___________________
من خلال تجاربنا بهذا المشوار وعلى مدار سنوات نرى أن قرأنا ومدننا وبجماهيرها وعوائلها تعيد الكرة في الانتخابات والترشيح لنفس الأشخاص والوجه
سنوات تلو السنوات كما لو كنا في نظام رئاسي عربي أو ملكي وربما ديكتاتوري جاهلي للأسف، حيث تصدرت العناوين في قرانا ومدننا مئات وربما الالاف من أصحاب المراكز العلمية والشهادات الجامعية، وللأسف لم يتم اختيارها في ظل النظام العائلي..وهل يعقل ونحن في سنة ٢٠٢٣ وما زلنا لا نفسح المجال لشبابنا المثقف المتعلم ونعود إلى أجيال تقدمت في السن وكانت قد جربت نفسها سنوات لننتخبها ، ونقف سدا منيعا في إعطاء الفرص للجيل الجديد من الابناء..مؤسف جدا أن نرى تلك الصور القاتمة..!!
أنا طبعا مع التحديث وإعطاء الفرص
للوجوه الجديدة التي لم يتم حضورها في ما يسمى (أحزاب) وهي بداخلها ليست الا عائلية بحتة بكل المقاييس..
رئيس جديد مع أعضاء جدد وضخ دم حديث ،سيجعل البلد اكثر تطورا وحداثة،
ورؤساء الأقسام لا بد وان تتبدل بوجوه جديدة حتى تكتمل دائرة العمل بكل حداثة طواقمها.. علينا أن نؤمن في الانتماء والوفاء للبلد قيادة وموظفين
حتى يتم العمل بإخلاص ونجاح..
مع كل ماهو مؤلم تمنياتي بالتزام القانون والهدوء والسلم بعرس ديمقراطي يحقق ولو حلم بسيط للمواطن العربي في مدننا وقرانا العربية..اللهم سدد خطواتنا ويسر أمرنا والانتخابات يوم والبلدان العربية دوم..
**بالكرامة والمساواة نسطر كل جديد**
اللهم اني بلغت رأيي..وأن كنت على خطأ فيقوموني..
[email protected]