هناك اكثر من سبب يقف خلف قرار المقاومة تأخير الرد العسكري "المعتاد في مثل هذه الأوضاع" على اغتيال ثلاثة من كبار القادة العسكريين لحركة الجهاد الإسلامي وان كان متوقعاً على سبيل تغيير التكتيك كما فعل حزب الله قبل ثلاث سنوات، ولعل اول هذه الأسباب، هو منح القيادة العسكرية للاذرع العسكرية الفرصة الكاملة لقراءة الوضع ودراسة الخيارات المناسبة، سيما وان عملية الاغتيال كانت مفاجئة الى حد كبير من حيث طبيعة المستهدفين، عدا عن إعطاء القيادات الميدانية الوقت الكافي لإعادة التموضع والانتشار لتجنب استهدافهم لاحقاً، خصوصاً بعد تمكن إسرائيل من الوصول الى المستويات العليا واغتيالهم في وقت سريع ومفاجئ، اما السبب الثاني، فهو ضرب الخطط العسكرية الإسرائيلية التي رسمها المطبخ العسكري واعدها، ووضعها قيد التنفيذ الفوري لمواجهة الرد الفلسطيني "المعتاد" على عمليات الاغتيال، وان كانت إسرائيل لديها القدرات الكبيرة والمرونة الكافية لتغيير الخطط والتعامل مع أية مستجدات عسكرية سريعة، اما السبب الثالث فهو استنزاف وارهاق قطاع واسع من الجبهة الداخلية والسكان، بعد أن اغرقها المستوى السياسي والأمني في بحر من القيود الصارمة غير المسبوقة، التي وصلت الى حد فرض حظر التجول في أجزاء واسعة من إسرائيل طالت مئات الاف السكان، وهذا امر لا يمكن للمواطن الإسرائيلي تحمله لفترة زمنية طويلة لعدم تعوده عليه، ولذا فإن إطالة المقاومة في هذه السياسة سيدفع إسرائيل الى البحث عن خيارات لجر المقاومة للرد لانهاء الجولة الحالية لعدم تمييع ما يعتبره رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ومن خلفه زمره المتطرفين كسموتريتش وبن غفير نصراً مؤزراً، ومن غير المستغرب ان تقدم إسرائيل على تنفيذ عمليات اغتيال أخرى بحق قيادات من مختلف المستويات في حركة الجهاد الإسلامي او الاقدام على ضرب مواقع أخرى بهدف استدراجها للرد .
[email protected]