نفى القيادي في حركة الجهاد الإسلامي والمتحدث باسمها طارق سلمي في حديث خاص وحصري لـ"الحمرا" وجود أي وساطات من أي جهة كانت تطلب من حركته عدم الرد على جريمة اغتيال قادتها من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم.
وأضاف سلمي ان الشغل الشاغل لحركته وقادتها وقادة الفصائل هو كيفية الرد على العدوان الإسرائيلي نافياً بشكل قاطع اغلاق قادة حركته هواتفهم في وجه الوسطاء العرب والدوليين ولكنه اكد مرة أخرى ان لا احد من الوسطاء تواصل معهم في الوقت الحالي.
وقال سلمي ان مسألة الرد على العدوان الإسرائيلي وتوقيته من اختصاص الاذرع العسكرية لجميع الفصائل التي تتدارس منذ بدء العدوان كيفية الرد وسبله.
وتفرض حركة الجهاد الإسلامي، ومن خلفها جميع فصائل المقاومة تكتيماً وتحفظاً شديداً حول طبيعة وتوقيت ردها العسكري على المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم، بحق ثلاثة من أبرز قادتها العسكريين في قطاع غزة وراح ضحيتها 12 شهيداً اخر.
ويتحفظ مسؤولو الحركة والفصائل بشدة عن الإفصاح عن اية معلومة في هذا السياق، ولكنهم في الوقت ذاته يؤكدون على أن الرد القاسي على العدوان قادم لا محال، وقد يكون في أي لحظة، وربما بعد ساعات او أيام.
ونادراً ما يتاح احد من هؤلاء المسؤولين للرد على استفسارات الصحفيين، حيث اغلق معظم هواتفهم النقالة فيما يرفض اخرون الرد على المكالمات وفي احسن الأحوال التحفظ الشديد في منح التصريحات واقتصارها على كلمات محدودة جداً.
وتسود حالة من الترقب الشديد والتوتر المشوب بالحذر انحاء قطاع غزة، وعلى الجانب الاخر من الحدود، وتحديداً في البلديات الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة.
وفي الوقت الذي ينتظر سكان قطاع غزة بدء جولة من القصف الجوي الإسرائيلي يترقب سكان البلدات الإسرائيلية تساقط عشرات بل مئات من الصواريخ على بلداتهم.
ولا يزال جيش الاحتلال يفرض إجراءات امنية مشددة في المناطق الإسرائيلية المتاخمة لحدود القطاع وبعمق عدة كيلو مترات خشية من اقدام المقاومة على تنفيذ عمليات عسكرية نوعية كتدمير دبابات واليات عسكرية او تنفيذ عمليات هجومية وانزال خلف الخطوط لضرب المواقع الإسرائيلية واسر جنود.
وتتوارى جميع القوات البرية البشرية والالية المتواجدة على طول الحدود عن الأنظار وتتموضع في مناطق محصنة بعيدة عن مرمى صواريخ الكورنيت المضادة للدروع التي تمتلك المقاومة منها العشرات والتي أدت في جولات سابقة الى مقتل عدد من الجنود وتدمير دبابات واليات.
وتعتبر بعض المصادر في احاديث لـ"الحمرا" ان تأخر المقاومة في الرد يأتي في سياق تكتيكات جديدة تهدف الى تحقيق هدفين الأول وهو منح المقاومة وافرادها وقيادتها الفرصة للتموضع من جديد وإعادة انتشارهم بما يضمن عدم تتبعهم ومراقبتهم من قبل الاحتلال والهدف الثاني هو ارباك جيش الاحتلال وارهاق عشرات الالاف من سكان البلدات اليهودية في محيط القطاع وفرض قيود مشددة على تحركاتهم، بالإضافة الى ضرب المخططات الميدانية لجيش الاحتلال سيما وان المقاومة اعتادت في الجولات السابقة على الرد الفوري على أي عملية كان ينفذها جيش الاحتلال.
[email protected]