يشكّل المُديرون أحد أعمدة الأساس في النظام الإداري، خصوصًا في السلطات المحلية، فهم حلقة الوصل بين القيادة المحلية وإدارة البلدية أو المجلس المحلي، وبين الموظفين والمواطنين، فهم من يعمل على ترجمة السياسات البلدية والمحلية وتنزيلها إلى أرض الواقع، ويلعبون دورًا هامًا يؤثر على حياة السكان اليومية.
يدور الحديث عن المنصب الإداري الأول الذي يشغله موظفون في أية مؤسسة، وفي غالب الأحيان لا يحصلون على التدريب اللازم لإشغال المنصب، رغم كونهم حلقة مهمة في الهيكل التنظيمي، فهم على دراية تامة بالشؤون التنظيمية وعلى تواصل دائم مع الحقل ومع الشؤون المرتبطة بالحياة اليومية. وعليه، فإن التدريب اللائق سيُكسبهم كافة المهارات والأدوات اللازمة لتحريك سيرورات العمل واسعة النطاق التي تعود بالفائدة على السكان والمجتمع المحليّ.
وقد أشار تقرير منذ العام 2020 الى أن الاستثمار في الموارد البشرية في السلطات المحلية، من شأنه تحريك المخططات واخراجها الى حيّز التنفيذ في السلطات المحلية بشكل أفضل، فهؤلاء المديرون والموظفون هم الذين يقدمون الرد للمواطنين ويستجيبون لاحتياجات السكان وهمومهم وتوجهاتهم بشكل يوميّ. وهم الذين يقدمّون الخدمات ويعملون على تحسين الخدمة على الصعيد المحليّ للمواطنين.
لهذا السبب وُلد برنامج لتأهيل المديرين المنبثق عن "مؤسسة شراكات إدموند دي روتشيلد" في بلدية أم الفحم، والذي يُقام للمرة الأولى في المجتمع العربيّ. يسعى البرنامج إلى تمكين وتقوية الحيّز المحليّ في إسرائيل، وتمكين مُديرين لتبوُأ المناصب الإدارية في السلطات المحلية، مع التشديد على الضواحي الجغرافية – الاجتماعية. في إطار البرنامج، سيحظى المتقدمون بتدريب وتأهيل للإدارة والتنمية الذاتية، سيبنون علاقات وشراكات مع مديرين من كافة القطاعات ويعملون على ايجاد حلول والتأثير على السيرورات والإجراءات الرسمية في البلدات العربية.
وتؤكد مؤسسة شراكات إدموند دي روتشيلد أنه بواسطة تأهيل المديرين وتدريبهم ومنحهم الأدوات والمهارات اللازمة، بث روح الريادة فيهم وتدريبهم على أن يكونوا قادة ومحركّي التغيير داخل المؤسسات التي يعملون فيها، وبالتالي تحسين الخدمات في السلطات المحليّة.
من جانبه أكد د. سمير صبحي – رئيس بلدية ام الفحم أن: "برنامج مجموعةِ القيادةِ الإداريةِ المهنيةِ المستقبليةِ لبلدية ام الفحم، والتي تمثّلُ مختلفَ الأقسامِ والوحدات في البلدية، وتقدّمه وتنفّذه شراكات ادموند دي روتشيلد جاء ضمن مشروع التميّز التنظيمي الذي فازت به بلدية ام الفحم، والذي يهدف إلى إعادة هيكلة المبنى التنظيمي في بلدية ام الفحم. وبرنامج القيادة الإدارية المهنية يأتي ترسيخًا لرؤية إدارة البلدية بالاستثمار في الإنسان، لأن الموظف هو رأسمال وثروة وكنز ام الفحم، بلدًا وبلديةً، وسيؤتي ثماره وسيعود بالنفع على مدينة ام الفحم ومواطنيها لا محالة".
وأضاف "بهذه المناسبة فإنني أعبّر عن مدى رضاي وفخري الكبير كون ام الفحم هي اول بلد عربي تتبنى هذا النهج وهذا البرنامج".
هذا ويشجع البرنامج على تطوير قيادات وإدارة محلية في البلدات العربية وتشجيع العمل المشترك، وذلك عبر لقاءات تدريبية وورشات جماعية تُعنى بموضوعات شتى بينها قيادة عملية التغيير، الإدارة الناجعة، توطيد الشراكات والنشاط داخل البلدات ومع منظمات متعددة. كما يحظى المشاركون بمرافقة شخصية من موّجهة البرنامج ومنتورينج شخصي من المسؤولين، ليكونوا جزءًا من شبكة محلية وقطرية من القادة الساعين لصنع التغيير والتأثير على القرارات المتخذة في بلداتهم.
وقد إنطلق البرنامج التدريبي الأول مدينة أم الفحم، إذ يضم الفوج الأول 16 مُديرًا ومُديرة من أقسام مختلفة من بلدية ام الفحم. ويتوقع أن يتم توسيع البرنامج في السنوات المقبلة ليشمل المزيد والمزيد من المديرين والمُديرات من شتى البلدات والسلطات المحلية العربية.
[email protected]