تجددت، اليوم الأربعاء، المواجهات بين أهالي الجولان وقوات الأمن الاسرائيلية، لليوم الثاني على التوالي، رفضًا لقرار الحكومة الإسرائيلية بإقامة مشروع عنفات الرياح (توربينات) لتوليد الطاقة على أراضيهم الزراعية.
وأصيب عدد من أهالي الجولان، من قنابل الصوت والغاز إثر قمع الشرطة الإسرائيلية لأصحاب الأراضي المستهدفة للمصادرة والمتضامنين معهم. وأصيب شاب جراء تعرضه لإطلاق نار من قبل شرطي في ساقه- ووصفت جراحه بالطفيفة.
وجاء في بيان صادر عن مستشفى "زيف" في صفد أن "3 أشخاص من مسعدة وصلوا لتلقي العلاج إثر إصابتهم من جراء المواجهات والاحتجاجات، بينهم رجل في الأربعينيات من عمره أصيب بجراح خطيرة جراء إصابته في رأسه، ومن المحتمل أن يتم نقله إلى مركز طبي آخر، وإصابة أخرى لشاب في العشرينيات من عمره أصيب بجراح خطيرة جراء تعرضه لإطلاق نار، وشاب ثالث (20 عامًا) أصيب برأسه وحالته متوسطة".
ونُقل مصاب رابع (29 عامًا) بواسطة مروحية إلى مستشفى "رمبام" في حيفا لتلقي العلاج، ووصفت حالته بالمتوسطة بعد إصابته في الوجه.
ووصلت قوات كبيرة ومعززة بالآليات وسيارة المياه العادمة الى الجولان وتحديدا في منطقة المواجهة مع اهالي الجولان، وتقوم هذه القوات بالتصدي لاهالي الجولان في انتفاضتهم ضد الاستيلاء على اراضيهم ونصب المراوح العملاقة على اراضيهم.
ويناشد وجهاء ومشاريخ الجولان الجميع التضامن معهم والوصول الى الجولان مطالبين بازالة المراوح من اراضيهم .
وتهدف شركة "إنرجيكس" إلى إقامة "مشروع المراوح" على الأراضي الزراعية التابعة لأهالي الجولان وفي محيط قرى مجدل شمس، مسعدة وبقعاثا، ويهدف المشروع على إقامة 35 مروحة فوق مساحة تعادل 4500 دونم محيطة بقرى الجولان.
وفي بيان صادر عن المتحدث باسم الشرطة للإعلام العربي جاء ما يلي: "إستمراراً لأعمال بناء التوربينات (مراوح توليد الطاقة) في شمال الجولان بعد توقيع العقود ودفع مبالغ طائلة لأصحاب الأراضي وللقيادة والسلطات المحلية التي تطالب بتنفيذ المشروع، قبل فترة وجيزة بدأ آلاف الدروز الذين وصلوا إلى المكان بأعمال شغب منها إلقاء الحجارة والمفرقعات وإلقاء زحاجات حارقة على قوات الشرطة العاملة هناك وتعريض حياة رجال الشرطة للخطر".
واضاف البيان: "رد افراد الشرطة ومحاربي حرس الحدود المتواجدون في مكان الحادث بإجراءات لتفريق حشد. حتى أن أحد افراد الشرطة اضطر إلى إطلاق النار بعد أن شعر بخطر مباشر على حياته عندما اقتربت مجموعة من الرجال الملثمين وبحوزتهم حجارة- أصيب أحدهم الذي كان يجري باتجاه الشرطي وبحوزته على ما يبدو أداة حادة أصيب بإصابات طفيفة في ساقه جراء إطلاق النار".
وتابع البيان: "تطالب شرطة إسرائيل من قادة الطائفة بقبول الالتزام بالإجراءات القانونية التي تمت في مشروع التوربينات وتهدئة الأجواء، وتجنب نشر أخبار كاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي حول مشايخ مصابين".
واختتم البيان: "أبناء الطائفة الدرزية هم في قلب المجتمع الإسرائيلي في مناصب رئيسية وكانوا على مر السنين مثالًا ونموذجًا للحفاظ على الديمقراطية والقانون. النهج العنيف والبلطجي الذي يشمل إغلاق الطرق وإشعال النار بواسطة الإطارات والمس بإشارات المرور قد يؤدي إلى المس بالأرواح وإلحاق الضرر بالعلاقات القائمة".
وفي بيان آخر بيان صادر عن المتحدث باسم الشرطة للإعلام العربي جاء ما يلي: "رغم الاتفاقات: آلاف الدروز يواصلون إلقاء الزجاجات الحارقة والحجارة واستخدام العنف الشديد ضد قوات الشرطة التي تعمل على ضمان بناء التوربينات في الجولان. تدعو الشرطة قادة الطائفة الدرزية إلى العمل على تهدئة الأجواء. شرطة إسرائيل توصي بعدم الوصول إلى مرتفعات الجولان باستثناء قرية بقعاثا".
وقالت الشرطة في بيان آخر لها: "وصل عشرات من الدروز إلى مركز شرطة في مسعدة في الجولان وحاولوا الاستيلاء عليه. رشقوا الحجارة وأشعلوا الإطارات وخرقوا إطارات سيارات الشرطة وأطلقوا أعيرة نارية. وأصيب عدد من رجال الشرطة جراء إلقاء الحجارة عليهم. ردًا على ذلك صدت الشرطة المجموعة وأبعدتهم عن المنطقة. من الجدير بالذكر، أن كل عمل من أعمال العنف ضد أفراد الشرطة غير مقبول ولن يتم التسامح معه. تلتزم شرطة إسرائيل بضمان سلامة جميع المواطنين وستتخذ جميع الإجراءات اللازمة للحفاظ على النظام والأمن".
من جانبها، قالت شركة " اينرجيكس " ، في بيان صادر عنها " أن مشروع (طاقة الرياح النظيفة) هو مشروع بنية تحتية وطني لإنشاء مزرعة رياح لإنتاج الكهرباء بموافقة الحكومة الإسرائيلية. تم إنشاء المشروع وفق القانون وبعد أن تم دراسته من قبل مختلف السلطات وحصوله على كافة الموافقات والتصاريح المطلوبة. روجت الشركة للمشروع على مر السنين بالتنسيق والدعم الكامل من الزعيم الروحي للطائفة الدرزية الشيخ موفق طريف. إن المعارضين، الذين يعملون بدوافع معادية لإسرائيل، يضرون بمعيشة مئات العائلات في المنطقة العاملة في المشروع ويتجاهلون بشكل متعمد المساهمة الكبيرة للمشروع لسكان المجتمع في هضبة الجولان. وبالاضافة الى الكهرباء النظيفة والخضراء التي من المتوقع أن تستخدمها حوالي 50000 عائلة في السنة، دفعت الشركة للمجالس المحلية أكثر من 15 مليون شيكل كجزء من الضرائب المحلية التي من المتوقع أن تعود لتطوير المنطقة ومبالغ ملايين الشواقل سنويا يتم دفعها منذ عامين لأصحاب الأرض التي يقام عليها المشروع. لصالح إقامة المشروع وعلى عكس المنشورات، استثمرت شركة انيرجيكس موارد كثيرة لإزالة الألغام في مناطق مرتفعات الجولان، لأول مرة منذ عام 1967 - الأمر الذي سيسمح لأول مرة بالعودة من الأرض للاستخدام الزراعي لصالح السكان. ومن المتوقع أن يؤدي المشروع أيضًا إلى تحديث كبير للبنية التحتية للكهرباء وتحسين طرق الوصول إلى مرتفعات الجولان والمناطق الزراعية وتحقيق رفاهيتها. وتجدر الإشارة إلى أن المفاوضات جرت في الأشهر الأخيرة بمبادرة من الشركة والجهات الحكومية ذات الصلة من أجل الوصول إلى اتفاقيات وتسويات، إلا أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل بسبب تدخل اعتبارات خارجية وأسباب أيديولوجية.يؤسفنا أنه حتى بعد أن تم فحص جميع الاعتراضات من قبل مختلف الجهات المهنية، فإن جهات مختلفة، بعضها مع أجندة مناهضة لإسرائيل، تحاول خوض نضال يتعارض مع الأهداف الوطنية لتطوير هضبة الجولان وتلبية أهداف الطاقة المتجددة التي تحددها الحكومة ".
[email protected]