يسيطر على مناحي الحياة في قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة حالة من القلق والترقب لما ستؤول اليه الأوضاع الأمنية والعسكرية على ضوء التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة باغتيال قيادات من الفصائل، وفي مقدمتها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، رداً على تنامي العمليات المسلحة في الضفة الغربية مؤخراً ضد الجيش والمستوطنين.
وعلى الرغم من الاعتقاد الجازم لدى قادة "حماس" و"الجهاد" بجدية إسرائيل بتنفيذ تهديداتها، الا ان عجلة الحياة تسير بوتيرتها المعتادة باستثناء تدابير احتياطية وأمنية استثنائية اتخذتها "الفصائل" حول قادتها ومواقعها العسكرية التي اخلت معظمها تجنباً لاستهدافها، وتنفيذها لمناورات عسكرية مفاجئة يتخللها اطلاق صواريخ باتجاه البحر كان اخرها صاروخ تم اطلاقه من مدينة غزة باتجاه البحر قبل قليل، فيما يسير العمل بالشكل المعتاد في الوزارات والدوائر الحكومية التي تسيطر عليها حركة حماس وفق ما أكده مسؤولون لـ"الحمرا"
وبالتزامن مع حالة الترقب تتصاعد وتيرة التعزيزات العسكرية الإسرائيلية على الحدود بشكل ملحوظ مؤخراً، حيث رصد موقع "الحمرا" ونشطاء وسكان المناطق الحدودية حركة نشطة لجيش الاحتلال خلف الحدود مع تواجد متزايد وملحوظ للاليات العسكرية الثقيلة من دبابات ومدفعية.
ويراقب مقاتلون مسلحون محسوبون على حركة "حماس" من خلال مواقع مراقبة بدائية على امتداد الحدود هذه التحركات من خلال أجهزة رصد ورؤية متطورة تمكنهم من رصد تحركات قوات الاحتلال على بعد مئات وربما الاف الأمتار.
ويدعم الاحتلال تحشيده العسكري على الحدود المحصنة بجدران اسمنتية وأخرى فولاذية واسلاك شائكة بزج المزيد من الطائرات الحربية المقاتلة والتجسسية في سماء القطاع، حيث رصدت عناصر في الاذرع العسكرية من خلال أجهزة متطورة تمتلكها تحليق أنواع جديدة وخطيرة من طائرات التجسس المأهولة في سماء القطاع على ارتفاعات مرتفعة وأخرى انتحارية وتجسسية مسيرة على ارتفاعات متوسطة ومنخفضة.
وتثير هذه الطائرات الخشية لدى المقاومة بسبب قدرتها الفائقة على المباغتة والدخول في مناطق امنية عالية الحساسية، كما يقول مقاومون لـ"الحمرا".
وتعقيباً على هذه التحركات التي قد تكون مقدمة لتصعيد عسكري من جانب الاحتلال أكد مقاومون لـ"الحمرا" ان الاذرع العسكرية تتخذ اقصى الإجراءات الاحتياطية والأمنية لمواجهة التهديدات والذين وصفوها بالخطيرة والجدية، مشددين في الوقت ذاته على جهوزيتهم للدخول في معركة قاسية مع الاحتلال سيكبدونه خلالها خسائر فادحة.
وهدد القادة الإسرائيليون وفي مقدمتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باغتيال من وصفهم بالذين يقفون خلف العمليات الفدائية والعسكرية في الضفة الغربية مؤخراً والتي أدت الى مقتل عدد من المستوطنين والجنود.
ولمح هؤلاء بأن المستهدفين هم من حركة حماس وعلى رأسهم نائب رئيس الحركة الشيخ صالح العاروري بزعم وقوفه خلف تثوير العمليات العسكرية في الضفة.
[email protected]